خاص- عن لقاء الخماسية في عوكر بعد لقاء براك - بن فرحان.. إمّا جواب واضح من الحزب أو...! - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 4, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل


" القادم أصعب".. هذه العبارة أتت عبر أوساط اللجنة الخماسية التي كانت قد اجتمعت قبل ظهر الخميس، وذلك في معرض الكلام عن الغارة الاسرائيلية على سيارة في منطقة خلدة، إذ كانت السفيرة الاميركية ليزا جنسون قد دعت بعد انقطاع لأشهر، أعضاء اللجنة الخماسية، إلى اجتماع استثنائي في السفارة في عوكر، لإطلاعهم على أنّ الموفد الرئاسي الأميركي طوم برّاك يتوقّع أن يحصل على جواب واضح من الجانب اللبناني، حول كيفية تسليم حزب الله لسلاحه، وهو حتى اليوم أمر غير واضح نتيجة ما تلقته من معلومات، بما ينذر بمرحلة حامية...

إذ يتوقع الجانبان الأميركي والإسرائيلي، من الدولة اللبنانية، الالتزام بالمطالب التي قدمها لها، وكذلك بردّ واضح ونهائي يسلّم الى براك، وإلا ستترك الدولة اللبنانية لوحدها للتعامل مع الطرف الآخر أي مع اسرائيل.

فالاجتماع، وفق المعطيات، انعقد على وقع معلومات بأن حزب الله لن يسلّم الدولة اللبنانية رداً جازماً على مطالب برّاك، وأن التفاؤل جد منخفض، إلاّ إذا عمد الحزب في الأيام السابقة لوصول براك إلى الإعلان عن ورقته، لكن إذا ما كان يعمد إلى المناورة في الوقت الحاضر، فإنّه لا يمكن اعتبار أن هناك مساحة واسعة بين يومي الخميس والاثنين، للدخول في منطق تبادل النقاش بين أطراف الدولة اللبنانية وحزب الله، لصياغة ورقة واضحة الأجوبة، لأنه إذا ما تبيّن للأميركي، عدم وجود له، فلن يدخل في دائرة الاستنراف للوقت الذي سيكون لصالح رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو.

ولم تخف السفيرة جونسون خلال الاجتماع أن الحزب لا يزال يعتبر بأنه يستطيع المناورة والتلاعب بعامل الوقت والمهلة، التي حددها برّاك، والذي كان يتوقع حكما أن يتلقى رداً واضحاً على مقترحه في أول بداية الشهر الحالي، وإذا وصل يوم الاثنين المقبل بعد إرجاء زيارته لأيام عدة، ولم يتسلم جواباً نهائياً، فإنّ لبنان سيدخل في المجهول..

وتعتبر الأوساط أن واشنطن تجد أنّ الأجنحة التي تسيطر على الحزب تجعله في وضع صعب لتنفيذ الاتفاق، ولكنه بدلاً من أن يقدم على خطوات تنفيذية لمقترحات برّاك،يسعى إلى تقديم الأجوبة الانشائية كأن يقول إنّه أوقف الأعمال العدائية وسهّل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، وحتى الآن لا يبدو بالنسبة إليه أن ملف إعادة الاعمار سيسلك طريقه إلى التنفيذ ، إذ إنّه لا يستطيع أن يقدم على خطوات أكبر في هذه المرحلة وإسرائيل تحتل النقاط الخمسة في الجنوب اللبناني .

وربطت الاوساط بين وصول الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان وبين زيارة برّاك علماً أنّهما التقيا قبل أسبوع في الرياض، إذ يقوم الدور السعودي من خلال الموفد يزيد على التشديد على التزام الدولة اللبنانية بتسلّم السلاح وإن كل ما يُحكى خارج هذا الاطار من قبل الحزب لن يغيّر في مضمون المطالب. في المقابل، قالت أوساط سياسية مواكبة لزيارة برّاك إنّ توافق كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيسي الحكومة ومجلس النواب، على موقف موحّد بدأ يشكل ضغطاً على حزب الله رغم تعدد أجنحته لاسيّما من دون المعرفة حتى اليوم، مدى الدور الايراني على الجناح العسكري - الأمني للجهة المماطلة وعدم تسليم السلاح من أجل بقاء الحزب ورقة بيد إيران تستعملها لتعزيز موقعها في المفاوضات المقبلة، إذا ما بدأت مع الولايات المتحدة حول ملفات عدة عالقة أو من خلال مفاوضات غير مباشرة، وهو الامر الذي يعتبر رهاناً خاطئاً لأن الوقت لا يسمح في ذلك.

وأشارت الأوساط إلى أن بري غاضبٌ جدًا من موقف حزب الله ومناوراته، ومن كلامه الذي قيل بعضًا منه للحزب، أن الجنوب اللبناني دفع أرواحاً ودماء نتيجة حرب المشاغلة ولن يسمح بعد اليوم بأن يكون لحزب الله قرارات انتحارية تطال الطائفة، لاسيّما أنّ الاحداث في المنطقة دلت على أنّ إيران لم تستطع الدفاع عن لبنان عبر أي خطوات ميدانية ولن تتمكن من تقديم أيّ دعم مالي في المستقبل ولذلك يكفي ما أصاب البلد من مراهنات.