خاص- الحزب… دقت ساعة "التواضع"- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 18, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

لن يكون سهلا على جمهور "الثنائي الشيعي" وبالتحديد جمهور حزب الله التأقلم مع الوقائع الجديدة. فهذه البيئة التي لم تستوعب بعد اغتيال امين عام الحزب السيد حسن نصرالله ولا تزال تنتظر تشييعه، لن تتقبل بسهولة بعد الخسارات الكبيرة بالارواح، الخسارات المتتالية بالسياسة.

انتخاب العماد جوزيف عون خسارة مدوية لهذا الفريق، رغم تجيير اصواته النيابية لصالحه. فعون لطالما صوّره هذا الفريق كمرشح الاميركيين لكنه تجنب رشقه بالاتهامات المباشرة كما فعل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لانه حسب جيدا طريق الرجعة وعلم ان مسار الامور قد يؤدي لانتخابه، "فلماذا اعطاء ذريعة للاخصام بتصوير وصوله انتصارا لهم وخسارة مدوية لنا!"

تكليف نواف سلام خسارة اخرى ل"الثنائي".. خسارة لم يتكبد حتى هذا الفريق عناء تدويرها لتبدو كالخسارة الاولى على شاكلة تسوية او تفاهم. خرج رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مباشرة ليتحدث عن طعن واقصاء وكيدية. ثم قرر "الثنائي" مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة، مقنعا جمهوره بأن هناك من في الداخل والخارج انقلب على تفاهم كبير، اول بنوده تكليف نجيب ميقاتي. قبل ان يقرر رئيس المجلس النيابي نبيه بري عبر معاونه السياسي علي حسن خليل قلب المشهد رأسا على عقب داحضا كل ما تردد عن تفاهم وانقلاب!

حتى الساعة، لا يبدو "الثنائي" موفقا بايجاد المخارج المناسبة لمعاركه الخاسرة. فإخراج عملية انتخاب عون من الدورة الثانية لا الاولى، بدا هزيلا. كما ان الانقلاب على مواقف معلنة وصريحة ومسار عام مرتبط بعملية التكليف ومن خلال تصريح واحد، اربك جمهوره لحد الضياع.

وبعد…ف"الثنائي" ورغم الضغوط الشكلية التي مارسها مؤخرا على رئيس الحكومة المكلف، سيحاول التكيف مع ما سيطرح عليه حكوميا. هو سيتجنب رفع السقوف كثيرا كما فعل في الاستحقاقين الماضيين تجنبا لمزيد من الهزائم السياسية.

وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع:"التخبط الذي يعيشه "الثنائي" مرده انه لم يعتد اللعب من هذه المواقع بعدما كانت لسنوات طوال يدير اللعبة بأكملها"، لافتة الى ان "التأقلم مع الوقائع الجديدة قد يحتاج بعض الوقت. لكن ما هو محسوم ان مرحلة المكابرة انتهت ودقت ساعة التواضع".

وتضيف المصادر:"صحيح انه لا تزال هناك خطوط حمراء معينة يتمسك بها الحزب راهنا تجنبا لانهياره بالكامل. وهو قد يكون جاهزا لاعتماد منطق "عليّ وعلى اعدائي" في حال استشعر خطرا وجوديا مصدره الداخل اللبناني، لكن السلطة الجديدة في لبنان تعي تماما انها تتعاطى مع أسد مجروح لذلك ستحاول استيعابه واحتواءه من دون ان يعني ذلك التخلي عن كل المكاسب التي حققتها على مسار بناء الدولة وقلب صفحة الدويلة".

وبحسب المعلومات، فان الرئيسين عون وسلام لن يتعاطيا بتشدد كبير مع "الثنائي" بملف تشكيل الحكومة، وهما سيعملان على تشكيلة من الوزراء غير الحزبيين مع اعطاء الاحزاب حق اقتراح اسماء معينة ووضع فيتو على اسماء اخرى، على ان يكون لهما في نهاية المطاف حق اتخاذ القرار والحسم.

لكن ما يصح في التشكيل لن يصح في البيان الوزاري بحيث لن يكون هناك اخذ ورد او نقاش بقرار اسقاط معادلة الجيش والشعب والمقاومة وسيكون البديل التمسك بالقرارات الدولية وبخاصة بمندرجات اتفاق الهدنة من دون الدخول راهنا في متاهة تحديد المنطقة الجغرافية (شمال او جنوبي الليطاني) لتطبيق القرار ١٧٠١…فحسم مصير سلاح حزب الله سيكون الملف الاهم في المرحلة المقبلة لا المرحلة الحالية.