لوموند- الهدنة في غزة يجب أن تؤدي إلى استقرار دائم والحذر مطلوب

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 18, 2025

تحت عنوان “غزة.. الأمل والحذر”، قالت صحيفة لوموند الفرنسية، في افتتاحيتها، “إن الأمل استغرق وقتاً طويلاً للغاية لكي يتحقق، ولكن الإعلان يوم الأربعاء 15 يناير/ كانون الثاني الجاري عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس أعطى أخيراً لمحة عن نهاية المعاناة المزدوجة لفلسطينيي غزة الذين جرفهم الهروب إلى الأمام الذي اختاره زعيم حماس والذي قُتل في الحرب، يحيى السنوار، مهندس هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومأساة الرهائن الإسرائيليين الذين أُسروا في اليوم نفسه، والذين سيعودون أخيراً إلى ذويهم، والذين كانوا يعتبرون بمثابة شيء تافه في نظر اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي في إسرائيل”.

وأضافت “لوموند” القول إنه كان ينبغي أن تصمت البنادق منذ زمن طويل. وبما أن الهدف الذي حددته الحكومة الإسرائيلية لجيشها، وهو التدمير الكامل للحركة الفلسطينية التي تعتبرها العديد من الدول الغربية منظمة إرهابية، قد بدا على حقيقته: وهم، حتى بعد إعادة احتلال قطاع غزة جزئياً على يد القوات الإسرائيلية في محنة فقدت فيها إسرائيل جزءا من روحها، تقول الصحيفة الفرنسية.

ولكن الشرق الأوسط، للأسف، ليس أرضاً يزدهر فيها الأمل بشكل طبيعي. ولهذا السبب فإن الحذر ما يزال مطلوبا. ومن الضروري بالفعل ضمان احترام المراحل المتتالية من الاتفاق الذي تم بضغط من الوسطاء القطريين والمصريين و الأمريكيين.

فلا يوجد ضمان، ويجب أن تشكل هذه الأحداث، وقبل كل شيء، مقدمة لليوم التالي الذي أظهرت حكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن عجزها عن تحديده، تقول “لوموند”، مضيفةً أن الأمر ما زال ملحاً، لأن الهزيمة الكاملة لحماس توفر فرصة نادرة. فلم تخرج الحركة الفلسطينية من الحرب محطمة ومقطوعة الرأس فحسب، بل أخذت معها أيضاً أعمدة “محور المقاومة” الموالي لإيران، وفي مقدمتهم زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبر/ أيلول الماضي. وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في هجوم خاطف من قبل المتمردين الذين ظن أنه أخضعهم بسيول من الدماء.

ومضت الصحيفة الفرنسية قائلةً إنه إذا لم يؤد وقف إطلاق النار إلى استقرار دائم، وإذا لم يتحقق “اليوم التالي”، وإذا ظلت إعادة إعمار أراضي غزة التي دمرت بشكل غير مسبوق مجرد وهم، وإذا سمحت الدولة العبرية بانتشار الفوضى في الشريط الضيق من الأرض من خلال إبقائها السلطة الفلسطينية بعيدة، وإن كانت هذه الأخيرة في حالة غيبوبة، فإن كل ذلك من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ولادة حركة حماس من جديد.

ولن يكون أمام الحركة سوى اللعب على كراهية إسرائيل التي وصلت إلى ذروتها مع عشرات الآلاف من المدنيين القتلى أو المصابين بجروح خطيرة، والأفق المسدود بسبب الأنقاض، مثل تلك التي ترسخت بعمق في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 في المجتمع الإسرائيلي.

واعتبرت “لوموند” أن الظروف ليست مواتية لوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وهو الذي يعدّ الأكثر تأييدا لإسرائيل من بين كل الرؤساء الأمريكيين. ففي هذه الأرض المليئة بالشكوك، هناك حقيقة واحدة يعرفها الجميع: إن الاكتفاء بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من شأنه أن يضمن، عاجلاً أم آجلاً، دورات جديدة أكثر فتكاً وتدميراً. فهناك شعبان يعانيان من الحزن والدراما ينتظران الآن من قادتهما أن يهتموا أخيرا بمصالحهما من أجل الهروب من الحتمية.


القدس العربي