خاص - بعد استيائه العارم.. كيف تلقّف "الثنائي" خطاب سلام وما مصير حقيبة "المالية".. الدر يكشف! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 14, 2025

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

"تفكيك، إلغاء وإقصاء"، اتّهامات مباشرة وجّهها "الثنائي الشيعي" على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، في تصريح تلا اللقاء الذي جمع الكتلة مع الرئيس العماد جوزيف عون لتسمية رئيس جديد للحكومة. هذا "الأسف" الذي أظهره "الثنائي" فتح الباب لكثير من السيناريوهات المقلقة بالنسبة للبعض، فهل من جديد؟ وهل بدّد خطاب الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام هذه الهواجس المستجدّة؟

الكاتب والمحلل السياسي حسن الدر، أوضح في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الثنائي الشيعي تلقّف كلمة الرئيس سلام بإيجابية، واصفًا إياه بالمطمئن والبنّاء والذي يبنى عليه".

ورأى الدرّ أن "قول سلام أنه ليس من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة، هو رسالة واضحة الى الثنائي، خصوصا أنهم عبّروا بالأمس عن استيائهم مما حصل واعتبروه محاولة للانقلاب عليهم".

واعتبر الدر أن "كلام الرئيس سلام يتناسب مع مضمون القسم الذي ألقاه الرئيس عون، خصوصًا لجهة تأكيد الالتزام بإعادة الإعمار وتحرير الجنوب وتطبيق اتفاق الطائف وبناء دولة مدنية".

ولكن هل تمهّد هذه الإيجابية لمشاركة "الثنائي" بالحكومة المقبلة، أجاب الدّر، مذكّرا بقول النائب محمد رعد أن "الثنائي سيراقب الأداء السياسي في مرحلة تأليف الحكومة"، مضيفا: "إذا تمت عملية التأليف وفقًا لمعيار واضح ينطبق على الجميع فعندها الثنائي سيكون منفتحًا، أما إذا كان هناك محاولة للتعامل معه على أنه مكسور ومهزوم كما يحاول البعض الترويج فهو حتمًا لن يكون مستعدًّا للتعاون".

وتابع: "الأمر متوقّف على أداء الرئيس سلام أثناء عملية التأليف"، مؤكّدًا أن "الثنائي يمدّ يد التعاون، خصوصا أنه اختار خيار التوافق ودعم وصول العماد جوزيف عون الى سدّة الرئاسة، بناء على اتفاق واضح ولكن عند أول استحقاق تم نقد هذا الاتفاق".

وقال: "في الأمس كان هناك استياء عارم و"نقزة" حقيقية من أن تتعامل السلطة في لبنان مع الثنائي على أنه مكسور ومهزوم واليوم تبدّدت هذه الهواجس"، لافتا الى أن "الثنائي لا يطالب بالحصول على أي امتياز خاص بل يطالب بالتعامل معه على أنه مكوّن أساسي في البلد وقدّم تضحيات كبيرة".

وعما يحكى عن شروط معيّنة لمشاركة الثنائي بالحكومة المقبلة"، أوضح الدّر أن "التزام عون وسلام بخطابيهما يكفي بالنسبة للثنائي حتى يكون جزءًا من الحكومة وينخرط بكل قوة لإنجاح العهد".

وفي هذا السياق، وإذ أفاد بأنه" لم يحصل أي نقاش حول تفاصيل آلية توزيع الحقائب الوزارية"، شدّد الدّر على أن "حقيبة وزارة المالية هي من الثوابت بالنسبة للثنائي".

وذكر أن "اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيسين سلام وعون كان إيجابيًا جدًّا والرئيس بري أكّد خلال الاجتماع أن الثنائي منفتح ويريد أن يكون جزءًا أساسيًا من إعادة النهوض والاعمار وكل المشهد الايجابي في البلد".

وعن معارضتهم لوصول الرئيس سلام، أوضح أن "الثنائي لم يكمن لديه أي موقف شخصي تجاهه"، مشيرا الى أنه "كان هناك التزام من ممثلي اللجنة الخماسية والرئيس عون تفاجأ بما حصل أسوة بالثنائي وأبلغه بذلك، فحتى ساعات الصباح الأولى كان التّوجه العام لإعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي الا أن المشهد ما لبث أن تبدّل، واعتراض الثنائي واستياءه لم يكن سببه وصول سلام إنما آلية التعاطي والتعامل والاخراج السيء الذي أظهر أننا تحت الوصاية، معتبرا أنه في زمن الوصاية السورية "كان في لياقة أكثر من هيك"".

وقال: "لا يوجد أي اعتراض من قبل الثنائي على اسم الرئيس المكلّف، خصوصا أن تاريخه مرتبط بالمقاومة".

وعن موقف الثنائي من الحلفاء الذين بدّلوا موقفهم ودعموا سلام وعلى رأسهم الحزب "التقدمي الاشتراكي"، قال الدر: "العملية السياسية في لبنان لا تقوم عل مبدأ "take it or leave it"، والصداقة التي تجمع جنبلاط بالرئيس بري لا تعني بالضرورة أن تكون كل قرارتهم متجانسة، علما أن الأخير كان لديه عتب على جنبلاط الذي كان قد التزم بعدم تسمية أحد لتأليف الحكومة ولكنه عاد وبدّل موقفه في الصباح".

في المقابل، أكد الدر أن "ما حصل لا يعني أن العلاقة التاريخية التي تجمع هذين الشخصين انتهت أو انتكست، فالرئيس بري يقدّر مواقف وظروف كل الأطراف، رغم أن ما حصل لا ينطبق علينا فنحن لا نتعامل مع الآخرين بهذه الطريقة".

وختم: "هناك صفحة جديدة فتحت في البلد والثنائي يتعامل بإيجابية كاملة ويده ممدودة ولكن في اللحظة التي سيلحظون أي محاولة لإقصائهم أو إضعافهم وإخراجهم من المشهد فلن يقبلوا بذلك وسيعمدون الى المواجهة بالسياسية".