خاص- حقيقة ما يحصل بين "القوات" و"التيار"… - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 25, 2023

خاص- الكلمة اونلاين
بولا اسطيح


يُدرك المتابع عن كثب للتصريحات العونية والقواتية بخصوص الملف الرئاسي ان كم التناقضات المحيطة بها وواقع تحول كل نائب او قيادي وكأنه "فاتح عحسابو"، كلها عوامل تطيح بأي امكانية للتلاقي وانجاز اي تفاهم بهذا الملف رغم اصرار البعض على التأكيد ان قنوات التواصل بين قوى المعارضة و"التيار" لا تزال قائمة.
ويُجمع الطرفان على وجود أزمة ثقة كبيرة تُعقّد الامور وتجعل التقدم باتجاه عقد اتفاق بينهما ايا كان حجمه مستبعد تماما حاليا رغم حاجة كل طرف منهما الى الآخر ليتحول مؤثرا في المعركة الرئاسية. فحزب "القوات" يُدرك انه من دون "التيار"، وفي ظل موقف الحزب "التقدمي الاشتراكي" والنواب السنة المحسوبين على جو ١٤ آذار المتمسك برئيس توافقي والرافض لتعطيل اي جلسة حتى ولو أفضت لانتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، يفقد حتى دوره كقوة تعطيلية تمنع انتخاب فرنجية، لذلك يحرص على ابقاء ولو خيط رفيع قائما في العلاقة مع باسيل علما ان حقيقة الامور تؤكد استسلام معراب لواقع ان "التيار" ليس بصدد كسر الجرة مع حزب الله وان كل ما يفعله يندرج في خانة المناورة.
بالمقابل، تجد قيادة "الوطني الحر" مصلحة بابقاء القنوات مفتوحة ولو بحدود دنيا مع "القوات" وباقي قوى المعارضة لعلمها بأن ذلك يستفز حزب الله ويؤدي لضغوط عليه يعول على ان تنتهي لتراجعه عن ترشيح فرنجية. لكن وبالوقت عينه يحرص باسيل على عدم الافراط بالابتزاز كي لا تنقلب الامور عليه في ليلة ظلماء خاصة بعدما أيقن ان الحزب لم يعد يتعاطى معه من منطلق انه بحاجة اليه لتأمين غطاء مسيحي تعتبر حارة حريك انه تم تجاوزه ولم يعد يخدمها.
وامام هذه الوقائع، تتمسك الاكثرية المسيحية النيابية بورقة جوكر تحملها قد تستخدمها في حال استشعرت قرب تأمين الاصوات اللازمة لانتخاب فرنجية. وهذه الورقة ستكون عبارة عن تفاهم سريع، بناء على مصلحة آنية، على اسم مرشح تتبناه قيادتا معراب وميرنا الشالوحي لافشال مسعى ايصال فرنجية. فخروج الاكثرية المسيحية باسم واحد سيشكل احراجا لكل القوى الاخرى يجبرها على اعادة النظر بخياراتها.
ولا يرى جعجع ولا باسيل حاجة لاستخدام هذه الورقة راهنا لذلك يعمد الزعيمان حصرا للمناورة. وتقول مصادر "القوات" ان التلاقي مع "التيار" رئاسيا لم يكن منذ البداية ما نطمح اليه وكنا ندرك انه يستخدمنا لابتزاز حزب الله. لكننا قررنا اتباع المثل القائل "الحق الكذاب عباب الدار" من خلال موافقتنا على السير بالوزير السابق جهاد ازعور وهو الاسم الذي يعلم الجميع ان باسيل يروج له منذ مدة.. لكن وكما كنا نتوقع تراجع "الوطني الحر" عن الاسم لانه اصلا يرفض خوض اي مواجهة ايا كان طابعها مع حزب الله".
من جهتها، تدحض مصادر "الوطني الحر" هذا السيناريو جملة وتفصيلا، مؤكدة ان "معراب ومنذ البداية لا تريد ان تتفاهم معنا على رئيس واعلنتها اكثر من مرة"، مضيفة:"نحن لم نطرح عليهم ازعور وهم لم يوافقوا عليه. كل ما يتم بثه في الاعلام غير دقيق وله غايات مبطنة. فكل ما يريده جعجع هو ان يسير الوزير باسيل بترشيح فرنجية ليقول لجمهوره: "ها قد انقلب التيار على مواقفه"، ظنا انه بذلك يحقق مزيدا من الشعبية المسيحية".
بالمحصلة، يواصل المسيحيون التهشيم ببعضهم البعض سعيا وراء مكاسب حزبية وشخصية تهدد بالاطاحة بدورهم ووجودهم . بالامس استلمت الحكومة صلاحيات الرئاسة الاولى وغدا يستلم نائب حاكم مصرف لبنان صلاحياته، فيما يستمر صراع الديوك المسيحية على اشلاء وطن!