خاص - عبد الساتر يردّ على باسيل: ما يُطلب أشبه بـ"الفنتازيا"! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 25, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

مرة جديدة، وجّه رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل سهام انتقاداته اللاذعة الى "الثنائي الشيعي"، متّهما إياه باشتراط وقف إطلاق النار قبل انتخاب رئيس للجمهورية، قائلا: "يكفي ربط لبنان ومصالحه بأمور خارجة عن إرادته"، معتبرا أن البلد ومؤسساته أهم منا جميعا كما أنه على المقاومة أن تكون في خدمة البلد، وليس البلد في خدمة المقاومة".

في المقابل، ردّ المحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" على كلام باسيل، مشيرًا الى أن "الأخير لم يكن دقيقًا في التّوصيف الذي اعتمده، فاعتبار "الثنائي الشيعي" أن وقف إطلاق النار أولوية لا يعني بالضرورة أن هناك "فيتو" على ملف انتخاب رئيس للجمهورية"، ذاكرًا أن "الانقسامات حوله برزت قبل فتح المقاومة لجبهة الإسناد لغزة".

ورأى عبد الساتر أن "باسيل جزء من هذا الانقسام القائم والاصطفاف الحاصل لا يتحمّل مسؤوليته "الثنائي الشيعي" فقط"، متسائلا: "لماذا قرر باسيل في هذا التوقيت رفع الصوت وتحميل "الثنائي الشيعي" هذه المسؤولية؟".

وقال: "عملية انتخاب الرئيس لا تتوقف فقط عند "الثنائي الشيعي"، واصفًا الدعوات الموجّهة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لافتتاح جلسة انتخاب بدورات متتالية وعدم إقفالها قبل أن يُصار الى انتخاب الرئيس بـ"الفنتازيا" في ظل المشهد السياسي الحالي".

وقال: "هو يعلم أنّ طبيعة الانقسام الحاصل هي التي تحول دون انتخاب الرئيس لأن البحث لا يتعلّق فقط بموقع رئاسة الجمهورية، بل تخطّاه ليشمل مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس والخيارات السياسية التي ستنتج عن انتخابه وعلى رأسها تشكيل الحكومة الجديدة وبرنامجها وإمكانية التوصل الى توافق عام حول مهام وعمل هذه الحكومة"، مشيرا الى أن "الرئيس بري يحاول تدارك هذا الموضوع حتى لا نصل الى انقسام أكبر".

وأوضح عبد الساتر أن ""الثنائي الشيعي" بانتظار النتائج التي ستتوصل إليها المفاوضات بشكل عام حتى تتمكّن على ضوئها من معرفة الخيارات التي ستختزلها الشخصية المرتقبة لرئاسة الجمهورية".

واعتبر أن "عدم الدعوة لجلسة انتخاب لرئاسة الجمهورية له علاقة بالبعد الأمني المتعلّق بحضور نواب "الثنائي" أو غيرهم إلى الجلسة وليس البعد السياسي".

ولكن كيف يغيب المعيار الأمني عن حسابات "الثنائي" عنما يتعلّق الحضور بالتمديد لقائد الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى ويحضر الخطر الأمني في الملف الرائسي؟، أجاب عبد الساتر ، معتبرًا أن "الملفين لا يتشابهان فعدم الدعوة لجلسة انتخاب رئاسية لها علاقة أيضا بتجفيف الانقسام السّياسي حول هذا الملف".

وفي حين رأى أنه "من الضروري انعقاد جلسة التمديد لتلافي أي فراغ على مستوى الأجهزة الأمنية، قال عبد الساتر: "اعتدنا على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وليست المرة الأولى وبالتالي في حال طالت مدة الفراغ في هذا الموقع لشهر أو أكثر فهذا الأمر لن يغيّر في المعادلة شيء".

وقال: "في ظل وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس مجلس النواب، يبقى الفراغ الرئاسي أخفّ وطأتًا من الفراغ على مستوى الأجهزة الأمنية"، مضيفا: "لا نؤيّد خيار التمديد لكن لا بدّ من تجرّعه في ظل الظّروف الحالية على قاعدة أنّ الضّرورات تبيح المحظورات".

وعن إعلان باسيل رفضه لربط لبنان بمصالح خارجية، ذكّر عبد الساتر بأن "البيانات الوزارية المتلاحقة شرّعت عمل المقاومة وحزب الله يدافع عن الأراضي اللبنانية، علما أن المقاومة متفهّمة للانقسام الحاصل بين اللبنانيين حول هذا النقطة، ولكن ذلك لا يبرّر الهجمة على "المقاومة" والطعن الذي تتعرّض له تحت هذا العنوان".

وقال: "البحث في الخلاف بين المقاومة والأطراف الآخرين حول جبهة الإسناد لا يجب فتحه الآن ويجب تركه الى حين انتهاء العدوان على لبنان"، مشدّدًا على أنه "أثناء العدوان على الجميع أن يكونوا في بوتقة واحدة للدفاع عن لبنان، فالمقاومة لا يمكن أن تتفهّم رميها بتهم لا تنطبق عليها".

عبد الساتر لفت الى أن "تصريحات باسيل اختلفت عما سبقها، ففي السابق لم يكن يوجّه السّهام الحادة باتجاه "المقاومة" كما يعمل اليوم"، رابطًا "هذا التغيّر بخوف باسيل من وصول رئيس للجمهورية لا يرضيه مثل قائد الجيش العماد جوزيف عون".