تتسارع الأزمات حول الناشط اللبناني جورج ديب، المعروف بلقب "دكتور فود"، الذي أصبح محوراً لعدد من الفضائح التي شغلت الرأي العام في الأشهر الأخيرة. فمن الاتهامات بالخيانة الزوجية إلى القضايا القانونية التي أُثيرت ضده، يواجه "دكتور فود" تحديات كبيرة تهدّد صورته العامة ومسيرته المهنية.
وكان قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي قد أصدر قراره الظني بشأن قضية ديب، حيث قرر اعتبار أعمال المدعى عليهم، ومن بينهم ديب، من نوع الجنايتين المنصوص عنهما في قانون المخدرات. وبذلك، تم إحالة المدعى عليهم إلى القضاء المختص، ليزيد من تعقيد الوضع القانوني الذي يواجهه "دكتور فود".
القصة بدأت في شباط/فبراير 2024، عندما نشرت زوجته، شروق "صان شاين"، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تتّهمه فيه بالخيانة. وتناولت شروق تفاصيل مشينة حول زوجها، مشيرةً إلى أنه كان يسافر إلى دبي بحجة العمل، بينما كان يلتقي بعشيقاته في المدينة. وفي بث مباشر، أكّدت شروق أنه ترك طفلهما البالغ من العمر ثلاثة أشهر وحيداً في الغرفة أثناء لقائه بإحدى النساء، الأمر الذي أثار موجة من الغضب والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي.
لكن الأزمات التي تحيط بـ"دكتور فود" لم تتوقف عند هذا الحد. ففي أيار/مايو 2024، تطوّرت الأمور إلى مستوى أكثر خطورة بعد أن ادّعى قاضي التحقيق في جبل لبنان، زياد الدغيدي، عليه بتهم تصنيع المخدرات والإتجار بها، فما كان من دكتور فود إلا أن يعترف بأنه لا يتاجر بالمخدرات، بل يتعاطاها.
وأكّدت التحقيقات أن ديب كان يستخدم مؤسسته الغذائية كغطاء لتهريب المخدرات عبر إنتاج الحلوى. هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً، إذ فتح المجال لأسئلة حول مدى ارتباط ديب بعالم الجريمة واستخدام شهرته كغطاء لأنشطة غير قانونية.
في أيلول/سبتمبر 2024، ظهرت شروق مجدداً لتدافع عن زوجها، حيث طالبت بالإفراج عنه مؤكّدةً براءته من جميع التهم التي وُجّهت إليه. وأعربت عن حزنها البالغ بسبب احتجازه لأكثر من شهر ونصف على خلفية هذه القضايا، ما يعكس صراعاً داخلياً بين دعمها لزوجها وبين الهجوم العاصف من الرأي العام.
تتعدّد الأزمات التي تطارد "دكتور فود"، وتكاد أن تتداخل، ما بين اتهامات بالخيانة الشخصية، وتورّط في قضايا قانونية تتعلّق بتجارة المخدرات، إلى فضائح متعلّقة بجودة المنتجات الغذائية التي يقدّمها. فبالإضافة إلى الفضائح العائلية، تعرّض ديب لانتقادات واسعة بشأن جودة الأطعمة التي يتم إنتاجها في مصنعه، حيث اشتكى العديد من العملاء من أن المنتجات لا تتوافق مع المعايير الغذائية المعلنة.
أسلوب "دكتور فود" الاستفزازي والمحتوى المثير للجدل كان له دور كبير في إشعال الأزمات حوله. فقد اشتهر عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال تقديم محتوى غير تقليدي، حيث كان يعتمد على السخرية والمبالغة في تقييم الأطعمة والمطاعم. هذا الأسلوب الاستعراضي جذب له الأنظار، لكن في الوقت نفسه أثار استياء العديد من المتابعين وخبراء الطهو الذين اتّهموه بعدم الجدية والمهنية في تقديم محتوى يفتقر إلى الأسس العلمية.
وعلى الرغم من كل الاتهامات التي واجهها، ظل ديب يدافع عن نفسه بأسلوب حاد، حيث استخدم في العديد من المرات أسلوباً استفزازياً في الرد على منتقديه عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وهذه الردود العنيفة التي تميزت بالسخرية والتهكم هي ما عزّز صورته كشخصية مثيرة للجدل ومحلّ تساؤلات.