خاص- عبد القادر يفنّد خطاب الـ 55 دقيقة لنتنياهو ويكشف أهدافه! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 26, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

لا شك أن خطاب الـ 55 دقيقة التاريخي الذي ألقاه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس الأميركي، مساء الأربعاء لاقى متابعة من الحلفاء والأعداء على حد سواء إلا أن القراءات تعدّدت فيما بينهم حول الرسائل السياسية التي أراد إيصالها ولمن أرسلها؟

وفي قراءته الخاصة لهذا الخطاب وأبعاده، شرح العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن نتنياهو حرص عبر هذا الخطاب على توجيه الرسائل الى الداخل الإسرائيلي بالدرجة الأولى وتحديدا الى خصومه السياسيين والمتظاهرين المعارضين لسياساته في الحرب وخصوصا لعدم دخوله في مسار المفاوضات للتوصل الى الصفقة المطلوبة مع حركة "حماس" لإعادة الأسرى".

وأوضح أن "نتنياهو استغلّ حضوره في الكونغرس الأميركي ومخاطبته الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري" بالإضافة الى الشّكر الذي وجّهه لكل من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والمرشّح الرئاسي دونالد ترامب، وذلك ليبرهن للداخل الإسرائيلي أن الأمور مازلت تحت سيطرته وهو يتمتّع بالتأييد الأميركي الكامل سواء كان في ظل عهد الرئيس الحالي أو الرئيس المقبل".

كما كان الخطاب، بحسب عبد القادر، "فرصة لنتنياهو لتسليط الضوء على دور إيران الكبير في هذه الحرب، حيث صبّ كامل غضبه ووجه اتهاماته لها بشكل مباشر، معتبرا أنها سبب كل المشاكل في المنطقة، مشيرا الى أن ما تقوم به إيران لا يهدد فقط إسرائيل إنما أميركا وأصدقاءها من الدول العربية".

من هنا، رأى عبد القادر، أن "نتنياهو يهدف الى الحصول على ضمانة بأن تقدم أميركا موقفا متشددا تجاه إيران، كما يعمل على دفعها لاستكمال عملية التفاهمات الإبراهيمية التي بدأت في عهد ترامب، آملا أن تستمر اليوم عبر بدء التطبيع مع المملكة العربية السعودية فتصبح إسرائيل جزءا من تحالف كبير أميركي - عربي - إسرائيلي في مواجهة إيران عل صعيد سياساتها الممتدة من اليمن الى العراق وصولا الى جنوب لبنان من جهة وعلى صعيد الملف النووي من جهة أخرى".

وإذ تطرق الى "نقطة الخلاف الأساسية بين نتنياهو والإدارة الأميركية الحالية وهي تتمحور حول اليوم التالي لانتهاء حرب غزة"، أوضح عبد القادر أن "نتنياهو جاء الى أميركا وفي جعبته رؤية خاصة لليوم التالي وهي تقوم على تحويل غزة الى منطقة منزوعة السلاح تحت إدارة مدنية فلسطينية لا تهدف الى تدمير إسرائيل أو فتح حرب معها، وهنا تكمن النقطة الأهم في خطاب نتنياهو"، لافتا الى أن "الأخير عمد عبر خطابه الى استباق أي موقف أميركي داعم لإيجاد تسوية ما، خصوصا في ظل المحاولات المتواصلة لجمع حركة "حماس" مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى".

وفي حين برز الإعتراض اللافت لسياسات نتنياهو عبر الحشد الكبير للمتظاهرين في محيط الكونغرس الأميركي، ذكر عبد القادر، أن "الانتقادات لم تقتصر على الخارج، بل خرجت بالتوازي، أصوات كثيرة من الداخل الإسرائيلي تعترض ونتنقد أيضا سياسات نتنياهو ومضمون الخطاب الذي ألقاه".

وبالتالي، "ما زال من المبكر تقييم النتائج"، بحسب عبد القادر الذي اعتبر أن "هذا الخطاب دعائي أكثر ما هو عملي"، مشدّدا على "ضرورة انتظار ما ستؤول إليه محادثاته مع بايدن وما هو الموقف الأميركي سواء لجهة إمكانية التوصل الى هدنة وإنهاء أزمة الرهائن أو لجهة مستقبل العلاقة بين إسرائيل والشعب الفلسطيني ومصير دولة فلسطين وهنا بيت القصيد الذي يجب انتظاره".

