خاص- هل يسير "الثنائي" بعون رئيسا تجنبا لجولة جديدة من الحرب؟ -بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 5, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

لم يعد خافيا ان "الثنائي الشيعي" الذي يفاوض باسمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يبد حتى الساعة تجاوبا مع الرغبة السعودية- الاميركية المشتركة بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وهو يقدم حججا "دستورية" يقول انها تحول دون انتخابه، لكنه بالوقت عينه لم يبلغ المعنيين بأنه يرفع فيتو بوجهه.

اذ يبدو واضحا ان "الثنائي" ويالتحديد حزب الله يريد ان يقبض ثمن السير بعون سواء بتعهد عربي- دولي باعادة اعمار مناطقه المدمرة او عبر ضمانات اميركية بتنفيذ اسرائيل اتفاق وقف النار وخروجها من الاراضي اللبنانية المحتلة مع انتهاء مهلة الستين يوما.

حتى الساعة لا ضمانات او تعهدات وصلت لعين التينة. كل ما أُبلغت به قبل ساعات رغبة سعودية بانتخاب عون لم يتم اقرانها بأي ثمن. وبهذا يكون السعوديون قد رموا الكرة في ملعب الولايات المتحدة الأميركية وبالتحديد في ملعب المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الذي يصل الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل.

وتتحدث مصادر مواكبة عن كثب للملف عن احتمالين لكيفية تعاطي واشنطن مع الوقائع الراهنة، فاما يأتي هوكشتاين كما اعتدناه بأسلوبه الدبلوماسي فيطرح على "الثنائي" السير بعون مقابل ضمانات بخروج اسرائيل من كامل الاراضي المحتلة مع انقضاء الستين يوما وتعهد باعادة الاعمار، او يأتي ليحذر من تداعيات عدم انتخاب عون والتتبيه من جولة جديدة من الحرب والتهجير والدمار من دون اعطاء اي ضمانات او تعهدات لاعتبار واشنطن ان حزب الله مهزوم ويفترض التصرف معه على هذا الاساس لا اعطائه أثمانا.

وتعتبر المصادر انه "ايا كان اسلوب هوكشتاين في مقاربة الملف، فان حزب الله يُدرك انه بات محاصرا في الزاوية، فهو وان استجاب لاحتمال الطلب الاميركي بانتخاب عون يكون يُكرّس هزيمته العسكرية والسياسية ويُقر بها وان كان لم يخرج يوما ليصور عون خصما كما فعل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما انه وفي حال أصر على المكابرة فهو يزيد من احتمال جره الى جولة جديدة من الحرب في حال عدم انسحاب اسرائيل في السابع والعشرين من الشهر الجاري.. جولة ستكون على الارجح قاضية ولن توقفها اسرائيل قبل ضمان انهاء الحزب".

وليس ما ورد على لسان امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم قي اطلالته الاخيرة عن ان "صبر الحزب قد ينفذ من الخروقات الاسرائيلية قبل الـ 60 يوماً او بعدها" الا كلاما يريد به حفظ ماء وجهه، فآخر ما يريده الحزب حربا تؤدي لموجة جديدة من التهجير والقتل والدمار ويرجح ان تعني نهايته.

وسواء صح ما تم التداول به عن ابلاغ رئيس "القوات" سمير جعجع الموفد السعودي عدم استعداده السير بعون ام لا، فانه وفي حال نجح الاميركيون باقناع "الثنائي" بانتخاب قائد الجيش فان اقناع معراب بذلك عندها لن يكون بالمهمة المستحيلة، على الا يكون على السعودية عندها الا ابلاغ النواب السنة بصب اصواتهم لصالح عون فينتخب بأكثرية 86 صوتا وتسقط بذلك الموانع الدستورية.

بالمحصلة، كل شيء رئاسيا بات مرتبطا بما سيحمله هوكشتاين بعدما بات الملف الرئاسي مرتبطا بالهدنة والواقع العسكري والامني على الارض. فهل تُكرس هزيمة حزب الله بانتخاب عون الخميس او نكون على موعد مع محاولة الحزب تنفيذ انقلاب ما يعيد خلط الاوراق ويضعنا امام عدة سيناريوهات لعل أخطرها جولة جديدة من الحرب؟