هل يكتب ريال مدريد سطر النهاية في قصة فريق مانشستر سيتي التاريخي؟
شارك هذا الخبر
Wednesday, February 12, 2025
في سيناريو مكرر كانت مباراة القمة الإنجليزية - الإسبانية بين صاحب الضيافة مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز وضيفه ريال مدريد بطل الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا تتجه نحو فوز صاحب الأرض، إذ كان متفوقاً بنتيجة (2 - 1) في ذهاب المرحلة الفاصلة المؤهلة لدور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، بعد أن تقدم مهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند خلال الدقيقة الـ19، وعادل كيليان مبابي النتيجة لريال مدريد في الدقيقة الـ60، ثم أعاد هالاند تقدم فريقه بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة الـ80، ومع تبقي أربع دقائق فقط على نهاية الوقت الأصلي بدا أن الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي اقترب من تنفس الصعداء لحسمه المباراة ضد المنافس الذي قال عنه أول من أمس الإثنين "هذا يظهر مرة أخرى مدى الثبات الذي يتمتعون به، في النهاية هم من فئة الكبار. ونحن نعرف ذلك، لقد واجهناهم مرات عدة وندرك قدرتهم على إظهار أفضل ما لديهم في اللحظات الصعبة".
لكن الدقائق التالية من المباراة حملت أنباء سيئة لغوارديولا بعد أن نجح ريال مدريد في فعل ما يجيد فعله دائماً وهو إظهار أفضل ما لديه خلال اللحظات الصعبة، إذ سجل البديل إبراهيم دياز هدف التعادل في الدقيقة الـ86 بعد دقيقتين فقط من مشاركته بدلاً من رودريغو، وسجل لاعب الوسط الإنجليزي جود بيلينغهام هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ليخرج الفريق الملكي من ملعب "الاتحاد" منتصراً، في أفضل استعداد ممكن لمباراة الإياب التي يستضيفها ملعب "سانتياغو برنابيو" الأربعاء المقبل.
عودة ريال مدريد المتأخرة في النتيجة أعادت للأذهان الدقائق المثيرة التي نجح خلالها الفريق الملكي في قلب تأخره أمام مانشستر سيتي بهدف إلى فوز بنتيجة (3 - 1)، خلال 15 دقيقة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بموسم (2021 - 2022)
لكن الظروف مختلفة الآن إذ كان خروج مانشستر سيتي أمام ريال مدريد في نسخة (2021 - 2022) من الدور نصف النهائي، وفي نسخة الموسم الماضي (2023 - 2024) من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح، وكان فريق المدرب غوارديولا في كلا الموسمين يتجه نحو حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، أما في الموسم الحالي فيحتل سيتي المركز الخامس في ترتيب الدوري المحلي حتى الآن برصيد 41 نقطة بعد خوض 24 جولة، وبفارق 15 نقطة خلف المتصدر ليفربول الذي لا يزال يمتلك مباراة مؤجلة قد تزيد الفارق إلى 18 نقطة، إن فاز بها "الريدز" الذي يتجه بخطى ثابتة نحو إنهاء هيمنة سيتي على اللقب المحلي في آخر أربعة مواسم متتالية.
وجاء تأهل سيتي إلى المرحلة الفاصلة بشق الأنفس بعد أن احتل المركز الـ22 في المجموعة الموحدة برصيد 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وثلاث هزائم.
ولم يجد المدرب غوارديولا أي تفسير لانهيار فريقه في الدقائق الأخيرة وقال في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، "حققنا حتى اللحظة الأخيرة نتيجة طيبة لم نتمكن من الحفاظ عليها".
وأضاف "فرطنا في تقدمنا خلال كثير من المباريات، ضد فينوورد في دوري أبطال أوروبا (كان سيتي متقدماً 3 - 0 في الدقيقة 74 لكنه تعادل 3-3)، وضد برينتفورد بالدوري الإنجليزي الممتاز، وضد مانشستر يونايتد وعدد من المباريات في النهاية خسرناها، للأسف حدث ذلك مرات عدة، إنه أمر صعب".
وعلى رغم ذلك رفض غوارديولا تحميل لاعبيه وحدهم مسؤولية الهزيمة، وأردف "تقع على عاتقنا جميعاً وليس اللاعبين فقط".
