خاص -لبنان دخل المرحلة "الأصعب": لا خطوط حمراء امام ملاحقة مسؤولي الحزب! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 23, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

بولا اسطيح


في الوقت الذي كان لبنان يترقب نتائج زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكستين الى تل أبيب لتحديد مصير مفاوضات وقف النار، بدا ان العدو الاسرائيلي قرر ان يوصل الرد مباشرة وبالنار بتصعيد كبير لعملياته داخل لبنان برا وجوا، متقدما في القطاع الغربي باتجاه دير ميماس وطريق الخردلي التي تصل مرجعيون بالنبطية ومستهدفا قلب العاصمة بيروت مجددا بتفجير كبير أرهب عشرات آلاف اللبنانيين فجر السبت وذلك باطار ملاحقته المتواصلة لمسؤولي وقياديي حزب الله.
ولم يعد خافيا ان تل ابيب انتقلت مؤخرا لمرحلة استهداف هؤلاء اينما وجدوا بعدما نفذت الاهداف في المناطق التي تُعتبر مناطق عسكرية كالجنوب والضاحية وبعلبك وغيرها من مدن وبلدات بقاعية، وبات هؤلاء يتمركزون في مناطق تُعتبر آمنة، وسيكون على ما يبدو التركيز في المرحلة المقبلة على عمليات اغتيال مكثفة في هذه المناطق باعتبار ان نتنياهو يضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، يقضي على هذه القيادات وبالوقت عينه ينفخ مجددا بنار الفتنة في المجتمعات المضيفة.
وبالرغم من سعي كثيرين وأبرزهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، المفاوض عن حزب الله ولبنان، لعدم نعي جهود هوكستين، الا ان الوقائع السياسية كما الميدانية تؤكد الا وقف للنار في المدى المنظور وان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيواصل المراوغة طوال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الاميركي جو بايدن، وهو لن يعطه اليوم اي تمريرة يعتبرها انجاز ينهي بها عهده، رغم كل ما يُحكى عن تفاهم بين الادارتين الجمهورية والديمقراطية حول كيفية التعامل مع الوضع في منطقة الشرق الأوسط. اذ تشير المعلومات انه بحقيقة الوضع لا تفاهم ولا تعاون بين الادارتين على اي من الملفات، حتى ان ادارة بايدن تحاول تسليم الملفات للادارة الجديدة مفخخة كي تنفجر بوجهها مع استلامها مهامها في ٢٠ كانون الثاني المقبل.
وتقول مصادر مواكبة للمفاوضات ان "البحث والنقاشات جدية بالمقترح الاميركي لكن ذلك لا يعني انه سيطبق غدا باعتباره يحتاج مزيدا من النقاش والتدقيق"، مرجحة ان يكون هذا "مقترحا تأسيسيا لاتفاق نهائي لن يبصر النور قبل عودة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض".
وتضيف المصادر:"حزب الله يعي ذلك تماما وهو يستعد لحرب استنزاف طويلة لذلك سنراه يعود للتقنين باستخدام ما تبقى من صواريخه وترسانته العسكرية، بعدما كثف مؤخرا وبشكل غير مسبوق عمليات القصف، مع التركيز على عمليات محددة تطال تل ابيب كلما تم قصف العاصمة بيروت بعدما تحدث امينه العام الشيخ نعيم باسم مؤخرا عن معادلة جديدة تقول بقصف تل ابيب عند قصف العاصمة علما ان المعادلة كان يفترض ان تكون قبل توسع الحرب قصف تل ابيب كلما قُصفت الضاحية".
بالمحصلة، سيكون على اللبنانيين التأقلم مع واقع الانتقال لمرحلة جديدة من التصعيد بمستويات مرتفعة جدا خاصة اذا صح انها مرحلة تسبق التسوية الكبرى المنتظرة مع استلام ترامب مهامه، تسوية قوامها تفاهم اميركي- ايراني على الملف النووي ينسحب بعدها على باقي الملفات.