خاص- متخلفون حتى عن محاولة الخروج من التخلف- بقلم المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, January 4, 2025
نحن اللبنانيين نجوب العالم وندرس في أرقى الجامعات المحلية والأجنبية، نرتقي بالعلم والثقافة ونجترح المعجزات على مستوى دول العالم قاطبة. نتكلم مثل الغربيين وبلغاتهم المختلفة، نتبع احدث صيحات الموضة لديهم، نقلدهم بمختلف مظاهر حياتهم وسلوكياتهم الاجتماعية، ورغم كل ذلك نتشبّث بالتخلف في لبنانيتنا. متخلفون عن ثقافة الحوار والسلام والبناء، حيث لا نعرف سوى همجية تدمير بلدنا، تقودنا وتسيّرنا غرائز الحروب والكراهية بحق بعضنا البعض. متخلفون عن ثقافة الإنتاج والاختراع والتأليف مسمّرين في حضيض مجتمعٍ كسولٍ استهلاكي لا نعرف سوى اجترار وقضم الأفكار والسلع والإنتاجات المستوردة. متخلفون عن الفكر والثقافة السياسية وعن حقوقنا وحرياتنا العامة لنغيب في أفيون تبعيتنا ومجاهل عبادتنا للزعماء وتأليه فسادهم وإجرامهم بحقنا. متخلفون عن ثقافة المؤسسات الوطنية حيث القضاء "فقط للضعفاء" كما يقول أحد كبار زعمائنا، والسلاح الآثم مستشرٍ كالمرض في الأرض، والبرطيل رمز إدارتنا الوطنية، وانعدام الكفاءة الفكرية والأخلاقية معيار مسؤولينا من رؤساء ووزراء وسائر متولّي الشأن العام. متخلفون حتى في عبادة الله الذي لم يطلب من أحد القتل واستباحة المحرمات بإسمه أو لنصرته. متخلفون وندعي التفوّق والعظمة معتبرين أنفسنا محور الكوّن وجاهلين أننا على هامش الوجود والأخطر عن الإنسانية. متخلفون حتى عن محاولة الخروج من تخلفنا. فهل يغيّر الله ما بقوّم دون أن يغيّروا ما بأنفسهم؟