خاص - رسالة قاسية تحملها اورتاغوس الى بيروت قبل نهاية الشهر- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 17, 2025

خاص الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

لا يغالي لبنان الرسمي بتفاؤله حيال التطورات المتسارعة في المنطقة. اذ يُدرك تماما ان قرار رفع العقوبات عن سوريا وان كان قد يساهم بعودة النازحين، الا انه ستكون له تداعيات سلبية تتخذ اشكالا شتى ولعلها ابرزها حجز سوريا المقعد الاول لها على لائحة الدول التي تنتظر اعادة اعمارها ومدها بالمساعدات المالية سواء العربية او الدولية. وفي حال سلكت دمشق سريعا، وكما هو متوقع، مسار التطبيع مع اسرائيل فانه حتما ستكون لها الاولوية في كل المشاريع الاستثمارية والقروض والمساعدات الدولية بمسعى اميركي لاظهار ان من يلتحق بقطار التطبيع يخرج من كبوته.
وكما بات واضحا، فان الادارة الاميركية الحالية لا تبذل اي جهد يُذكر لتجميل مواقفها، وهي ابعد ما تكون عن الدبلوماسية في مقاربة اي ملف. ومن هنا كانت مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الخليج ومن بعده مواقف المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس واضحة تماما، ومفادها ان على لبنان التعلم من التجربة السورية، اي بمعنى آخر تنفيذ كل ما هو مطلوب منه وعلى رأس اللائحة "حصرية السلاح" مرورا بالاصلاحات التي انطلقت ويفترض ان تستكمل بحذافيرها ولعل البند الاهم بالنسبة لواشنطن التحاقه وبأسرع وقت ممكن بقطار التطبيع.
وبحسب المعلومات، فان فترة السماح لتنفيذ كل ما سبق ليست طويلة. ولعله قد تم رسم خط احمر عند نهاية الصيف الحالي بحيث اما ينهي لبنان تنفيذ كل ما هو مطلوب منه، او يعود الى عزلته السابقة مع كل ما يستتبع ذلك من نتائج دراماتيكية، او تجدد اسرائيل حربها للقضاء على ما تبقى من قدرات عسكرية لحزب الله.
ووفق مصدر وزاري فان اورتاغوس ابلغته منذ شهر بأن "هناك قطارا انطلق في المنطقة ويسير بسرعة، فاما يركبه لبنان او يُترك على قارعة الطريق". ويضيف:"هذا كان قبل زيارة ترامب والمواقف والقرارات الكبيرة التي اتخذها… فكيف الحال اليوم.. القطار بات أسرع ونحن نسير كالسلحفاة للالتحاق به".
ويشدد المصدر على ان "لبنان الرسمي لا يمكن ان يبقى اسير قرارات حزب الله لجهة قبوله بالحوار لتسليم سلاحه او لا، واعتماده اسلوب المراوغة ظنا انه بذلك يكسب بعض الوقت بانتظار ان تتضح له نتائج المفاوضات الاميركية-الايرانية وتأتيه كلمة السر من طهران"، لافتا الى انه "اذا لم تبادر الحكومة لاتخاذ خطوات فعلية وعملية في هذا المجال، فان الامور قد تتدحرج في اية لحظة".
ومن المرتقب ان تكون زيارة اورتاغوس قبل نهاية الشهر الى لبنان مختلفة بالمضمون عن الزيارة الاخيرة التي اتسمت بالتهدئة والدبلوماسية. وهي قد بدأت التمهيد لذلك من خلال اطلالاتها الاعلامية الاخيرة. اذ تشير المعلومات الى انها ستبلغ رسالة واضحة وحاسمة مفادها "ان ما قبل زيارة ترامب ليس كما بعدها. فاما تضرب الدولة بيد من حديد وتضع خطتها لنزع السلاح او فان كل الخيارات ستكون مفتوحة واحلاها مر!"