خاص- أكذوبة ١٣ نيسان- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 13, 2024



بتاريخ ١٣ نيسان ١٩٧٥ اندلعت الحرب بين معسكرين الاول لبناني ينادي بنهائية الكيان واستقلاليته والثاني وطني يتمسك بلبنان العربي، لتتحوّل الحرب سريعاً إلى حروب طاحنة داخل كل معسكر وحزب، وانقلب السلاح على حامليه وانتهى بتصفية قادته وكوادره.
فبإسم القضية وحماية الوجود المسيحي وتوحيد البندقية تقاتل المسيحيون وذبحوا نخبهم القيادية والفكرية والشبابية ليقبعون في خيبتهم ندباً ونحيباً.
وبإسم الحركة الوطنية والعروبة تقاتل "الوطنيون" وتصادموا بين قوميين عرب وسوريين وبعثيين وناصريين ويساريين وسواهم وشهدت ساحاتهم أبشع المجازر، مروراً بحرب المخيمات ومحيطها، إلى معارك الشمال والمتمادية إلى يومنا هذا.
وقد فاقتها دموية وبشاعة مجازر رفاق الخندق الواحد لاسيما منها بين "أمل والاشتراكي" إلى مجازر الثنائي الشيعي، إلى المقاومة الإسلامية ضد المقاومة الوطنية، لا بل شهد كل حزب فاعل انقسامات وانقلابات داخلية أدت إلى تصفية "الاخوة" للآلاف من اخوانهم القادة والمثقفين والمناضلين.
بحيث لم يفقد اي حزب او تكتل أحزاب في حروبه مع اعدائه، سوى النذر الطفيف من شبابه الذين فقدهم في حروبه ومذابحه الداخلية.
مما يثبت ان غاية الحرب كانت كاذبة وشعاراتها كاذبة وأهدافها كاذبة أشعلها الاحتلال وأطفأها الاحتلال واستغلها الاحتلال وما يزال.
مما يحتم علينا لزوماً التعلم من التجارب المريرة واستخلاص العبر وأهمها ان السلاح خارج الدولة هو الموت الذي لا يجرّ إلا الى الموت، وان الدولة القوية الفاعلة، وعلى رأسها الجيش الصلب والقضاء العادل، وحدها فقط الضمانة التي تحمي شعبها وكيانها.
وتبقى التحية واجبة إلى روح قلّة من العمالقة الإنسانيّين الذين نبذوا أنانياتهم وتمسكوا بالحكمة والحوار ونادوا بسلطة الدولة ومؤسساتها يوم لم يكن يعلو أي صوت على صوت الرصاص والحقد والغدر.
فكم يجب على اللبنانيين ان يفنوا من عقود بدفن أبنائهم قبل ان يتعلموا بناء ثقافة الفكر والسلام والحوار؟