خاص- عن خطاب قاسم.. الأمين: قوة "الحزب" من ضعف "المعارضة"!- هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 3, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

هند سعادة

في خطابه الأول من العام 2025، أطلّ أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطاب وصفه البعض بأنه عالي السقف، فتحميله المسؤولية للدولة وإعطاؤها الفرصة لـ "تثبت نفسها" وتأكيده أن المقاومة استعادت عافيتها يحمل في طيّاته رسائل سياسية متعدّدة.

وفي هذا الإطار، رأى ناشر موقع "جنوبية"، الصحافي علي الأمين في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أنه "من الطبيعي أن يتعامل حزب الله وكأن شيئاً لم يحصل وأنه لم يخسر بل ربح، ولكن المفارقة اللافتة أن المعارضة تتعامل بدورها مع حزب الله وكأنه فعلا ربح، وهذا ما يشجّعه لرفع سقفه السياسي أكثر في خطابه".

الأمين وجّه سهام انتقاداته لقوى المعارضة الرافضة لمشروع حزب الله، معتبراً أنها "ليست منشغلة سوى بهوية الشخصية التي ستصل الى كرسي الرئاسة في بعبدا كما أنها غير قادرة على التوافق على اسم معيّن، وعاجزة عن طرح برنامجها بقوة كمجموعة موحّدة".

واعتبر الأمين أنه "أمام خطاب الشيخ نعيم قاسم، فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه، هو ما الذي ستقوم به المعارضة وما هو موقفها لجهة إصرار الحزب على حصر عملية سحب السلاح بمنطقة جنوب الليطاني وتحميل الدولة مسؤولية الالتزام بالاتفاق"، موضّحاً أن "كلام قاسم ينطوي على تجاوز كبير لكل المعطيات والوقائع، فهو من وقّع على اتفاق الإذعان وليس الدولة اللبنانية كما أنه هو من يسيطر على قرار الحكومة الحالية وكل مواقع السلطة بيده".

وفي حين توالت الردود سريعة على كلام قاسم على منصة "x"، وعلى رأسها ما ردّ به رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، اعتبر الأمين أن "هذه الردود لا تكفي والمطلوب هو القيام بمبادرات سياسية، والعمل على إنشاء جبهة سياسية، والقيام بخطوات بناء على رؤية سياسية واضحة، ولكن المعارضة حتى اللحظة لم تقم بذلك، فأعضاؤها يتلهون ببعضهم البعض، غافلين عمّا يقوم به حزب الله".

الأمين شرح أن قاسم يتوجّه من خلال خطابه الى الداخل اللبناني بالدرجة الأولى وليس للخارج، ليقول إن الحزب لا يزال مسيطرًا في لبنان وصاحب القرار النهائي، وإن الحرب الأخيرة لم تتمكن من إنهائه، لافتا إلى أنه "طالما لم تتشكّل جبهة مواجهة له فسيظل يرفع سقفه السياسي".

من جهة أخرى، أشار الأمين الى أن "البعض في الفريق المعارض يفضّل ترك مهمة مواجهة الحزب لإسرائيل على اعتبار أن الأخيرة في حال استمر الحزب بتماديه لن تتردّد بتوجيه ضربات جديدة له".

وفي حين لمّح الحزب الى أنه "حاضر لإعادة فتح جبهة القتال مع إسرائيل في حال لم تقم الدولة بما هو متوجّب عليها"، رأى الأمين أن "الحزب لن يتجرّأ على ذلك وسيواظب على "مسايرة" إسرائيل فهو لا يرفع سقفه السياسي بوجهها بل بوجه الداخل".

وإذ اعتبر أن "كلام الشيخ قاسم، يمهّد لسردية تقوم على رمي المسؤولية على الدولة، تساءل الأمين: "فيما يدّعي الحزب تحميل المسؤولية للدولة لماذا لم يسلّم بعد سلاحه الى الجيش اللبناني ضمن جنوب الليطاني بالحد الأدنى، ولماذا لم يبادر الجيش في المقابل، لتوضيح سبب هذا التأخير وما الذي أحرزه حتى اللحظة في ما يتعلّق ببنود الاتفاق".

وختم الأمين: "إذا كان قائد الجيش يدرس خطواته ويفضّل تجنّب الصدام مع الحزب بناء على حسابات رئاسية، فعندها لا يمكن التعويل على أي نتيجة مرتقبة".