خاص – السفير صدقة يكشف دوافع إسرائيل وراء التسوية مع لبنان.. وهكذا ستدخل واشنطن على الملف الرئاسي – هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 26, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

في حين ارتفع منسوب الأمل بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان قريبًا، برز التساؤل التالي: ما هي الضمانات التي تلقتها إسرائيل حتى غيّرت موقفها وباتت موافقة على إبرام تسوية مع الحزب، وما الذي ينتظر لبنان في اليوم التالي خصوصًا أن الكثير من الغموض يلفّ التفاصيل التقنية للاتفاق.

السفير اللبناني السابق في واشنطن يوسف صدقة، أوضح في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "أميركا مارست ضغطًا كبيرًا على إسرائيل حتى تقبل بالتسوية، مشيرًا إلى أن "هذا الضغط متعلّق بالدرجة الأولى بالهاجس الموجود لدى الرئيس المنتخب دونالد ترامب وهو تحقيق حلمه بالحصول على جائزة نوبل للسلام، وبالتالي وقف إطلاق النار في لبنان يليه وضع إطار للحل في أوكرانيا يصب لصالح نيله هذه الجائزة".

وذكر صدقة أن "وجود أميركا على رأس اللجنة المراقبة هي الضمانة الأساسية لإسرائيل، أما لبنان فهو غير متروك كما هو حاصل مع الفلسطينيين، فنحن نملك خلفية فاتيكانية، فرنسية، وأميركية، تؤمّن المساعدة للبنان حتى يتمكّن من مواجهة الضغوطات".

ولكن ماذا يضمن التزام جميع الأطراف بتطبيق بنود التسوية الجديدة في حين عمدوا منذ العام 2006 الى خرق القرار 1701؟. أجاب صدقة، شارحًا أن "هناك تغيّرات كثيرة في المنطقة وعلى رأسها الحوار الأميركي - الإيراني القائم والذي من شأنه المساعدة على حلحلة الأمور، كما سيتم الاتفاق على نقاط واضحة"، لافتا الى أن "السياسة الأميركية الأخيرة هي وريثة لسياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي تقوم على معاداة العرب ودول الخليج وإعطاء الأهمية لإيران، الإ أن هذا الواقع تغيّر مع فوز دونالد ترامب فهو منفتح على جميع الأطراف ولا مانع لديه بابرام صفقة مع إيران".

وقال: "المفاوضات بين أميركا وإيران لم تصل بعد الى خواتيمها ولكن تطوّر العلاقة بين هذين البلدين من شأنه أن يشكّل الضمانة لعدم خرق الإتفاق المرتقب بين لبنان وإسرائيل".

وعلى صعيد الداخل اللبناني، شدّد صدقة على أنه "يجب إعطاء ضمانات من قبل الجميع للطائفة الشيعية بأنها ليست مستبعدة من المشهد السياسي، مما من شأنه أن يعزّز التضامن الداخلي خصوصا في الظل الشرخ القائم حاليا بين الأفرقاء بالإضافة الى ضرور اللجوء الى الحوار".

وفيما يتعلّق بالملف الرئاسي، لفت صدقة إلى أن "الأميركيين سيعملون على تحريك ملف الانتخابات الرئاسية وتسريع وصول الرئيس المنتظر"، مرجّحا أن "يكون التحضير للاستحقاق الرئاسي في لبنان قد اكتمل قبل وصول ترامب الى الحكم في 20 كانون الثاني".

وقال: "عملية انتخاب الرئيس تحتاج بالدرجة الأولى الى موافقة بكركي والأميركيين، ويصار لاحقا الى الأخذ بمواقف القوى السياسية الأخرى في البلد".

وإذ أكد "ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني وتأمين الدعم له، استبعد صدقة حصول أي تصادم بين الجيش وأهالي الجنوب اللبناني في المرحلة المقبلة، فهو تمرّن على التعاطي مع جميع اللبنانيين"، متوقّعا أن "يكون هناك تفهّم لدوره، علما أن مصير سلاح حزب الله في جنوب الليطاني لم يحسم بشكل واضح بعد، والتفاصيل التقنية لم تعلن حتى الان".

وختم: "على اللبنانيين التخفيف من الخلافات الداخلية لأنهم مقدمون على استحقاقات كبيرة وعليهم أن يكونوا جاهزين لها".