"ليس لدي مشكلة في قبول ذلك. إلقاء اللوم على لاعب بعينه أمر سخيف. الأمر يتعلق بنا جميعاً، أنا أولاً. وبالطبع اللاعبون أيضاً".
"يريدون ذلك، كيف يديرون الأمور، وكيف يفعلون ذلك، لكن الحقيقة أننا لا نلعب بثبات مستوى بما يكفي في الوقت الحالي".
وعلى الجانب الآخر من المواجهة أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بجهود فريقه الذي حقق أول انتصار له في ملعب الاتحاد، وقال في تصريحات تلفزيونية "أعتقد أنها كانت مباراة متكاملة من جميع النواحي، بعيداً من الانتقادات من جانبي".
و"عمل الجميع بجد وحصلنا على عدد من الفرص ولم نستسلم عندما كنا متأخرين في النتيجة. كان أداء متكاملاً ومثالياً، وأعتقد أننا كنا نستحق الفوز".
و"دافعنا بصورة جيدة كمجموعة واحدة... تقدموا بهدف من ركلة جزاء، لكن في الهجوم كان لاعبونا في غاية الفعالية وكان بوسعهم أن يكونوا أكثر دقة، لكنهم صنعوا عدداً من الفرص بفضل تحركاتهم وعملهم الجماعي وجودة لاعبيهم".
وأضاف الإيطالي "النتيجة خادعة لأنك فزت، وهذا قد يجعلك تتوقف عن القتال وتعتقد أنك لست مضطراً للعودة ونحن لا يمكننا الوقوع في هذا الفخ، علينا أن نستعد بصورة جيدة كما فعلنا اليوم (أمس)، بنفس التركيز والجودة والقتال، تماماً كما فعلنا وكان الأداء رائعاً".
و"يبدأ الموسم الحقيقي الآن وعلى رغم الصعوبة التي واجهناها أثناء اللعب في ملعب صعب للغاية، فإننا نجحنا في تحقيق نتيجة جيدة للغاية".
ومثلما يرى أنشيلوتي أن مباراة الإياب تمثل فرصة كبرى لفريقه للسير نحو اللقب الـ16 في البطولة الأوروبية والأول في صورتها الموسعة الجديدة، فإن مباراة الإياب تمثل تحدياً أكثر خطورة لمانشستر سيتي الذي عليه أن يختار بين فرصة لإنقاذ الموسم الحالي الصعب أو كتابة سطر النهاية في قصة فريق غوارديولا التاريخي الذي حقق 18 بطولة منذ موسم (2017 - 2018).
فمنذ أعلن مانشستر سيتي في الـ21 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 تمديد عقد مدربه غوارديولا لمدة عامين حتى الـ30 من يونيو (حزيران) 2027، كان تحدي ترميم أو إعادة بناء الفريق السماوي واضحاً أمام مانشستر سيتي وغوارديولا والجميع، لكن استمرار هزائم الفريق وفقدانه للنقاط في الدوري المحلي دفعه لإنفاق أكثر من 224 مليون دولار للتعاقد مع عمر مرموش ونيكو غونزاليس وعبدالقادر خوسانوف وفيتور ريس وجوما باه خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية على أمل إنقاذ الموسم.
لكن في ظل الفارق الكبير في النقاط مع ليفربول في الدوري الإنجليزي والخروج مبكراً من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة "كاراباو" التي يلعب ليفربول مع نيوكاسل يونايتد على لقبها يوم الـ16 من مارس (آذار) المقبل، لم يعد أمام سيتي إلا الاستمرار في دوري أبطال أوروبا، والمنافسة على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي حيث وصل الفريق إلى الدور الخامس وسيواجه بليموث أرغايل في الأول من مارس المقبل.
ومع استمرار أندية قوية مثل أستون فيلا ومانشستر يونايتد ونيوكاسل وبرايتون في كأس الاتحاد الذي تعده فرصتها الوحيدة لصعود منصات التتويج خلال الموسم الحالي، ستكون مهمة سيتي صعبة مثل فرصته في استكمال مشوار دوري أبطال أوروبا، وهو ما ينذره بموسم صفري بلا بطولات للمرة الأولى منذ موسمه الأول (2016 - 2017) الذي كان موسم بناء الفريق الذي هيمن على كرة القدم الإنجليزية لاحقاً وهدد القوى الأوروبية لأعوام.