وقف إطلاق النار الهش يضعف حركة الملاحة في البحر الأحمر

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, February 12, 2025

ظلت حركة السفن عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب مستقرة عند مستويات منخفضة منذ إعلان الحوثيين المدعومين من إيران عن الحد من الهجمات على السفن التجارية.

وفي أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة الشهر الماضي، قال الحوثيون إنهم سيستهدفون فقط السفن المملوكة كلياً أو جزئياً لأفراد أو كيانات إسرائيلية، إضافة إلى السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي، مما يشكل وقفاً جزئياً للهجمات التي عطلت الشحن التجاري العام الماضي.

وعلى رغم هذه التهدئة لا تزال حركة السفن عبر البحر الأحمر وقناة السويس بطيئة، إذ تواصل كبرى شركات الشحن العالمية تفضيل المسار الأطول عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب الأخطار في مياه الشرق الأوسط.

ويأتي ذلك خلال وقت يظل فيه وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل هشاً، إذ تبادل الطرفان الاتهامات هذا الأسبوع بانتهاك شروط الهدنة.

وأثار إعلان "حماس" خلال اليومين الماضيين عن تأجيل إطلاق سراح الدفعة التالية من الرهائن ردود فعل في إسرائيل والولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن الهدنة قد لا تصمد.

مسار البحر الأحمر وقناة السويس

وفي ظل الوضع المتقلب في الشرق الأوسط لا يزال الشاحنون وأصحاب الناقلات مترددين في العودة إلى مسار البحر الأحمر وقناة السويس، على رغم وقف إطلاق النار الجزئي من جانب الحوثيين.

وخلال الأسابيع التي تلت وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وإعلان الحوثيين، لم يتلق مركز المعلومات البحرية المشترك (JMIC) أية تقارير عن نشاط عدائي للحوثيين باستخدام الطائرات المسيرة أو الصواريخ ضد السفن التي قد تعد مستهدفة، وفقاً لأحدث تقييم أسبوعي صادر عنه.

وعلى رغم ذلك لم يلحظ المركز "أية تغييرات كبيرة في حجم حركة المرور، إذ تظل أرقام العبور ثابتة إلى حد ما". وأضاف المركز أن "الخمول قد يعد تحسناً في الأمن البحري، إلا أن التهديد الذي تتعرض له السفن التجارية لم يتغير"، وأوصى القطاع البحري بالبقاء في حال تأهب.

وقال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن جماعته مستعدة لشن هجمات على إسرائيل إذا استأنفت هجومها على غزة، ولم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار.

وكان الحوثيون استهدفوا سفناً إسرائيلية وأخرى في البحر الأحمر مما أدى إلى اضطراب طرق الشحن العالمية، قائلين إن هذه الهجمات تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في غزة خلال الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وقال الحوثي في ​​خطاب تلفزيوني وفقاً لـ"رويترز"، "أيدينا على الزناد ومستعدون للتصعيد الفوري ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد في قطاع غزة".

طريق رأس الرجاء الصالح

ويبدو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هشاً بعدما قالت "حماس" إنها ستتوقف عن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بسبب ما وصفته الجماعة الفلسطينية المسلحة بـ"الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق". ورداً على ذلك، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات للجيش بأن يكون في أعلى مستوى من الاستعداد في غزة وللدفاع الداخلي.

وأشارت "أس أند بي غلوبال" في يناير الماضي، أن معظم شركات الشحن والمستأجرين سيواصلون توجيه ناقلاتهم وشحناتهم عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول خلال الوقت الحالي، على رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".

وقال مسؤول تنفيذي بارز في شركة لتجارة النفط على هامش حدث نظمه "مؤسسة سنغافورة البحرية" قبل اتفاق الهدنة الشهر الماضي، إن خطر هجمات الحوثيين على السفن لا يزال كبيراً في البحر الأحمر لأنهم يخضعون لسيطرة إيران، وأن الوضع لن يتغير ما لم ينخفض مستوى الخطر.

وتوصلت إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال الـ15 من يناير الماضي، بعد أشهر من الدبلوماسية المكثفة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، عقب هجوم "حماس" على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأدى تصاعد الهجمات في البحر الأحمر إلى دفع معظم شركات الشحن والتجار خلال ديسمبر (كانون الأول) 2023 ومطلع العام الماضي إلى تجنب هذا الممر المائي الرئيس لتجارة السلع العالمية، وتحويل المسار نحو طريق رأس الرجاء الصالح.

وعلى رغم قصر المسافة بصورة كبيرة وانخفاض استهلاك الوقود ومدة الرحلة الأقصر، فإن رحلة ناقلات المنتجات المكررة والنفط الخام فئة المدى الطويل (LR) إلى أوروبا من الخليج العربي توفر خصماً بالكاد يصل إلى 200 ألف دولار مقارنة بالطريق الأطول عبر رأس الرجاء الصالح، وفقاً لبيانات "أس أند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس"، وذلك بسبب ارتفاع علاوة أخطار الحرب.

شحن الغاز الطبيعي المسال

وتوقفت حركة ناقلات الغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر وقناة السويس أكثر من عام بسبب تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية، ومع ذلك ظلت سوق شحن الغاز الطبيعي المسال ضعيفة نتيجة العدد الكبير من السفن الجديدة التي طُلب بناؤها، مما فاق تأثير تباطؤ مشاريع إمدادات الغاز الجديدة.

وأظهرت بيانات "أس أند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس" أن أسعار الشحن المقدرة للغاز الطبيعي المسال تراجعت، إذ وصلت إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 9 آلاف دولار يومياً للمعدل اليومي لناقلات الغاز الطبيعي "أتلانتيك" و11 ألف دولار للمعدل اليومي لـ"آسيا باسيفيك"، بينما بلغ المعدل الأخير نحو 12750 دولاراً يومياً في الـ15 من يناير الماضي.

وقال محللون في "أس أند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس" إنه "من المتوقع أن تظل وتيرة تسليم السفن الجديدة قوية هذا العام، وبخاصة مع دخول رقم قياسي يبلغ 90 ناقلة غاز طبيعي مسال بالحجم التقليدي إلى السوق. وبينما يتوقع أن تنمو إمدادات التسييل الجديدة بمقدار 26.9 مليون طن، فإن الزيادة في قدرة الشحن ستتفوق مجدداً على نمو الإمدادات".


اندبندنت عربية