خاص - من أي منطقة في لبنان أُطلق الصاروخ الباليستي على تل أبيب وما علاقة إيران؟! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Tuesday, November 19, 2024
خاص - "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
في تطور خطير، شهد شمال تل أبيب أمس الإثنين، سقوط صاروخ بالستي أطلقه حزب الله من لبنان. هذا التصعيد فتح الباب مجدّدًا أمام الكثير من التساؤلات حول نوع هذا الصاروخ وكيف نجح الحزب بإطلاقه ومن أي نقطة داخل لبنان رغم الخرق الجوي الإسرائيلي المتواصل للأجواء اللبنانية ولماذا فشلت إسرائيل بالتّصدي له رغم امتلاكها ثلاثة أنظمة مضادة للصواريخ، وما سر توقيت هذه العملية؟
العميد الركن المتقاعد خليل الحلو، أوضح في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن القبة الحديدية في إسرائيل ليست هي المسؤولة عن اعتراض هذا النوع من الصواريخ بل ما يعرف بـ "مقلاع داوود"، مشيرا الى أن إسرائيل تملك ثلاثة أنظمة مضادة للصواريخ، بينها القبة الحديدية مصنّعة للتصدي لصواريخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية والصواريخ المشابة لصاروخ بركان وغيره، أما "مقلاع داوود" فهو مخصص للتصدي الصواريخ المشابهة للصاروخ الذي وجّهه حزب الله باتجاه شمال تل أبيب والذي يُرجّح أنه من نوع "فاتح 110""، موضّحا أن "عدم نجاح هذا النظام بالتصدّي له يدل على وجود ثغرة بالدفاع فرغم كل القدرات العسكرية المتوفّرة لدى إسرائيل قد يتمكّن هكذا نوع من الصاروخ من الوصول الى هدفه".
وتابع: صاروخ فاتح 110 هو صاروخ شديد دقيق موجّه عبر ثلاثة أنظمة توجيه، الأول هو نظام الـ "GPS"، الثاني نظام يعتمد على "آلة تصوير كهربائية"، أما الثالث فهو "Inertial navigation system"". يبلغ مداه بين 250 كيلومترا و300 كيلومتر، فإذا كان وزن الحشوة المتفجرة فيه خفيفًا يمكن للصاروخ أن يصل الى مدى أبعد.
وبالتالي وفقا للعميد الحلو، لا يمكن إطلاق هذا الصاروخ من الجنوب اللبناني لأن وضعه هناك قد يعرّضه للشلل بأسلحة أقل نوعية وقدرةً منه، ما يوجب وضعه في مكان بعيد"، مؤكدا أن مركزه بعيد جدا عن الجبهة و من المرجّح أنه أُطلق من منطقة الشمال – البقاع".
ولكن كيف ينجح الحزب بتجهيز المنصة وإطلاق الصاورخ من دون أن يكشف من قبل إسرائيل؟، أجاب الحلو، شارحًا أن "هذا الصاروخ لا يمكن نقله من المخزن الى مكان إطلاقه عبر شاحنة متنقّلة في ظل الطيران الاسرائيلي المتواصل في الأجواء اللبنانية، إنما يشيّد الحزب ما يعرف بمنصة إطلاق محمية مموّهة"، مشيرا الى أن "صاروخ فاتح يعمل بالوقود الصلب ما يعني أن مدة الإطلاق تكون سريعة وتتراوح بين الخمس والعشر دقائق، كما أنه خلال خمسة دقائق يكون قد أصبح في سماء إسرائيل، ما يعني أن هامش قيام إسرائيل بردة فعل سريعة ضيّق جدًّا".
واعتبر الحلو أنه "لو كانت إسرائيل قد كشفت مكان وجود الصاروخ لكانت استهدفته مسبقًا"، ذاكرا أن "حزب الله ماهر جدا باعتماد أساليب التمويه، كما أنه إضافة الى مخازن الصواريخ تحت الأرض، عمد إلى تخزين بعض صواريخه في أمكنة متفرّقة حتى يتمكّن من تصعيب المهمّة على الإسرائيليين". وأكد حلو أن "هذا الصاروخ مجهّز بشكل مسبق للرماية واستغنموا الفرصة المناسبة لإطلاقه".
من جهة أخرى، لفت الحلو إلى أن صاروخ بهذه المواصفات والحجم لا يمكن إطلاقه من دون الحصول على إذن أو أمر من إيران فهو ليس صاروخًا ميدانيًا وبالتالي من المؤكد أن الحزب حصل على مباركة الإيرانيين".
وحول توقيت استعمال الحزب لهذا النوع من الصواريخ والذي سبق زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، رأى العميد أن "الحزب يوصل رسالة بأنه لا يريد وقفًا لإطلاق النار أسوةً بالإسرائيليين الذين يكذبون ويحاولون تلغيم كل الإقتراحات المقدّمة"، مذكّرا بآخر إطلالة للشيخ نعيم قاسم والتي أكد فيها جهوزية الحزب للاستمرار بحرب الاستنزاف"، في سبيل رفع منسوب التّحدي بوجه إسرائيل علما أن الحزب ضمنًا يطوق لوقف إطلاق النار حتى يتمكّن من الحفاظ على ما تبقى من قدراته".
وأضاف: "بالتالي، يحاول الحزب الحفاظ على موقف قوي يتمثّل بقدرته على ضرب تل أبيب بصواريخ دقيقة من دون رادع، ويتسلّح به حين يحين موعد الجلوس على طاولة المفاوضات".