خاص- أي ثمن سيقبضه "الحزب" مقابل عدم تجاوز الخطوط الحمراء؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 28, 2023

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

حزب الله المنهمك راهنا بأحوال الجبهة الجنوبية وبالاستعداد لجولة قتال جديدة بعد انتهاء الهدن المُمددة، لم يبدأ بعد بجردة "ما له وما عليه" والتي يفترض ان يقوم بها مع وقف نهائي لاطلاق النار. لكن باقي القوى السياسية التي تحولت في الشهرين الماضيين لمجرد مواكبة لقرارات يتخذها الحزب ومن خلفه طهران، بدأت تستعد لمرحلة مقبلة ستشهد على الارجح كباشا سياسيا قاسيا. بعضها يخشى فعليا اثمانا داخلية قد يُطالب بها الحزب من خلال مفاوضات ايرانية- اميركية قادمة لا محال، فيما بعضها الآخر يبدو مطمئنا الى ان اي تسوية كبيرة مقبلة في المنطقة يُفترض ان تُحجّم دور الحزب العسكري ما يعني ان الاثمان التي ستقبضها ايران لن تكون في لبنان انما ستكون مالية- اقتصادية تستفيد منها مباشرة.


خشية الفريق الاول مبررة. فالقرار الايراني بعدم توسعة الجبهات وحصر القتال لبنانيا بجزء من جبهة الجنوب وبالتالي عدم تجاوز الخطوط الحمراء في الصراع مع اسرائيل، له ثمنه. وهو ثمن باهظ لا شك تُدرك الولايات المتحدة انه سيكون عليها ان تدفعه عاجلا ام آجلا. ولا شك انه يتحاوز مكاسب لبنانية داخلية تعتبرها طهران محققة وان احتاجت مزيدا من الوقت والضغط كرئاسة الجمهورية. وتقول مصادر مطلعة ان "الخوف هو من تعديل في النظام يعطي مكاسب مباشرة وغير مباشرة لحزب الله خاصة اذا كان التسوية المقبلة في المنطقة على شكل اتفاق تاريخي يقوم على حل الدولتين. عندها سيتم وضع ورقة سلاح حزب الله على الطاولة بعد انتفاء الحاجة المباشرة اليه في حال اسس الحل السابق ذكره لمسار من السلام لا تبدو ايران وحلفاؤها متحمسة له".


وتضيف المصادر:"انضاج طبخة بهذا الحجم للمنطقة لن يكون لا شك ميسرا وسريعا.. ما يعني ان حزب الله وفي هذا الوقت سيعود الى الداخل اللبناني لممارسة مزيد من الضغوط ولتحقيق مزيد من المكاسب باطار سياسة الامر الواقع مستفيدا من فائض قوة بلغ مداه مع اتخاذه وحيدا قرار تحريك جبهة الجنوب دعما لغزة من دون سؤال الحكومة حتى التي كانت لتقدم له، لو اراد ذلك، نوعا من الغطاء الشرعي نظرا الى كونه المؤثر الاساسي على قراراتها. لكن فائض القوة جعله حتى لا يطلب ذلك ويتفرد بالتحرك عسكريا باطار عملية كانت ولا تزال يمكن ان تجر البلد ككل الى حرب مدمرة تقضي على ما تبقى فيه من مقومات للعيش والصمود".


واذا كان السؤال، كيف ستُترجم عودة الحزب الى الداخل رئاسيا، فلا شك ان الجواب هو بمزيد من التشدد بدعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ما يعني ان كل الجهود الدولية المبذولة راهنا وبالتحديد الفرنسية والقطرية والتي قد تحاول فصل المسار الرئاسي في لبنان عن مسار المنطقة، ستبوؤ مجددا بالفشل. فبحسب المعلومات، باريس لم تعد طرفا دوليا يرتاح له حزب الله كما انها بنفس الوقت لم تستعد ثقة قوى المعارضة التي خذلتها كثيرا مع طرحها مبادرتها الاولى التي قالت بانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية مقابل انتخاب نواف سلام رئيسا للحكومة.


وتقول المصادر:"بات الدور القطري في لبنان متقدما بقوة على الدور الفرنسي ولا شك ان هذا ما جعل باريس ترسل موفدها سعيا لتثبيت هذا الدور.. لكن لا باريس ولا الدوحة تمتلكان طروحات عملية للحل. وحتى لو فعلتا فان حزب الله لا يبدو معنيا حتى بالنقاش بأي منها طالما لا تلحظ انتخاب فرنجية".