زخم التشكيل يسري على البيان.... و"إنجاز وهمي لا يمت إلى حقيقة الواقع بصلة"
شارك هذا الخبر
Wednesday, February 12, 2025
إذا سارت الرياح السياسية كما تشتهي السفن الحكومية، يُتوقع أن تقرّ الحكومة بيانها الوزاري قبل نهاية الأسبوع لتمثل به أمام مجلس النواب مطلع الاسبوع المقبل لنيل الثقة والانطلاق دستورياً إلى العمل لتنفيذه، وليبدأ رئيس الجمهورية بعدها زياراته الخارجية بدءاً بالمملكة العربية السعودية، وهي زيارات يُعوّل عليها للحصول على دعم للبنان للخروج من أزماته المتعددة.
بعد الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلّفة صوغ البيان الوزاري، أكّدت أوساط مطلعة لـ»الجمهورية» انّ إعداد البيان لن يستغرق وقتاً طويلاً، وأنّ زخم تشكيل الحكومة سيسري عليه، مشيرة إلى انّه سيكون انعكاساً للمرحلة الجديدة التي انتقل اليها لبنان بعد إعادة تكوين السلطة، وسيتضمن مقاربة واضحة للتحدّيات التي تواجه الحكومة ولنمط معالجتها.
ولفتت هذه الأوساط إلى انّه لا توجد خلافات داخل اللجنة الوزارية حول ركائز البيان الذي يملك رئيس الحكومة نواف سلام تصوراً مسبقاً حوله، مشيرة إلى انّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة لم تعد ترد في البيانات الوزارية الأخيرة، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة هذه المرّة أيضاً، وما من مبرّر لكي يحاول البعض أن يفتعل في هذا المجال إنجازاً وهمياً لا يمت إلى حقيقة الواقع بصلة.
وأوضحت الأوساط انّ الصيغة التي سيتمّ اعتمادها سترضي جميع الأطراف، وستوفق بين حق الدولة في حصرية السلاح وبين حق الشعب في الدفاع عن نفسه. ولفتت إلى انّه وللمرّة الأولى منذ عام 2000 يوضع بيان وزاري لحكومة جديدة، فيما هناك جزء من الاراضي اللبنانية لا يزال يخضع للاحتلال الإسرائيلي، معتبرة انّ هذا الأمر يضع الحكومة أمام مسؤولية ضمان حصول الانسحاب الشامل في 18 شباط والّا سيتوجب عليها أن تحدّد الوسائل التي سيتمّ الركون اليها لإنجاز التحرير.
مسودة البيان
وكان مجلس الوزراء وبعد التقاط الصورة التذكارية التي أعقبت اجتماعاً ضمّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، عقد جلسته الاولى، واستُهلت بطلب عون من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت «حداداً على ارواح الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي». وشكّل لجنة وزارية لإعداد البيان الوزاري ضمّت إلى رئيس الوزراء نائبه طارق متري، والوزراء ياسين جابر وغسان سلامة وجو عيسى الخوري وفايز رسامني. ولاحقاً ترأس سلام الاجتماع الأول للجنة، وتمّ البحث في مسودة البيان الوزاري على أن تجتمع اللجنة مجدداً عند الساعة الخامسة بعد ظهر غد.