جلسة 9 كانون قد "تتفركش" باللحظات الأخيرة - بقلم جويل بو يونس

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 15, 2024

26 يوما تفصل عن 9 كانون الثاني، موعد الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري معلنا: في 9 كانون سيكون لنا رئيس وسأدعو سفراء الدول لحضورها"... نفذ بري ما وعد به حدد الجلسة مانحا الفرقاء فترة طويلة للتفاهم على رئيس توافقي". منذ اعلان بري في 28 تشرين الثاني وحتى هذه اللحظة تؤكد معلومات الديار من مصادر مطلعة على جو المفاوضات والاجتماعات التي تكثفت بين مختلف الكتل ان لا توافقا بعد على اي اسم من الاسماء التي ازدحمت لائحتها في الفترة الاخيرة اذ لا يزال كل فريق يجهد لايصال المرشح الذي يراه مناسبا للمرحلة المقبلة. وعلى عكس ما يعتقد كثر، فجلسة التاسع من كانون والتي لا تزال قائمة بموعدها قد تكون عرضة لتأجيل او "فركشة" ما في اللحظات الاخيرة ولو حصل ذلك بعد الدورة الاولى من الجلسة ولا سيما ان اوساطا بارزة تحيلك الى كلام رئيس حزب القوات سمر جعجع العالي السقف والذي رسم معادلة واضحة: اما رئيس يكون رأس حربة تطبيق الدستور والقرارات الدولية، والرئيس اهم من الرئاسة والا فلنذهب لانتخابات نيابية مبكرة".

كلام جعجع التي قرأت فيه الاوساط تحولا من مبدأ وجوب انتخاب الرئيس سريعا واتهام الرئيس بري سابقا بالامتناع عن فتح ابواب مجلس النواب الى عدم رغبة بجلسة لا تأتي بالرئيس الذي يريده جعجع والمتمثل بشخصه بعدما كشف اوراقه التي كانت مخبأة سابقا معلنا استعداده للترشح، من شأنه ان يؤثر في المسار الرئاسي الذي تأثر بشكل واضح بمجمل تطورات المنطقة وليس اخرها سقوط نظام الاسد فتحول فريق الثنائي الشيعي وعلى راسه الرئيس بري من فريق "لن يدعو لجلسة قبل التوافق مسبقا على رئيس" الى دعوة لجلسة ومنحها الوقت اللازم للتوافق على رئيس والاصرار على انعقادها في 9 كانون "لو شو ما صار"، مع التشديد على ان الثنائي وعلى عكس ما يعتقد البعض لن يسير باي رئيس وهو لن ينكسر على قاعدة انه منهزم انما قد يتشدد اكثر حيال رفض رئيس التحدي، مقابل القوات التي تتقدم فريق المعارضة، والتي انتقلت من مبدأ ان الرئيس اهم من الرئاسة وباتت تفضل ضمنا عدم انعقاد الجلسة ان لم تكن ستفضي الى "رئيس مواجهة".

امام هذا المشهد فمصير جلسة التاسع من كانون لا يزال غير مضمون لجهة التوصل الى انتخاب رئيس ولو ان كل التصريحات تخالف هذا التوجه.

وفي هذا السياق، يكشف سفير مصر علاء موسى الذي كثف من حركة اتصالاته واجتماعاته مع مختلف الفرقاء سواء كان بالشخصي او كخماسية، في حديث خاص للديار ردا على سؤال عما اذا كان مصير جلسة التاسع من كانون مهددا بالقول: ما سمعناه من الرئيس بري هو التزام واضح واصرار على عقد الجلسة في موعدها المحدد، كما تأكيد على انه يسعى بكل جهده من اجل تأكيد موعد انعقاد الجلسة والتعاون مع القوى للتوافق حول اسماء مرشحين والنزول باسم او 2 او3 الى الجلسة.

وتعليقا على ما نشر من ان سفراء اميركا والسعودية ومصر قالوا لعدد من المسؤولين بلبنان "اتروكنا نحكي مع بري بموضوع جوزيف عون"، اشار موسى الى ان هذه الامور لا نتكلم بها ولا نأتي في لقاءاتنا على ذكر اسماء، واللقاء مع الرئيس بري كان مقتصرا على شكره وترحيبنا بتحديده موعد الجلسة كما ابلغناه باننا نتوقع ان يحمل الرئيس المقبل معه المواصفات التي كنا توافقنا عليها في اجتماع الدوحة كما مع لودريان والتي يمكن تلخيصها بالاتي: ان يكون جامعا لكل اللبنانيين، يدعم تطبيق وقف اطلاق النار وتطبيق ال1701 كما يحمل معه خطة ورؤية للاصلاح بمختلف جوانبه اضافة الى التزامه تطبيق اتفاق الطائف كاملا.

وعما اذا كان سليمان فرنجية بات مقتنعا بانه بات خارج السباق الرئاسي، لفت موسى الى اننا كخماسية لم نقابل فرنجية منذ فترة لكن الاكيد ان هناك حوارا قائما بين القوى السياسية يتخلله بحث حول الشخصية التوافقية التي يمكن الدفع بها بجلسة 9 كانون الثاني.

اما عن اللقاءات مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فاكد موسى "انه لمس خلال اجتماعاته مع باسيل مرونة واضحة لجهة استعداده للدخول بحوار ودعمه لفكرة الرئيس التوافقي علما ان هذا الامر لا يعني بالضرورة ان باسيل موافق على كل شيء".

يبقى كلام رئيس حزب القوات سمير جعجع الاخير والذي من شأنه ان يبدل المعادلة ولا سيما انه يغرد خارج سرب الرئيس التوافقي باتجاه رئيس المواجهة والتحدي، هنا يؤكد سفير مصر ان ما لسموه من لقاءاتهم بجعجع هو انفتاح على وجوب انتخاب الرئيس سريعا وان الاحداث التي مر بها لبنان تستوجب ان يأتي الرئيس المقبل باكبر قدر من التوافق.

وعن كلام كبار مستشاري الرئيس ترامب مسعد بولس والذي قرأ فيه كثر وجوب انتظار لما بعد دخول ترامب البيت الابيض لانتخاب رئيس في لبنان، يكتفي موسى بالقول: ما يمكنني ان اقوله ان ما لمسته هو ان القوى السياسية لديها احساس بانها امام مسؤولية كبيرة وان لبنان بلحظة مفصلية والحوار قائم بين الجميع لذا فلنتظر ونر.

نختم مع سفير مصر بالسؤال عما اذا كان متفائلا بان يكون للبنان رئيس في 9 كانون ليأتي الجواب على قاعدة: "دعينا لا نستبق الاحداث وننتظر التاسع من كانون فالاجتماعات والحوارات الجارية تحمل اشارات ايجابية"...

اما في بورصة الاسماء التي سنكشف بعض كواليس الاجتماعات الحاصلة بشأنها وبعض ما يقال في الاروقة في مقال غدا، فالاكيد ان اي اسم لا يتقدم حتى الساعة على اخر فاسم العماد جوزيف عون لم يسقط من الحسابات الرئاسية كما اسماء وسطية حكي باسمها بالفترة الاخيرة باتت تتقدم على غيرها ولديها حيثية مسيحية واضحة...


الديار