خاص- انتظرناه من الجنوب فهل ينفجر الوضع شمالاً؟- بقلم المحامي فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 16, 2023



لطالما شكل الشرق الأوسط، بثرواته وموقعه الاستراتيجي مادة تجاذب وصراع بين القوى الدولية. وما نشهده اليوم ليس الا استمراراً لهذا المسار، بحلّة جديدة، بين عملاقين دوليين، الاول يتمثل بالولايات المتحدة الأميركية، تقابله مجموعة "بريكس" وقوامها تحالف دول واقتصادات عملاقة، هي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، واستقطابها لعدد من الدول ومنها إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر علاوة على الأرجنتين وإثيوبيا.
وقد زادت حدة التنافس بين هذين المعسكرين بفعل الأزمات والحروب التي نشهدها، لاسيما منها الحرب الروسية الاوكرانية، وتعاظم الحاجة الى مصادر الطاقة، والتنازع على التحكم بهذه المصادر.
ينسحب هذا الصراع على منطقتنا حيث يسيطر الاميركيون، من جهة، على مناطق وآبار شرق الفرات، كما عمدوا الى اقفال الحدود العراقية السورية وعززوا وجودهم العسكري على جانبيها لقطع طريق طهران العراق سوريا لبنان. والخطير استقدام أكبر حاملتي طائرات اميركية الى الساحل السوري وبحر العرب، مزودتين بعدد كبير من المقاتلات وأكثر من ٣٠٠٠ جندي.
بالمقابل نشهد هجمة روسية ايرانية في المنطقة من خلال تحريك الحشد الشعبي في العراق، ومحاولة السيطرة على الشمال السوري عبر الدفع بتعزيزات للجيش السوري والميليشيات الايرانية فيه وتحريك العشائر العربية ومحاصرة "قسد" المحسوبة على اميركا. يواكب ذلك تسلل آلاف المقاتلين السوريين، كنازحين الى مناطق الشمال اللبناني من بوابة عكار.
علماً بأن السلطات السورية قد صادقت على عقد مع شركة "كابيتال ليميتد" الروسية للتنقيب عن النفط والغاز قبالة ساحل محافظة طرطوس عند الحدود اللبنانية - السورية غير المرسمة والتي تتنازعها الدولتان، حيث وضعت سورية يدها على جزء من ثروتنا النفطية وذلك ضمن مسعى سوري لقضم الشمال اللبناني، بظل سكوت رسمي لبناني متآمر.
من الواضح ان هذا الكباش شمالاً مرشح للتفاقم الى حد الانفجار، وكل فريق يجهّز "عدته" في هذا السبيل. ويبقى للأيام القادمة ان ترسم لنا صورة هذا الاصطدام الوشيك وتداعياته بظل انعدام فرص التسوية. فأين هم اللبنانيون، وهل يوجد وطنيون رؤيويون انقاذيون، أم أن العجز والارتهان وفتات المصالح أعموا البصائر؟