خاص- عذراً بيروت فدموع التماسيح تُمطِر على غزة- المحامي فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 2, 2023

كتب المحامي فؤاد الأسمر:

الثابت علمياً ان الانسان إما ان يكون ذو حس انساني مرهف يجعله يتعاطف مع أحزان وآلام الأخرين او يكون جاف الاحاسيس مادي الطباع، وانه لمستحيل جمع الفئتين من البشر بشخص واحد.

مما لا شك فيه ان الابادة المجرمة في غزة التي ترتكبها آلة العدو الحاقدة تستوجب التعاطف مع الضحايا والابرياء، انما من غير المقبول ان يبكي الرؤساء والوزراء والمسؤولون في لبنان على شهداء غزة وفي الوقت ذاته يزدرون بالضحايا من اللبنانيين الابرياء.

ومن الواجب تذكير هؤلاء المسؤولين، ودموعهم السخيّة، باللبنانيين: -ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وقد تآمروا عليهم ومنعوا على ذويهم معرفة مَن قتلهم!

-ضحايا الاغتيالات من بين المعارضين واصحاب الرأي الحرّ وكذلك الضحايا الذين قضوا حسرة على ابنائهم المختطفين والمخفيين قسراً في السجون السورية!

-ضحايا السلاح المتفلت والرصاص العشوائي والعصابات السائبة والكبتاغون والتهريب!

-ضحايا الانتحار من الاباء والامهات الذين يختارون انهاء حياتهم هرباً من عجزهم عن اغاثة ابنائهم الجائعين، وضحايا الهجرة التي تحمل اللبنانيين على الفرار من بلادهم مفضلين قوارب الموت على جهنم!

-الضحايا من المساجين، لا سيما الابرياء منهم، الذين يموتون في السجون دون محاكمة وحتى دون ذنب، وأيضاً ضحايا التعذيب من قبل الاجهزة لحملهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها او انتقاماً منهم لاعتبارات سياسية؟!

-ضحايا الطرقات المعتمة وحواجزها وخنادقها إلى الضحايا الذين يموتون يومياً على ابواب المستشفيات بفعل رفضها استقبالهم وضحايا العجز عن شراء الدواء وسائر ضحايا الفقر والعوز والجوع والبرد!

-ضحايا الضرائب المجرمة وضحايا اهمال الدولة لأبسط واجباتها من ضمان شيخوخة ومرض وبطالة إلى انعدام الخدمات والتقديمات، واللائحة لا تنتهي!

من المُذلِّ والمهين أن يتباكى المتحكمون بالبلاد والعباد على ضحايا غزة فيما هم يقبعون اصناماً جامدة متحجرة غير آبهين بآلاف الضحايا من اللبنانيين وبضرورة انقاذهم وتوفير مقومات الحياة لهم!

واذا كانت دموع التماسيح تمطر على غزة الا يوجد في بيروت من يذكر هؤلاء المسؤولين بموجباتهم تجاه هذا البلد وأهله؟