نيويورك تايمز- كيف يمكن لبايدن سحب ترشحه دون فوضى ديمقراطية؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 12, 2024

قال المحقق الخاص في قضية احتفاظ جو بايدن بوثائق سرية روبرت هور إن الرئيس الأمريكي رجل "مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة"، أثار التعليق على صحة بايدن الذهنية غضب مؤيديه، لكن الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" روس دوثات كانت له نصيحة أخرى للديمقراطيين.

فقد كتب أنه ينبغي على بايدن ألا يترشح لإعادة الانتخاب. لقد كان ذلك واضحاً قبل فترة طويلة من تعليقات المدعي الخاص. ويجب على الديمقراطيين الغاضبين من المدعي الشعور بأن الأمر سيصبح أكثر وضوحاً كلما اشتدت الحملة الفعلية. الأمر الأقل وضوحاً هو كيف ينبغي لبايدن أن يخرج من السباق.

الشبهة ليست دليلاً
يشدد الكاتب على أنه لم يقل إنه ينبغي على بايدن ألا يكون الرئيس. بالإمكان الدفاع عن قضية مفادها أنه بنفس وضوح تراجعه، حقق البيت الأبيض حتى الآن نتائج لا يمكن تمييزها إلى حد كبير، وفي بعض الأحيان أفضل، مما يتوقعه المرء من رئيس على مستوى الاستبدال. وإذا كان هناك تأثير كبير حقاً للعمر على رئاسته حتى الآن، فالكاتب يشتبه في أنه يتمثل بتشجيع منافسي أمريكا على التجرؤ أكثر، وهو شعور بأن الرئيس الأمريكي الهرم أقل إثارة للخوف من رئيس تنفيذي أكثر نشاطاً. لكن الشبهة ليست دليلاً، وعندما ينظر دوثات إلى الطريقة التي تعاملت بها إدارة بايدن مع أزماتها الخارجية المختلفة، يستطيع تخيل نتائج أكثر كارثية صادرة عن رئيس أكثر تبجحاً.

مع ذلك، قول إن الأمور سارت بشكل مقبول طوال هذه المرحلة من تراجع بايدن يختلف جداً عن المراهنة على إمكانية استمراره في العمل بشكل مقبول لمدة خمسة أعوام أخرى تقريباً. وقول إن بايدن قادر على أن يشغل الرئاسة للأشهر الـ11 المقبلة يختلف جداً عن قول إنه قادر على قضاء تلك الأشهر وهو يخوض حملة فعالة كي يشغل الرئاسة مرة أخرى.

بايدن أمام معضلة خانقة
يمنح دوثات الرئيس فائدة الشك، ويفترض أن بايدن يشعر بضعفه، وأنه ليس مدفوناً في النرجسية، لكنه محاصر بسبب اختياره الرهيب لمنصب نائب الرئيس. إذا انسحب وعيّن كامالا هاريس فمن المرجح أكثر أن تخسر أمام الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن إذا انسحب ولم يؤيدها فسيعرّض نفسه لسردية عن خيانة هوياتية، أي أن رئيساً أبيض مسناً يطعن أول نائبة رئيس ملونة، فيهيئ حزبه لأشهر من المعارك الطاحنة والخيانة ولموجة مستمرة من الدراما الشخصية والأيديولوجية.
ليس هناك مفر سهل من هذه المعضلات. لكن أفضل نهج متاح أمام بايدن هو نهج قديم الطراز بشكل مميز. يتعين عليه أن يتقبل ضرورة الدراما وحدة المعارك، لكن يتعين عليه أيضاً أن يكثف كل ذلك في الصيغة التي تم تصميمها في الأصل للتعامل مع المنافسة داخل الحزب: المؤتمر الوطني الديمقراطي.

كيف يتحقق ذلك عملياً؟
يعني هذا عدم الانسحاب اليوم أو غداً أو أي يوم تتواصل فيه الانتخابات التمهيدية للحزب. بدلاً من ذلك، على بايدن مواصلة جمع المندوبين والترويج للأرقام الاقتصادية المتحسنة ومهاجمة دونالد ترامب، حتى أغسطس (آب) وانعقاد المؤتمر، حين يصدم العالم بإعلان انسحابه من السباق، ويرفض إصدار أي تأييد، مع دعوة المندوبين في المؤتمر لاختيار بديل له.

سيتبع الألم ذلك. لكن أيضاً الإثارة والاستعراضات، وهي الأشياء التي يبدو أن بايدن نفسه أكبر من أن يتمكن من تحقيقها. في الوقت نفسه، ستكون أي معاناة أقصر بكثير من معركة تمهيدية طويلة بين هاريس وغافين نيوسوم (حاكم ولاية كاليفورنيا) أو غريتشن ويتمر (حاكمة ميشيغان). سيوفر اقتراب الانتخابات العامة حوافز أقوى لهاريس أو أي خاسر آخر محبط كي يقبل عرضاً من خلف الكواليس والوقوف في الصف إذا لم تسر معركة المؤتمر كما تمنى. ستشجع هذه الصيغة الحزب كمؤسسة، لا كجمهور من الناخبين، على القيام بالوظيفة التقليدية للحزب واختيار البطاقة التي تتمتع بأكبر مقدار من الجاذبية الوطنية.

ميزة هذه الخطة
هل سيحظى ترامب والجمهوريون بفرصة لمهاجمة المسؤولين الديمقراطيين لأنهم نفذوا حيلة على الجمهور؟ بالتأكيد، يجيب الكاتب. لكن إذا كانت البطاقة المختارة أكثر شعبية وكفاءة وأقل تأثراً بالعمر المتقدم، فمن المؤكد أن عدد الناخبين المرتاحين سيفوق عدد المستائين.
تتمتع هذه الخطة أيضاً بميزة كونها قابلة للتجاهل إذا كان الكاتب مخطئاً تماماً بشأن إمكانات بايدن في المرحلة المقبلة. لكن التفكير في الانسحاب من المؤتمر يمنح الرئيس طريقة متكيفة مع الأحداث، فيمضي قدماً حتى النهاية إذا لم يكن يرى فعلاً خيارات أخرى، مع الحفاظ على طريق مفتوح أمام البلاد بغية الهروب من اختيار يبدو الآن وكأنه عقاب إلهي.


24.AE