ناشونال إنترست- 4 قضايا تحسم خطة السلام في أوكرانيا

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 26, 2024

قال الدبلوماسي الأمريكي السابق زلماي خليل زاد، إن سياسة إدارة بايدن بشأن أوكرانيا تهدف في المقام الأول إلى هزيمة روسيا من خلال تقديم مساعدات كبيرة لأوكرانيا، دون السعي إلى مفاوضات دبلوماسية جادة للتوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا.

وقد تواصل نائبة الرئيس كامالا هاريس، إذا أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي، وفازت بالانتخابات المقبلة، هذا النهج، وربما تعدله. وتشير المؤشرات الحالية إلى أنها من المرجح أن تتبع استراتيجية بايدن.
وأوضح خليل زاد، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست"، أنه في حال فاز ترامب، فمن المرجح أن يكون هناك دفع نحو مفاوضات جادة لتسوية دبلوماسية، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب والسيناتور جي دي فانس حضا باستمرار على مثل هذه التسوية، وأعربا عن شكوكهما في أن المساعدة الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا والضغوط الاقتصادية على روسيا يمكن أن تؤدي بشكل واقعي إلى انتصار أوكرانيا.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن الوضع الحالي في أوكرانيا وروسيا يدفع ترامب لاستنتاج مفاده توفر فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية، فلا يبدو أي من الجانبين قريباً من تحقيق نصر حاسم. فعلى الرغم من شجاعة أوكرانيا، فإنها تكبدت خسائر بشرية هائلة، وواجهت تحديات كبيرة وأضراراً جسيمة في شبكة الطاقة والكهرباء، مما أدى إلى نقص في الكهرباء والوقود بسبب الهجمات الروسية على المصافي. ومن المتوقع أن يكون الشتاء القادم قاسياً بشكل خاص على أوكرانيا.

وعلى الرغم من هذه التحديات، حققت أوكرانيا بعض النجاحات العسكرية، وحررت مناطق كانت تحتلها روسيا سابقاً. ومع زيادة إمدادات الأسلحة، بما في ذلك تلك القادرة على ضرب الأراضي الروسية، والضوء الأخضر من الحلفاء للاستخدام الانتقائي، ألحقت أوكرانيا الضرر بروسيا في ساحة المعركة وداخلها.

تكاليف كبيرة تتكبدها روسيا
وتواجه روسيا أيضاً تكاليف كبيرة جراء الصراع الدائر، حيث تكبدت خسائر بشرية أكثر من أوكرانيا، وشهدت هجرة كبيرة للعمال الشباب ذوي المهارات التكنولوجية. واستهدفت الهجمات الأوكرانية بطائرات دون طيار البنية التحتية الروسية، ما أدى إلى جلب الحرب داخل حدود روسيا وجعل المواطنين الروس في مواجهة صراع مباشر. وعلى الصعيد الدولي، كان للعقوبات تأثير كبير على روسيا خصوصاً في أسواق الطاقة المربحة.

تنافس تاريخي

وقال الكاتب إن الحرب جعلت روسيا تعتمد بشكل متزايد على الصين وكوريا الشمالية وإيران. هناك تنافس تاريخي بين الصين وروسيا، وفي حين أن كلا البلدين يستاء من هيمنة الولايات المتحدة، تتباين أهدافهما طويلة الأجل، فيدعو بوتين إلى عالم متعدد الأقطاب تكون فيه روسيا قطب رئيس، في حين تهدف الصين إلى التفوق العالمي، وربما تنظر إلى روسيا كشريك أصغر. إن العلاقات الأفضل مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، من شأنها أن تخدم مصالح روسيا، ولكن هذا غير مرجح دون حل للصراع في أوكرانيا، حسب خليل زاد.
وزادت النفقات الدفاعية لحلف الناتو بسبب الحرب. ومن المرجح أن تضغط إدارة ترامب على الحلفاء لإنفاق المزيد على عمليات الدفاع.
وتواجه روسيا مخاطر إضافية إذا انتُخب ترامب. ففي حال لم يستجب بوتين بشكل إيجابي لمبادرة السلام من ترامب المنتخب حديثاً، فإنه يخاطر بتقويض أي تحسن في العلاقات وقد يواجه عواقب مثل الاستخدام الأوكراني غير المقيد للأسلحة الأمريكية، وزيادة الضغط على المصالح الروسية على مستوى العالم، بما في ذلك في كوريا الشمالية وإيران.

أوكرانيا وضرورة التفكير في موقفها

وأكد الكاتب أنه يتعين على أوكرانيا أيضاً أن تفكر في موقفها. مع كون الدعم الدبلوماسي والمادي الأمريكي أمراً بالغ الأهمية للصراع، فإن أي شيء تدافع عنه أمريكا سيكون له وزن كبير. إذا قاوم زيلينسكي مبادرة تفاوضية يقودها ترامب، فقد تلغي الولايات المتحدة الأذونات الممنوحة من قبل إدارة بايدن لاستخدام الأسلحة الأمريكية ضد مناطق روسية معينة، أو تجعل المساعدات المستقبلية مشروطة بالتعاون الأوكراني.

وقال خليل زاد إن تحقيق تسوية سلمية لن يكون سهلاً، وستحتاج أي مبادرة إلى معالجة 4 قضايا حاسمة كما يلي:
1. الأراضي: تطالب أوكرانيا باستعادة جميع الأراضي التي احتلتها روسيا منذ عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، بينما يسعى بوتين إلى ضم المزيد من الأراضي. وقد تتضمن التسوية المحتملة انسحاب القوات الروسية إلى خطوط ما قبل عام 2022، مع وضع المناطق المتنازع عليها تحت تفويض من الأمم المتحدة لمدة 10 سنوات تقريباً، يليها استفتاء دولي لتقرير وضعها المستقبلي.
2. ضمانات أمنية لأوكرانيا: قد تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية قوية لمنع العدوان في المستقبل. خلال مفاوضات عام 2022 في إسطنبول، تم النظر في فكرة الحياد الدائم لأوكرانيا مع ضمانات أمنية من القوى الكبرى. وقد يكون الخيار الآخر معاهدة دفاع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، على الرغم من أن مثل هذه المعاهدة تبدو غير مرجحة في عهد ترامب.
3. إعادة إعمار أوكرانيا: أوروبا في أفضل وضع لقيادة إعادة إعمار أوكرانيا بسبب القرب الجغرافي وعضوية أوكرانيا المستقبلية في الاتحاد الأوروبي. وفي حين قد يشارك القطاع الخاص الأمريكي، ينبغي لروسيا أيضاً أن تساهم بشكل كبير، ربما من خلال الأصول المجمدة.
4. المكانة الدبلوماسية لروسيا: إن تحسين العلاقات مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يشكل دافعاً مهماً لروسيا للموافقة على التسوية، وهو ما قد تستغله إدارة ترامب بشكل فعال.
تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير على كل من روسيا وأوكرانيا. ولدى الإدارة الجديدة الفرصة لاستخدام هذا النفوذ لتعزيز التسوية السلمية. ومن الأهمية بمكان أن نبدأ المناقشات والتحليلات والمناظرات، حول خيارات التسوية المحتملة الآن للتحضير للمشاركة الدبلوماسية الفعالة.


24.AE