كتب رئيس مركز "دراسات الشرق الأوسط"، مراد صادق زاده، في "إزفيستيا"، عن سبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، الآن:
لأول مرة منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
نتنياهو، في واشنطن في واقع سياسي مختلف تماما. فقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 72% من الإسرائيليين يريدون منه أن يستقيل. وعلى الرغم من الانتقادات والاستياء، فبحصوله على أغلبية في الكنيست، لا يزال يحتفظ بالسلطة، وقد تمكن حتى الآن من تجنب التهديد بإجراء انتخابات مبكرة.
وتأتي الزيارة على خلفية حدث مهم، وهو أن 14 فصيلا فلسطينيا توجت، في 23 تموز/يوليو، ثلاثة أيام من المفاوضات في الصين بالتوقيع على إعلان بكين للمصالحة. وتنص الوثيقة على تشكيل حكومة وحدة مؤقتة تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية، بعد انتهاء الحرب. ومن بين الموقعين على الاتفاق حماس والجهاد الإسلامي وفتح. والهدف الرئيس هو توحيد المؤسسات الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة، وإعادة إعمار قطاع غزة بدعم من اللاعبين الدوليين، بما في ذلك روسيا والصين.
وفي الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، بغض النظر عن شاغل البيت الأبيض. وليس من قبيل المصادفة أن تحلق طائرات النقل العسكرية الأمريكية عبر المجال الجوي التركي إلى سوريا والعراق خلال اليومين الماضيين. فيبدو أن واشنطن تستعد لتدهور الوضع. لكن قوة الدعم ستعتمد إلى حد كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ويريد بيبي أن يؤكد للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء أن إسرائيل والولايات المتحدة يشكلان تحالفا ليعيش قرونا من الزمن. وهذه بدورها رسالة مهمة للإسرائيليين، الذين لا يريد نتنياهو أن يخسر دعمهم في النهاية. لذلك، يجب أيضًا أن يُنظر إلى زيارته إلى الولايات المتحدة من وجهة استهداف الناخبين الإسرائيليين.
