خاص- العدو الذي عزلته الهدنة وأنقذته "حركات المقاومة"- المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, November 23, 2024
خاص الكلمة اونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
منعت اتفاقية الهدنة، الموقعة في ما بين لبنان واسرائيل في العام ١٩٤٩، على الطرفيّن "اتخاذ أي عمل عدائي ضد شعب الجانب الآخر أو قواته، وعلى أن يُحترَم احتراما كاملا حق كل طرف في أمنه وحريته". ان هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها وتنفيذها برعاية أممية، لم تتضمن أي اعتراف بالعدو إنما كرّست حدود لبنان الجنوبية وحققت له الأمن والسلام بكنف سلطاته الشرعية لمدة عقدين من الزمن. ساهم هذا المناخ بازدهار لبنان حيث كان سويسرا الشرق والمستشفى والمصيّف فيه وجامعته ومصرفه. تدفقت الرساميل والاستثمارات اليه وقد بلغ دخل اللبناني بين أربع اعلى دول دخلاً في العالم. بالمقابل عانى العدو، بظلّ الهدنة، من عزلة قاتلة، فانهار اقتصاده وخَنَقَه التضخم والبطالة، وقد زاد من حدّة أزماته سلسلة إجراءات اتخذها لبنان منها قانون مقاطعة اسرائيل، وتحصّنه بأفضل العلاقات الدولية. على أثر نكسة العام ١٩٦٧ بدأت عمليات المقاومة الفلسطينية تجاه العدو تنطلق من جنوبنا، مما جعل لبنان في حالة خرق لالتزاماته الدولية، وقد اتخذ العدو ذلك ذريعة لنقض الهدنة وإفراغ حقده بحق لبنان وصولاً إلى اجتياحه جنوبنا في العام ١٩٧٨، حيث استباح أرضنا وثرواتنا لعقود، فحقق الانتعاش لاقتصاده وحظيّ بالدعم والتسليح الدولي. مع التأكيد على وجود وثائق تفضح تغطية العدو لشحنات الأسلحة التي كانت ترد إلى الفلسطينيين آنذاك. اليوم يتكرر السيناريو ذاته، تشنّ المقاومة الإيرانية في لبنان عمليات عقيمة ضد العدو فتعطيه الذريعة للحرب علينا واجتياح جنوبنا وقتل وتهجير اللبنانيين، وتفتح الباب واسعاً أمامه لتحقيق مشاريعه التوسعية الآثمة بحقنا. إزاء هذه المأساة العبثية المتكررة، والتي يدفع ثمنها اللبنانيون من كرامتهم ودمائهم، يُطرح السؤال إلى متى الارتهان للأجندات الغريبة واهمال المصلحة الوطنية؟