عندما يصل الشّعب إلى " التحت" عليه أن ينتظر "جالب حظ " ...؟؟!!- بقلم المحامي انطوان القاصوف

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 13, 2024

كتب المحامي انطوان القاصوف :



تقولُ الواقعة التاريخية : في مقابلةٍ مع رئيس وزراء بريطانيا ادوارد هيث (١٩٧٠- ١٩٧٤ ) وكان يمثلُ الحزبَ المحافظ ، قال :" كنّأ فقراء وكنت أقرأُ دروسي على ضوء الشموع وكان أبي يشفقُ عليَّ ويقول : لماذا لا تترك هذا الهراء وتبحث عن عملٍ شريف.. "
هنا ضحكَ المذيعُ وسأله : وماذا قال أبوك بعدما أصبحتَ رئيساً للوزراء؟ أجاب هيث:"قال أبي ألَمْ أنصحكَ دائماً بالبحث عن عملٍ شريف... " ؟؟!!

في الأنظمة الديمقراطية تُعتَبَرُ هذه الواقعة " دعابةً " أمّأ في بقية الأنظمة فتُعْتَبَرُ توصيفاً صادقاً لرأي الشعب في عملِ حكّامِهِ..؟! ولكن ماذا نعتبرُها نحن؟؟

المواطن يتساءل:
- مَنْ "صفَّرَ " قيمةَ عملتِنا الوطنية ، ماذا نسمِّي عملَهُ ؟
- مَنْ سلبنا مالَنا ماذا نسمي عمله ؟
- مَنْ "أفقرَ " دولته و "أغنى" جيبته ماذا نسمي عمله ؟
- مَنْ إشترى الطائرات واليخوت ماذا نسمي عمله؟
- مَنْ أهمل "موقعاً دستورياً مُنزَهاً " ولم يُعزز صندوقَه الخاص ماذا نسمي عمله؟
- مَنْ لا يخضع لقانون " الإثراء غير المشروع "ولا يُجيب على سؤال:من أين لك هذا ماذا نسمي عمله؟
- مَنْ لم يضع نفسه في خدمة شعبه بل وضع شعبَه في خدمته ماذا نسمي عمله؟
- مَنْ لم يحافظ على سيادة وطنه وحريّته وإستقلاله ماذا نسمي عمله؟
ومن ومن ومن أوصل الشعب إلى " التحت" الذي ليس تحته من تحت ماذا نسمي عمله؟ ألا ندعوه بإلحاحٍ ، بثورةٍ ، بتمرّدٍ بأن يبحثَ عن عملٍ شريف..؟؟!!

بتاريخ ٢٠٢٤/٣/٣٠ وتحت عنوان " ساعات رولكس ورطتها..." داهمت الشرطة منزل رئيسة " البيرو " دينا بولوراتي بحثاً- فقط -عن ٣ساعات رولكس لم تصرّح عنها ولا عن مصدرها كما لم تُفصحْ عنها في السجلات الرسمية.. مع العلم أنّه بتاريخ ٢٠٢٤/٣/٥ كان قد تقدّم رئيس الوزراء البيرتو اوتورولا بإستقالته من منصبه وسط " مزاعم "بإستغلالِ نفوذه لمساعدةِ شابةٍ قيلَ إنه وجّهَ لها عباراتٍ غرامية..؟!
إستقالةُ رئيس الحكومة ومداهمةُ منزل رئيسة الجمهورية في " البيرو " جعلت المسؤول عندنا يُصابُ بنوبةٍ من الضحك متسائلاً : أمِنْ أجلِ" شبهة" تتعرّضُ رئيسة ُ الجمهورية كما ورئيس حكومتها لمثلِ هذه التدابير الجائرة؟! فيا ربّ أَدِمْ لنا " الحصانة " لأنه مهما فعلنا سيبقى عملُنا متّصفاً " بالعمل الشّريف " ؟؟!!

وهل ننسى أنه في الأنظمة الديمقراطية ، القاعدة الأساسية تقول: تُجرى الإنتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية والإختيارية في مواعيدها الدستورية والقانونية كما تُجرى الإستفتاءات ويُؤْخَذُ " رأيُ " الرأي العام بعين الإعتبار.. في الحروب تُجرى الإنتخابات ، في الزلازل تُجرى ، في الطّوفان تُجرى ...في الخريف ، في الشتاء، في الربيع، في الصيف وعلى مدارِ السنة تُجرى...؟؟!!
أمّأ في البلد "الشاذ " ديمقراطياً ومع المسؤولين " الشواذ " وفي ممارسة " الشذوذ" السياسي ، تصبح القاعدة " التأجيل والتمديد والتسويف " فماذا يبقى من نظامنا الديمقراطي؟؟

كان أحدُ الأساتذة الكبار يقول: نحن نعيشُ في ظِلِّ نظام " الديمو -قراطة " مُذَكِّراً بأنَّ كلمة " ديمو " تعني الشعب ..؟!
فهل مَنْ يُمارس هذا النوع من " الديمقراطية " يقومُ " بعملٍ شريف" أم يُمارسُ " مهنةً شريفة "؟!

إتخذت فرقةٌ من الجيش في إحدى الدول الأجنبية، حماراً كجالبِ حظّ لها ،ولسوء الحظّ ، ماتت " البهيمة" بعد عِدّةِ أيام وكان قائدُ الفرقةِ غائباً آنذاك فأرسلَ له مُساعدُهُ البرقية التالية:" الحمارُ مات ، هل نبتاعُ حماراً آخر أم ننتظرُ عودتَكَ ..."؟؟!!
لقد ابتُلينا بمسؤولين حكمونا ولا يزالون حتى بتنا مواطنين لا " حظوظ" لنا ،فهل نحظى "بجالب ِ حظٍّ " بعد طول إنتظار...؟؟!!