خاص- عما تحمله زيارة الوفد السعودي إلى لبنان...- سيمون ابو فاضل
شارك هذا الخبر
Thursday, January 2, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
سيمون أبو فاضل
من الطبيعي أن يستحوذ الحراك السعودي سواء كان سياسيا،دبلوماسيا، إهتمام عالي الدرجة نظرا لموقع المملكة في المعادلات الدولية والإقليمية والداخلية كما هو الحال في لبنان. فكيف إذا المملكة تسير وفق توجيهات حكيمة وعلمية لولي العهد الامير محمد بن سلمان الذي يتمتع بنهج مميز وفرض ذاته على الصعيد الدولي والمناطقي. وهو الأمر الذي جذب الأنظار حول الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على رأس وفد يضم يزيد بن فرحان المكلف بالملف اللبناني.
فالخطوة بحد ذاتها هي تأكيد على دعم سعودي للبنان بالشكل والمضمون وتحمل دفعا لإنجاز الاتفاق الرئاسي وضرورة إخراج لبنان من الفراغ الذي له تداعيات على المؤسسات.
"تغيير في ذهنية بري" في الوقت ذاته تهدف هذه الزيارة للوقوف إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان الكلام معه أنه بعد الهدنة سيعمل على تحديد موعد لجلسة رئاسية. وفي حين اعتبرت الأوساط بأن زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى السعودية لها بعدها وأضافت أن انتقال الرئيس بري إلى أسماء أخرى قد تم التداول بها لا يدعو للقلق لأن بر ي لا يقدم على خطوة لا تلقى إجماعا وطنيا وتوافقا لدى كافة القوى السياسية. ويبدو الرئيس بري وفقا للأوساط "مختلفا في تفكيره"وتطلعاته عما كان عليه كأحد أقطاب الثنائي منذ اكثر من ثلاثة أشهر. وهو أمر يؤخذ بعين الاعتبار مشيرةً الأوساط ذاتها بأن المواطن اللبناني لم يعد يتحمل هذا الوضع الاقتصادي المتردي الذي أوصل لبنان إلى هذه الحال نتيجة السياسات التي لم يعد المجتمع الدولي متسامح معها لكونها خيارات مرفوضة.
فلبنان أمام فرصة كبيرة جدا لاسترداد التوازن في الانتخابات النيابية التي باتت قريبة وكل المخاض الذي عاشه لبنان منذ عام ٢٠١٦ بتداعياته يفرض على الجميع أن يكون بمثابة نصيحة سياسية وتجربة يذهب بها الجميع دون تفرقة إلى مرحلة جديدة.
إن كامل المنطقة أمام تحول ولا يمكن إخفاء رؤية المملكة للشرق الأوسط وذلك من خلال تمسكها ودعمها للدولتين بحيث ستضع قدراتها لحل هذا الموضوع لأن خيار المملكة يبقى السلام لوقف الحروب القائمة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. وحيال عودة عقارب الساعة إلى الوراء عند الجهاد أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من تداعيات مأساوية فإن هذا "الفريق" الذي أراد إيقاف خسارته لن يقاوم بعد اليوم كما لا يمكن تكرار أخطاء التاريخ. وعن الملف الرئاسي لمحت الأوساط بقولها أن الأزمة الرئاسية لا تكمن في هوية الأشخاص.
فالأولويات لإنعاش لبنان تبقى الأمنية والاقتصادية ولكل منها دور في تحديد اوصاف رئيس الجمهورية المقبل.
وعن مسؤولين في القيادة السعودية للملف اللبناني خلفا لفريق سابق كشفت الأوساط بأن للمملكة سياسة داخلية تعتمد الحوكمة وتقضي بتعيينات كل خمسة سنوات في اللجان حيث طالت هذه المرة سبعة لجان وتولى وزير الخارجية فيصل بن فرحان الملف اللبناني وإلى جانبه يزيد بن فرحان بعد إن تولاه منذ خمس سنوات المستشار نزار العلولا وإلى جانبه سفير المملكة في لبنان وليد البخاري .
لذلك فإن التغيرات هي روتينية وتأتي في إطار ترجمة سياسية طبيعية للمملكة والتي بينها وبين لبنان علاقات متعددة وحاليا ثمة اتفاقات متعددة بطابع اقتصادي قد يتم السير بها لدى ولادة العهد الجديد.