خاص- "الحزب" يُحرج بري: مُفاوض من دون ضمانات! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 17, 2024

خاص الكلمة اونلاين

بولا اسطيح

لعل أدق توصيف للمهمة الراهنة الموكلة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري هو انها اشبه ب"المهمة المستحيلة". فحتى الرجل الذي لطالما عُرف ب"مايسترو" السياسة اللبنانية قد لا يتمكن من القفز ببراعة في حقل الالغام الذي دخله مرغما بعد الضربات المتتالية التي تلقاها حزب الله وابرزها اغتيال امينه العام وتوكيله مهمة التفاوض مع المجتمع الدولي باسم شيعة لبنان.



فبري اليوم هو عمليا الزعيم الوحيد للشيعة في لبنان بعدما كان السيد حسن نصرالله المرجعية الرئيسية التي تنطق باسمهم. ويترسخ هذا الواقع مع مرور الايام وبخاصة مع تعذر تعيين امين عام جديد للحزب يملأ الفراغ الهائل الذي تركه نصرالله وخروج الشيخ نعيم قاسم ليعلن رسميا توكيل بري التفاوض باسم الحزب بمسعى وقف اطلاق النار.
لكن عادة ما يتم تسليم المفاوض كل الادوات التي تسمح بنجاح مهمته. وللمفارقة ان بري راهنا يفاوض على الارجح من دون ان يكون بمقدارن ان يعطي اي ضمانات.
ولعل ابرز ما يهدد دوره راهنا هو خروج الشيخ قاسم لينسف موقف لبنان الرسمي الذي عبّر عنه الثلاثي بري-جنبلاط- ميقاتي في لقاء عين التينة الشهير الذي غُيِّب عنه المسيحيون. فاللقاء الذي انتهى لاعلان لبنان جهوزيته لوقف النار وتطبيق القرار 1701، قرر الشيخ قاسم الانقلاب عليه مؤخرا بتأكيده استمرار الحزب بربط جبهة غزة بجبهة لبنان، وهو ما تعارضه كل القوى اللبنانية دون استثناء.



واذا كان البعض يرد ما حصل لعملية توزيع أدوار بين بري وحزب الله لجهة ان ما يعلنه الحزب غير ما قد يوافق عليه بمسار المفاوضات، الا انه وفي كل الاحوال فان خروج قاسم بموقف واضح كالذي خرج فيه لا يخدم اي مفاوضات خاصة في وقت لا يبدو الاسرائيلي اصلا متحمسا لسلوك هذا المسار ومتمسكا بحل عسكري يعتقد انه قادر من خلاله على القضاء على حزب الله.



ولا يقتصر الاحراج الذي يعيشه بري راهنا على ملف المفاوضات لوقف الحرب، انما يطال ايضا وبشكل اساسي الملف الرئاسي. فبعد خروج ميقاتي، مباشرة بعد اغتيال نصرالله، لينقل عبر بري تراجعه عن شرط الحوار الذي يسبق جلسة الانتخاب واستعداده للسير بمرشح توافقي، اعتقد كثيرون انه سيكون هناك رئيس للبنان ب"تمريرة سريعة في خضم الحرب"… الا ان موقف الحزب ومن خلفه طهران ما لبث ان تبلور برفض تقديم اي تنازل سواء بالرئاسة او سواه، ما اضطُر بري لتعديل بعض مواقفه او اقله التقصير بترجمة الليونة التي كان قد أبداها.




ولعل الأخطر من كل ما سبق، هي الأصوات التي خرجت من اسرائيل لتؤكد ان بري غير مستثنى من بنك الأهداف التي قد تطالها عمليات الاغتيال، باعتبار ان خطوة من هذا القبيل ستكون بمثابة الضربة القاضية لشيعة لبنان ما قد يؤدي لدخول البلد في النار.
وتعتبر مصادر واسعة الاطلاع ان "الدور الموكل لبري اليوم اصعب الادوار التي قد تُسلم لاي زعيم. لكن ما يطمئن قليلا انه على مستوى من الحنكة ومخضرم لدرجة، بان يتقن تفكيك الالغام وليس فقط القفز فوقها"، لافتة الى ان "القرارات المنتظر ان يتخذها بري راهنا ستحدد الى حد كبير مصير حزب الله وشيعة لبنان كما مصير البلد ككل"