خاص - أي خطط واستعدادات لـ"اليوم التالي"؟ - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 24, 2024

خاص الكلمة اونلاين

بولا اسطيح

لا يعني انطلاق البحث بخطط وسيناريوهات ل"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب ان هذا اليوم بات قريبا. كل المعطيات تؤكد الا مجال لخرق اليوم يضع حدا لدوامة العنف المتصاعد سواء في غزة او لبنان. فالهوة كبيرة جدا بين ما تسعى اليه اسرائيل وتشترطه وبين ما يقبل به حزب الله ويريده.

ولعل العنصر الابرز الذي يجعل وقف النار بعيد المنال راهنا هو اعتبار تل أبيب انها في موقع المنتصر- المتفوق ما يخولها رفع السقوف بالمقابل يرى حزب الله، ومن خلفه طهران، انه لا يزال قادرا على تحسين شروط التفاوض رغم الضربات الكبرى التي تلقاها، فآخر ما تريده ايران اليوم رفع حلفائها الراية البيضاء وان كانت لا تبدي اي استعداد لدعمهم فعليا او للانضمام الى القتال الى جانبهم.

ولم يكن مفاجئا ان يلحظ مؤتمر باريس لدعم لبنان الاستعدادات للمرحلة المقبلة من خلال العمل على وضع خطط لتعزيز الجيش اللبناني كي يصبح قادرا على تنفيذ انتشار اوسع جنوبي الليطاني بحيث يفترض ان يصبح مجمل عديده هناك نحو 10 آلاف.

لكن مجموعة اسئلة تبقى من دون اجوبة تجعل وضع مخطط واضح لمرحلة ما بعد وقف النار امرا متعذرا راهنا. ولعل ابرز هذه الاسئلة: هل سيكون حزب الله مستعدا لتطبيق فعلي لل1701 بحيث لا يعيد بناء انفاقه وقدراته العسكرية جنوبي الليطاني؟

هل اسرائيل ستكون جاهزة من جهتها لتطبيق القرار الدولي في ظل نشوة النصر التي تشعر بها وهل ستقبل بالانسحاب من الاراضي التي كانت تحتلها قبل الشهر الماضي والاراضي التي توسعت باتجاهها مؤخرا؟

كذلك يمكن الحديث عن ثغرات كبيرة في خطط وسيناريوهات "اليوم التالي" ستؤخر حتما الوصول اليه:

اولا، عدم اتضاح الهدف الاسرائيلي من الحرب. فتل ابيب التي ارتأت توسعة القتال لدفع حزب الله الى شمالي الليطاني وحماية حدودها وضمان عودة آمنة لمستوطنيها، طوّرت اهدافها بعد الضربات القاسية التي وجهتها للحزب وبخاصة بعيد اغتيال هيكله القيادي وعلى رأسه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله. فباتت اليوو تطوق لتقليص قدراته للحدود الدنيا من دون استبعاد ان تكون تخطط للقضاء كليا عليه وضمان الوصول لتسوية تؤدي لنزع سلاحه بالكامل.

ثانيا، لا يبدو حزب الله اطلاقا بوارد الاستسلام والارجح انه يخطط ليقاتل حتى آخر جندي وآخر رصاصة لاعتباره انه خسر تقريبا كل شيء ولم يعد هناك الكثير ليخسره بعد. لكنه في الوقت عينه يدرك انه لا يستطيع ان يتجاوز اي قرار تتخذه طهران، هي التي دفعته الى مستنقع غزة والحرب وتركته يصارع فيه وحيدا.فطالما ايران ترى مصلحة لها بمواصلة القتال عبر حلفائها في المنطقة باعتبارهم يشكلون خط دفاع اول عنها، فسيواصلون القتال. اما اذا ارتأت أن مصلحتها تقتضي وقف النار وصياغة تسوية كبرى مع واشنطن حتى ولو أتت على حساب حلفائها، فلن يكون امامهم خيار الا الرضوخ لهذا الواقع.

ثالثا، لم يعد خافيا ان الصراع في المنطقة تطور من حرب بين حماس واسرائيل لحرب بين تل ابيب واذرع طهران في المنطقة لحرب مباشرة ايرانية- اسرائيلية مع خشية من تحولها حربا ايرانية- اميركية في المرحلة المقبلة. فرغم ان الطرفين الاميركي والايراني لا يزالان يلتزمان بتفاهمات غير معلنة لجهة تفادي المواجهة العسكرية المباشرة، الا ان الانتخابات الرئاسية الاميركية ونتائجها ستكون مؤثرة في هذا المجال خاصة في حال عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض.

اذا تعقيدات جمّة تحيط بالمشهد في لبنان والمنطقة، تؤكد ان المخاض طويل وعسير وقد يحتاج اشهرا طويلة او سنوات… او معجزة ما!