خاص - الصادق: "ادارة" المعارك من بين البيوت البيروتية لا يجب ان تمر مرور الكرام... وهذا ما كان على ميقاتي فعله! - تقلا صليبا
شارك هذا الخبر
Saturday, November 23, 2024
خاص - "الكلمة أونلاين"
تقلا صليبا
بقدر الألم العميق الذي تتسبّب به الضربات الإسرائيلية على العاصمة بيروت وشوارعها، وبقدر الحزن على المدنيين الأبرياء الذين تضعهم القيادات المُستهتِرة في حزب الله، في عين العاصفة، حين تختبئ بين الناس، بالقدر ذاته، يفوح الغضب العارم، همسا وجهارة، بين البيروتيين، بسبب التضحية بهم، دون موافقتهم، أو حتى الأخذ برأيهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى فورة بيروتية، تُعرف بدايتها ولكن نهايتها وعواقبها تبقى سؤالا يوميا يطرحه أهالي المناطق المُستهدفة وكل مواطن لبناني لا يرغب بالموت فداءا لأحد.
تتسارع الأحداث يوميا، وتتوسّع رقعة الإستهدافات الإسرائيلية، وهي لا تستثنِ منطقة أو شارع أو مبنى، طالما اعتبرت ان في ضربه خدمة لمصالحها، فكيف بالحري إذا كان في المكان المُستهدف، أحد القادة أو المسؤولين أو من يعرِفون أنهم مُلاحقين من اٙلة القتل الإسرائيلية؟ الأمر الذي يجعل ممن يعرف نفسه انه هدفًا، شريكا في قتل الناس، حين يختبئ بينهم، ويُعرّض سلامتهم للخطر، وأرزاقهم للحرق والدمار.
في هذا الإطار، تواصلت "الكلمة أونلاين" مع النائب وضاح الصادق، لفهم الموقف البيروتي بشكل عام، والموقف السُّني الذي يعاني ما يعانيه أصلا، حتى قبل اندلاع هذه الحرب.
"انتقلنا من موّال – لو كنت لأعلم – بعد حرب تموز 2006، إلى موال – قراءات خاطئة -بعد حرب الإسناد"، بهذه العبارة يبدأ "الصادق" حديثه، مؤكّدا أن الجولات المُتتالية التي قام بها مع مجموعة من الشخصيات قبل الحرب، خرجت بتأكيدات أن الأمور ستتوسّع وتخرج عن السيطرة، وقد تمّ عرض الموضوع مع "الحزب" وشرح خطورة ما يقومون به، إلا ان أصحاب القرار منهم، أصرّوا على موقفهم بمواصلة حربهم، مستثنين الدولة، ومهمِّشين كل الأفرقاء الاٙخرين في البلد، وأي رأي أو صوت يحاول ردعهم عما يقومون به، ولم يتذكّروا الدولة، إلا بعد وقوع الكارثة، وحاجتهم لها، كي تؤمن للنازحين ما عجِزوا هم عن تأمينه. في السياق نفسه، يسأل "الصادق" أين "عماد 4" واخواته، ولماذا لا يختبئ مسؤولي الحزب في الأنفاق التي عملوا على تصويرها وإصدار الاعلانات الترويجية لها، فيتركونها ويُحوّلون أنفسهم لقنابل موقوتة بين بيوت الناس، ويؤكّد ان مشكلة البيروتيين ليست مع النازحين، أو مع من لا يُشكّلون أي خطر على أبناء المنطقة، فهم قد عمِلوا جاهدين لاستقبال "إخوتهم" وتأمين كل مستلزمات عيشهم وراحتهم، ولكن تحويل بيروت لثكنة عسكرية، هو الأمر المرفوض، وإدارة المعارك من بين المنازل لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، وعلى قوى الأمنية التدخّل وفرض دورها لطمأنة الناس والحفاظ على سِلمهم وسلامتهم.
كما في الميدان العسكري، كذلك في الميدان السياسي، وكما يتفرّد الحزب بقرار تحويل منطقة امنة إلى ساحة حرب، هكذا يتفرّد، ومن خلفه إيران، بقرار المُفاوضات، مسلِّمًا إياها لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تحوّل إلى مِرسال إيران والحزب، بحسب "الصادق"، والذي تخلّى عن دوره كرئيس المجلس النيابي اللبناني، لصالح دوره كرئيس حركة أمل، كما تخطّى الدستور والأعراف وكل القوانين، ليتفرّد بالقرار، فيما تقف الأطراف جميعها مُتفرّجة ومُستمعة.
"ثمّنا موقف رئيس الحكومة المُستقيلة نجيب ميقاتي، حين اتخّذ موقفا مُشرِفا بوجه الإيراني، ونطالبه بإجراءٍ وطني مشابه يعلن فيه تطبيق الدستور، حيث ان الحكومة – مُمثلةً برئيسها – هي المُفاوض المُفترض في مثل هذه الحالة"، يقول الصادق، باعتبار ان الرئيس بري لا يُمثّل النواب، بل هو مثلهم من "النواب المُنتخبين من مجموعة من الناس"، عليه الإلتزام بصلاحياته والعمل على أساسها، فيما يُطلب من الرئيس ميقاتي، التوقف عن تَبَلُغ الأحداث كأنه لا يملك أي دور سوى الموافقة على القرارات الصادرة، والانتقال للعب دورا مهمًا، يتلاءم مع مركزه كرئيس مجلس الوزراء اللبناني.
"الحزب" لا يجب أن يقرر عن كل اللبنانيين، قالها وضاح الصادق، ويقولها كل لبناني لا يريد الموت ولا التشرُّد ولا خسارة أرزاقه، من هنا يجب الوقوف بوجه هذا الزحف الأصفر، بالأدوات الدستورية والقانونية والسياسية والدبلوماسية، لأن الناس، إذا شعرت انها مُهدّدة، وان حياتها وحياة أولادها ونساءها وشيوخها بخطر، قد لا تملك الحكمة والهدوء الكافيين لتسلك طريق الدستور، فتلجأ لأمنٍ ذاتي، وحلول "عسكرية-أمنية"، تُدخل البلد في نفقٍ أكثر سوادًا من النفق الموجودين فيه أصلا.