خاص - تناقضات لاريجاني ورفض ميقاتي للمساعدات الإيرانية... الجميّل: رئيس الحكومة ثابت على مواقفه - تقلا صليبا

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 16, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

تقلا صليبا

قادما من سوريا، مرورا بمطار رفيق الحريري الدولي، حيث واجه إشكالا بين مرافقيه ومسؤولي أمن المطار، على خلفية تفتيش أراد مرافقيه تفاديه، متخطيا المختارة التي رفض "بَيكُها" للمرة الثانية لقاء مسؤولي إيران، وصولا إلى عين التينة والسرايا، حاول كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، أن يظهر بهيئة الديبلوماسي القادم إلى لبنان، ليدعم موقف الحكومة اللبنانية، ويلتزم بما يريده اللبنانيون من تطبيق القرارات الدولية، وإنهاء الحرب العشوائية التي تمّ زجّهم فيها.

وما لبثت الاجتماعات بالمسؤولين في الدولة اللبنانية أن انتهت، مُكلَلة بتصاريح من نوع "ندعم انتخاب رئيس للجمهورية" أو "نريد ما تريده الدولة اللبنانية"، حتى انتقل المستشار الإيراني الى سفارة بلده، للقاء مع ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية التي تدور في فلك طهران، ليخلع القناع، ويتحدث بلا ضوابط دبلوماسية، بل بلسان المرشد الأعلى، ويؤكّد ان بلاده لم تتخلّ عن "حزب الله"، وأن الدعم سيظلّ مستمرا للمقاومة، وان إيران مستعدة لمساعدة النازحين بأي شيء يطلبونه، كما ألمح بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غبير متحمّس لتلقي أي دعم إيراني من أي نوع كان، مما خلق نوعا من التناقض بين موقفي لاريجاني.

ولفهم حقيقة هذه المواقف، ومعرفة إذا ما كان ميقاتي يرفض المساعدات فعلا، تواصلت "الكلمة أونلاين" مع المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة، الصحافي فارس الجميّل، الذي أكّد أن ميقاتي لا يرفض المساعدات بشكل مُطلق، لكنه يريدها وفق الأصول، وبما يحمي المطار واللبنانيين، ولا يعرّضهم لأي ضربة إسرائيلية هم بغنى عنها، ويحافظ على الخصوصية اللبنانية، وهو موقف ليس بجديد على الرئيس ميقاتي، وقد قاله سابقا ويعيده اليوم، كما أكّده خلال القمة العربية التي عُقدت في الرياض.

أما عن التناقض بمواقف لاريجاني، يقول الجميل "لسنا بمعرض تقييم موقفه المتناقض، وما يعنينا هو تأكيده لرئيس الحكومة، التزام بلاده بتطبيق القرار 1701 واحترام قرارات الدولة اللبنانية".

في السياق نفسه، بدا رئيس الحكومة خلال لقائه لاريجاني متجهما، يدير وجهه عن ضيفه ولا يبتسم، وهذه المرة الثانية التي يتعامل فيها ميقاتي بهذا الاسلوب مع الايرانيين، لاسيما بعد التصريحات التي يطلقونها، متعدين فيها على السيادة اللبنانية، مثل الحديث عن استعداد ايران للمفاوضة عن لبنان حول تطبيق القرار 1701.

في زيارة لاريجاني لغة جديدة، أقله اللغة العلنية، يحاول عبرها تصوير ايران كأنها تقف خلف اللبنانيين، لا تسبقهم الى اتخاذ القرارات التي تقرر مصيرهم، وقد بان المستشار الايراني وكأنه رسول سلام يريد التهدئة، فيما بدت على ميقاتي علامات القوة بوجه ايران، والثبات على موقف لبناني بحت، وكأن الأحداث المتتالية، وظروف الحرب، بالإضافة إلى الموقف الداعم من الدول العربية، منحت رئيس الحكومة المستقيلة جرعة قوة وثقة، لاسيما بعدما دعمه كثر حين واجه التصريح الايراني المتعدي على السيادة اللبنانية سابقا.

بالعودة الى لاريجاني، لابد من السؤال عن توقيت زيارته، بعدما سلّمت اميركا ورقة اقتراح التفاهم حول انهاء الحرب، وعما اذا كانت ستتنازل ايران عن الورقة اللبنانية في تفاوضها مع الولايات المتحدة، او انه جاء ليرسم حدود نفوذه ويبعث برسالة معينة للمفاوضين، او انها مجرد صدفة، مع ان عالم السياسة لا يحتمل الصدف.

كل هذه الأسئلة ستتبلور اجوبتها في قادم الأيام، بالأخص مع اقتراب يوم استلام ترامب لرئاسة اميركا واتضاح تفاصيل السياسة التي سيتّبعها مع نظام خامنئي.