الهدنة القادمة في غزة: 60 يوماً من التهدئة والتبادل

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 4, 2025

بينما تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية حول احتمال موافقة حركة "حماس" على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأت تتكشف المزيد من تفاصيل المقترح الأميركي، الذي يتضمّن تهدئة مبدئية لمدة 60 يومًا، يتخللها إطلاق أسرى فلسطينيين وإسرائيليين، وانسحابات عسكرية جزئية من القطاع.

وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فإن الصفقة تنص على الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و15 جثة لأسرى آخرين، على أن تحدد "حماس" أسماء المفرج عنهم. وتُسلَّم الجثامين على ثلاث دفعات خلال فترة التهدئة، مع الالتزام بعدم إقامة أي مراسم أو استعراضات.

في المقابل، سيُفرج عن ما لا يقل عن 1000 أسير فلسطيني، من بينهم أكثر من 100 محكومين بالسجن المؤبد.

يتضمّن الاتفاق أيضًا إدخال عشرات آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات إلى القطاع خلال فترة التهدئة، مع استمرار تشغيل مراكز توزيع المساعدات في جنوب غزة تحت إشراف إسرائيلي. وتُعد هذه النقطة من أبرز بنود التسهيلات التي سيتم تنفيذها فور بدء سريان الاتفاق.

وينصّ المقترح على أن يبدأ انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة بعد الإفراج عن 8 أسرى، وفق خرائط متّفق عليها بين الطرفين. وفي اليوم السابع، يُستكمل انسحاب جزئي من جنوب القطاع، أيضًا بناءً على خرائط تُعدها فرق فنية مشتركة خلال مفاوضات لاحقة.

أما الانسحابات النهائية فتُحدد خلال مفاوضات تُجرى عقب الاتفاق على الإطار العام، على أن تستمر الولايات المتحدة بلعب دور الضامن ومتابعة التنفيذ.

بموجب الاتفاق، تبدأ مفاوضات فورية لبحث وقف دائم لإطلاق النار، تُركّز على أربعة محاور رئيسية:

_تبادل ما تبقى من الأسرى.

_الترتيبات الأمنية الطويلة الأمد في غزة.

_ترتيبات "اليوم التالي" لحكم القطاع.

_إعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار.

وفي اليوم العاشر من بدء الهدنة، تقدّم "حماس" تقارير طبية كاملة عن مصير الأسرى الإسرائيليين المتبقين، بينما تُقدّم إسرائيل لوائح مفصلة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين اعتُقلوا منذ 7 تشرين الأول 2023.

ويشرف الوسطاء—الولايات المتحدة وقطر ومصر—على توفير ضمانات سياسية ولوجستية لمواصلة المفاوضات خلال فترة التهدئة.

رغم التقدّم في المسار التفاوضي، لا تزال هناك نقاط خلافية بارزة قد تُعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي:

_إسرائيل ترفض إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم "حماس".

_تصرّ "حماس" على انسحاب إسرائيل إلى ما قبل خطوط 18 آذار، تاريخ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار السابق.

_خلاف حول صيغة إعلان إنهاء الحرب، حيث تدفع واشنطن باتجاه إعلان سياسي مشترك يشير بوضوح إلى انتهاء الحرب.

_الخلاف حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية، إذ تطالب "حماس" بتولّي الأمم المتحدة هذه المهمة، فيما تتمسك إسرائيل باستمرار عمل مؤسسة غزة الإنسانية.

وكانت "حماس" قد أعلنت أنها تدرس المقترح المقدم من الولايات المتحدة، وأنها ستسلم ردّها النهائي خلال ساعات إلى الوسطاء.

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إنه من المرجّح معرفة رد الحركة خلال 24 ساعة. وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى موافقة مبدئية على الاتفاق، وهو ينتظر الرد الرسمي من الجانب الفلسطيني.

وفي حال تم الاتفاق على البنود الأساسية، يُتوقّع أن يتم توقيع اتفاق نهائي خلال أيام قليلة، بعد زيارة وفد إسرائيلي إلى الدولة الوسيطة لوضع اللمسات الأخيرة.