خاص -1500 قنبلة موقوتة تهدد حياة الآلاف من سكان طرابلس! – مالك دغمان

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 7, 2023

خاص - الكلمة أونلاين
مالك دغمان

الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وطال عدد من المدن السورية وشعر به سكان عدد من المناطق العربية خلف دمارا كبيرا بالممتلكات وخسائر مؤلمة بآلاف الأرواح، وبدوره لبنان تأثر أيضا بسلسلة من الهزات متخطية الأربع درجات على مقياس رختر أدت الى انعكاسات خطيرة تنذر بكارثة مقبلة تهدد حياة الآلاف من السكان في مدينة طرابلس وهي ليست بأزمة جديدة. بعد هذه الهزّات القويّة عاد إلى الواجهة ملف الأبنية المتصدعة في المدينة الأفقر على حوض البحر الأبيض المتوسط لينذر بمصيبة دموية تكاد لا تقل عما حدث ليل أمس.
وفي التفاصيل بحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "الكلمة أونلاين" تحمل طرابلس 1500 قنبلة موقوتة عبارة عن أبنية متصدّعة وآيلة للسقوط منتشرة في كافة أحياء الفيحاء، ومع ضعف الإمكانيات في بلدية طرابلس يبقى السؤال الأبرز..
من هو المسؤول وهل من خطة إنقاذ سريعة؟

بروفسور خالد تدمري عضو مجلس بلدية طرابلس رئيس لجنة الآثار والتراث قسّم الخطورة الناجمة عن تصدع هذه المباني ولفت إلى أنها، "تنقسم إلى أربع درجات من ناحية الصعوبة وهي مقسّمة على الشكل التالي:
1- 63 مبنى بحاجة إلى إخلاء سريع.
2- 350 مبنى منتشر في المناطق التاريخية للمدينة.
3- وعدد كبير من الأبنية المنتشرة في المناطق الشعبية والتي تحتاج إلى إخلاء فوري أو إعادة تدعيم بأسرع وقت أبرزها في مناطق البدواي والميناء وعموم الفيحاء.
تدمري خلال حديثه لموقع "الكلمة أونلاين" كشف أن، "الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا ووصلت ارتداداته إلى لبنان سيزيد من ارتفاع اعداد المباني المتصدعة والتي يمكن أن تهبط على رؤوس ساكنيها في أي لحظة"، وأكّد أن، "الترميم يجب أن يتم بأسرع وقت وهو حاجة ملحة".
أما عن سؤال حول الخطة المنوي اعتمادها من أجل تدارك الكارثة المقبلة شدّد تدمري على أنه،" في وظل إمكانيات بلدية طرابلس المتواضعة والمحدودة وعدم وجود هيئة إدارة كوارث وأزمات إلا في الجيش اللبناني ستصعب العملية"، وعن تحمل المسؤولية بسبب هذا الإهمال تابع، "لا تقع على عاتق بلدية طرابلس فهي وبالشراكة مع هيئة الإغاثة طالبتا مرارا من المعنيين بجلسة طوارئ عاجلة ولكن "ما شفنا شي أبدا وما في تجاوب" على الرغم من الخطر المحدق الذي يطال هذه الأبنية".
تدمري أعلن أن، "الأزمة تعود إلى تاريخ الحرب الأهلية فخلال عملية الإعمار التي لم تشمل مدينة طرابلس لم تقم وزارة المهجرين إلا ببناء وترميم بعض المباني في القرى النائية والبعيدة عن المدينة".
وعلى نفس الجبهة تنتشر العشوائيات والمباني غير المرخصة خاصة في أحزمة البؤس التي تلف أحياء وضواحي مدينة طرابلس، فالشروط الأساسية للسلامة العامة غير متوفرة بسبب طريقة البناء البسيطة خاصة في منطقة باب التبانة التي تعاني منازلها من تسرب كبير للمياه ما يؤثر على البنية التحتية ويسرع من عملية التصدّع. على سبيل المثال السنة الماضية وفي منطقة تمسى "الشلفة" تم بناء مساكن عبر السطو على أراضي تابعة للدولة اللبنانية دون أي مخطط أو ميزانية.
إذا جرس الإنذار يجب أن يقرع، وعلى الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها التحضّر إلى سيناريوين؛ الأول إما إعلان حالة الطوارئ والاستعداد لنكبة مقبلة مع تجهيز كافة طواقم الإسعاف والمستشفيات المنهارة لتحمل المزيد من العناء خاصة بعد أزمة قوارب الموت التي لفت المدن اللبنانية أو اجتماع سريع وحشد أصحاب الخبرة والاختصاص للكشف عن الأبنية السكنية المتصدعة والقيام بالمطلوب وكما تقول الحكمة "أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا".

مرفق صور التي حصلت عليها "الكلمة أونلاين" للتصدعات التي حصلت في مدينة طرابلس.