ناشونال إنترست- هل تستطيع أميركا وقف التمدد الصيني في موانئ العالم؟
شارك هذا الخبر
Friday, July 4, 2025
حذر ماثيو فيلان، المحلل المتخصص في السياسات الصينية، من أن التوسع الصيني في السيطرة على الموانئ العالمية لم يعد مجرد مسألة اقتصادية، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي، ولنظام التجارة الحرة العالمي.
ورأى الكاتب، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست"، أن أمام الولايات المتحدة فرصة ضيقة للتحرك قبل أن تُحكم بكين قبضتها على البنية التحتية البحرية الدولية، داعياً إلى استجابة متعددة الأبعاد تشمل التمويل والتنسيق، والتحرك الدبلوماسي المنسق مع الحلفاء.
الصين تسيطر على الشحن البحري العالمي
وقال فيلان إن عدد الموانئ العالمية التي تملك الصين حصة فيها أو تدير عملياتها ارتفع من 16 ميناء عام 2000 إلى 93 ميناءً اليوم، مرجحاً أن يتجاوز الرقم 100 في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن هذه السيطرة ليست محض صدفة، بل نتيجة إستراتيجية صينية منهجية تهدف إلى تعزيز النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي لبكين حول العالم، من خلال شركات تبدو مستقلة شكلياً، لكنها تعمل في ظل إشراف مباشر من الحزب الشيوعي الصيني.
من الموانئ إلى الطائرات المسيّرة: الأمن القومي في خطر
وأضاف الكاتب أن الخطر الصيني لا يقتصر على النشاط التجاري، بل يمتد إلى احتمالات الاستخدام العسكري. فقد استُغلت حاويات الشحن، التي يفترض أن تكون مدنية، في تهريب مكونات طائرات مسيّرة إلى ساحات نزاع مثل أوكرانيا وغزة، وهو ما يثير المخاوف من أن بكين قد تستخدم شبكتها العالمية من الموانئ لأغراض استخباراتية أو عسكرية مستقبلية.
وأكد فيلان أن هذه الطموحات تصب في هدف الصين الأشمل، المتمثل في تقويض النظام الليبرالي العالمي، واستبداله بنظام استبدادي تتزعمه.
استراتيجية أمريكية مقترحة: 3 خطوات عاجلة
1- حملة دبلوماسية وتوعوية فعالة:
دعا الكاتب الولايات المتحدة إلى إطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية منظمة، تُظهر المخاطر المرتبطة بتمدد الصين في موانئ الدول النامية، وكيف تقود قروض الصين إلى ديون خانقة تمسّ بسيادة الدول وتمنح بكين نفوذاً مبالغاً فيه
2- تمويل تنموي منافس:
أكد فيلان ضرورة أن تقدم واشنطن بديلاً حقيقياً عبر تمويل مشاريع موانئ تُقصي الشركات الصينية من البناء والإدارة، واقترح تعزيز ميزانية مؤسسة التمويل التنموي الأمريكية لتشجيع استثمار الشركات الأمريكية.
3- تنسيق مع الحلفاء الإقليميين:
شدد الكاتب على أهمية التحرك الجماعي مع الحلفاء، لا سيما في جنوب آسيا، حيث أصبحت موانئ مثل غوادر وهامبانتوتا أداة صينية لمحاصرة الهند. ورأى الكاتب أن المشاريع البديلة والتحالفات المرنة يمكن أن تكبح التغلغل الصيني.
التحجيم والموازنة
وقال الكاتب إن واشنطن لا تحتاج إلى اعتماد النهج الصيني نفسه، القائم على الاستحواذ والسيطرة، لكن يمكنها أن تعتمد سياسة "التحجيم" عبر خطوات مدروسة تؤدي إلى تقليص نفوذ بكين تدريجياً، وتحمي في الوقت نفسه حرية الملاحة والتجارة الدولية.
التهديد قائم والوقت ينفد
اختتم فيلان مقاله بالتنبيه إلى أن استراتيجية الصين للسيطرة على الموانئ الدولية تُشبه حاويات الشحن التي تخفي في ظاهرها حمولة مدنية، لكنها قد تحوي في باطنها تهديداً مدمّراً. وأكد أن الوقت لم ينفد بعد، لكن الفرصة قد تضيع، إذا لم تتحرك واشنطن بسرعة وبحزم.