ذا هيل- هكذا يغيّر إعفاء رئيس الأركان مسار حرب أوكرانيا

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 12, 2024

أعفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس أركان قواته الجنرال فاليري زالوجني من منصبه، في أوسع تغيير في القيادات العسكرية منذ الهجوم الروسي قبل نحو عامين، في وقت تبحث كييف عن بداية جديدة بينما تواجه ضغوطاً لتجاوز عقبات أساسية في الحرب.


وبحسب مقال في مجلة "ذا هيل" الأمريكية للكاتب براد دريس، فإن إزاحة زيلينسكي لزالوجني الذي تسلم مهامه في 2021، من غير المرجح أن تغير الديناميكيات في الميدان، حيث تواجه القوات الأوكرانية تحديات هائلة في مواجهة جيش روسي يفوقها عدداً. وفي الوقت نفسه، تحيط الشكوك بالمساعدة الأمنية الأمريكية.
لكن تعيين قائد القوات البرية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي رئيساً للأركان، يتيح لزيلينسكي توجيه رسالة سياسية مفادها أن كييف تطالب باستراتيجية وقيادة جديدتين للتعامل مع هذه التحديات.

يقول الأستاذ في جامعة كورنيل ديفيد شيلبي إن "زيلينسكي يتطلع إلى التأثير على الطريقة التي تدور فيها الحرب، وأن أفضل شيء يمكن أن تفعله في هذا المجال هو إقالة زالوجني... أعتقد أنها علامة على اليأس...لا نملك فعلياً أي شيء يمكننا فعله من شأنه أن يحدث فرقاً جوهرياً، لكن يجب أن نفعل شيئاً ما".

وبينما من غير الواضح ما هو السبب المحدد الذي يقف خلف اعفاء زالوجني، فإن المسألة كانت مطروحة منذ أسابيع، وهو تطور كان متوقعاً بعد الخلاف العلني مع زيلينسكي.
وبرزت التصدعات في علاقتهما في 2022 بطرق ملطفة، على غرار الانتقاد الذي وجهه زيلينسكي للقوات المسلحة بسبب إرغامها الأوكرانيين على طلب إذن من أجل تغيير مكان الإقامة. لكن الخلاف اتسع فقط بعد العقبات التي واجهها الهجوم الأوكراني المضاد العام الماضي.

"طريق مسدود"
واصطدم زالوجني بزيلينسكي في الأشهر الأخيرة، عقب ادلاء رئيس الأركان بآرائه أمام وسائل الإعلام. وفي مقابلة مع مجلة "إيكونوميست" في نوفمبر(تشرين الثاني)، وصف الحرب بأنها وصلت إلى "طريق مسدود"، الأمر الذي لا يقره زيلينسكي. وبعد فشل

الهجوم المضاد، قدم الجنرال صورة قاتمة للحرب، متحدياً سردية زيلينسكي القائمة على أن أوكرانيا في حاجة فقط إلى المزيد من السلاح لإلحاق الهزيمة بروسيا. وكتب لموقع شبكة "سي إن إن" بأن أوكرانيا "يجب أن تتعامل مع انخفاض الدعم العسكري من حلفاء رئيسيين وتتكيف مع التوترات السياسية الخاصة بهم".

وبحسب رئيس قسم المخاطر والصراعات الناشئة في مركز جنيف للأمن السياسي جان-مارك ريكلي، فإنه بينما "كان هناك تكهن بأن زالوجني يشكل خطراً سياسياً على زيلينسكي بسبب شعبيته الواسعة، فإن عزله من منصبه، كان بسبب تنافس سرديتي الزعيمين...فمن جهة هناك سردية زيلينسكي المفعمة بالأمل حيال القيام بالواجب من أجل تأمين الدعم الغربي...ومن جهة ثانية هناك سردية أكثر واقعية لا تتناسب مع الخطط، وتقوم على أن أوكرانيا تعاني الآن، وأنه ما لم يحدث اختراق تكنولوجي، فإن الوضع الأوكراني لن يتحسن في وقت قريب. هناك سرديتان مختلفتان تبعثان برسالتين متناقضتين إلى الحلفاء الغربيين".

قيادة جديدة
وعندما أعلن عن تغيير الحرس الخميس، قال زيلينسكي إن المسألة "تتعلق بالسياسة". وشكر زالوجني على الوقت الذي أمضاه في منصبه وعرض عليه منصباً آخر، لكنه أكد على أن الوقت قد حان لقيادة جديدة و"بأن القيادة يجب أن يعاد تنظيمها".

وقاد زالوجني الحرب عندما صدت أوكرانيا القوات الروسية في الأيام الأولى للحرب وبعدما استعادت القوات الأوكرانية أراض في خيرسون وخاركيف في هجومين معاكسين في خريف 2022، مما أكسبه شعبية عائلة.

لكن الأمور تغيرت مذاك وانقلبت ضد أوكرانيا، بعدما أخفق الهجوم المضاد الذي علقت عليه آمال كبيرة بسبب التحصينات الروسية التي بنت دفاعات قوية على طول جبهة تمتد 600 ميل.

والان تعاني أوكرانيا من نفاد الذخائر والموارد، وهذا أمر حساس بالنسبة لكييف لأن الجدل لا يزال مستمراً في الولايات المتحدة حول ما إذا كان يجب إرسال أموال جديدة إلى القوات الأوكرانية. وسافر زيلينسكي مرتين إلى واشنطن منذ سبتمبر(أيلول) واجتمع مع قادة الكونغرس.

وأشار زيلينسكي في خطاب الخميس، إلى الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في الحرب، ملاحظاً أن الشعب الأوكراني صار "يتحدث عن النصر أقل" مما كان يفعل في السابق. وقال: "لقد أخفقنا في تحقيق أهداف دولتنا على الأرض"، في إشارة إلى الهجوم المضاد عام 2023. وأضاف: "يجب أن نكون نزيهين، إن الشعور بالركود قد أثر على مزاج الرأي العام".

ودفع الرئيس الأوكراني نحو خطة عمل "واقعية ومفصلة" لعام 2024، وكلف سيرسكي، القائد الجديد للجيش بصياغة استراتيجية جديدة.


24.AE