من جهة أخرى، وصف عبد القادر "التصفيق الحار الذي حصل عليه نتنياهو من قبل عدد من النواب والشيوخ خلال إلقائه كلمته بـ "الأمر الطبيعي" الذي تكرّر في خطاباته السابقة أمام الكونغرس في حين عمد البعض الآخر من النواب والشيوخ الى عدم الوقوف أو التصفيق له".

وفي السياق، رأى عبد القادر أن "المفارقة الأهم اليوم تكمن في أننا بتنا نرى رجال دين إسرائيليين وقادة رأي يهود في أميركا يقولون أن هذه السياسات التي تتبعها اسرائيل ليست لصالح اليهود"، مشددا على أن "هذا تطور مهم جدا، خصوصا أنه يأتي بعد موجة من المظاهرات الشعبية السابقة وعلى رأسها الانتفاضة العارمة التي شهدتها أهم الجامعات الأميركية".

وتابع: "كل هذه المؤشرات تظهر أن هناك تبدّلا في الرأي العام الشعبي والدولي تجاه نتنياهو، ما ينبئ بأننا أمام مرحلة جديدة كفيلة بتحريك الملف الفلسطيني وإخراجه من حالة الركود الذي سيطر عليه لسنوات".

واعتبر عبد القادر أنه "يجب على الجميع انتظار نهاية الحرب وانقشاع الدخان الذي يحجب الرؤية حتى نتمكّن من معرفة ما هو مصير نتنياهو السياسي بالإضافة الى مصير الحكومة المتطرفة التي تدعمه".

وفي حين برز واضحا إصرار نتنياهو على استكمال الحرب وعدم الذهاب الى المفاوضات مطالبا إميركا بتوفير السلاح اللازم، أوضح عبد القادر أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم وعمليات تدمير كبيرة ولم يعد لديه الكثير ليصنعه في غزة ولذلك قادة الجيش الاسرائيلي أصبحوا في حالة حرجة جدا ولا يدرون كيف يجب التعامل مع أوامر الحكومة الاسرائيلية ونتنياهو في وقت هم يدركون أنه من الناحية العسكرية لم يعد يمكنهم تنفيذ مهمات عسكرية تبرّر العنف والتدمير الذي يرتكبونه".

وأشار عبد القادر الى أن "رغبة نتنياهو باستكمال الحرب وعدم خوض المفاوضات حتى اللحظة يعود سببه لكونه رجل حرب، علما أن تحقيق الانتصار في غزة بات مهمة مستحيلة، فنتنياهو وقع في خطأ سوء التقدير للأهداف التي حدّدها بالإضافة الى سوق تقدير لقدرة حركة "حماس" على المقاومة والمواجهة، وهذه الاخطاء سيكون لها ثمن وهو فشل تحقيق الإنتصار الكبير".

وتابع: "الإنتصار الكبير كان يمكن أن يحصل عبر قتل كبار قادة "حماس" مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف وتفكيك بنية "حماس" العسكرية وإجبارها على الإستسلام ولكن هذا الامر لم يحدث حتى اللحظة ولا يبدو أنه سيتحقق في المستقبل".

وشدّد على أنه "لاستخلاص النتائج علينا انتظار ما سيرشح عن اجتماع بايدن ونتنياهو ومسار المفاوضات التي ستدور بينهما لمعرفة فحوى التوافق الذي يمكن لبايدن أن يرضى به في الحد الادنى خصوصا أن الاخير سيظل في السلطة حتى بداية كانون الثاني عام ٢٠٢٥".

وعن توجيه الإتهام المباشر لإيران، اعتبر عبد القادر أن "هذه الحرب برهنت أن إيران هي العدو الأكبر لإسرائيل ونظرا الى أن الأخيرة لا تستطيع منفردة مواجهة إيران والتنظيمات الداعمة لها في المنطقة، يسعى نتنياهو لتشكيل تحالف الأقوياء بين إسرائيل وأميركا والدول العربية الحليفة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".