"بكلمة من الآخر"- قصير: "جرّافة دولية" لإزالة العوائق: جوزيف عون خيار التّسوية الرئاسية المقبلة بتأييد من "الثنائي"!
شارك هذا الخبر
Wednesday, January 8, 2025
خاص - "بكلمة من الآخر"
مارغوريتا زريق
أوضح الكاتب السياسي، الدكتور قاسم قصير في حديث ضمن برنامج "بكلمة من الآخر" أن "هناك جهد يبزل هو أشبه بجرافة دولية وإقليمية كبيرة جدا تعمل لإزالة كل العوائق أمام انتخاب رئيس الجمهورية غدا الخميس، وذلك تجلى بحضور الحشد الدبلوماسي الكبير من موفدين دوليين وعرب في بيروت، كاشفا أنه لم يعد هناك مواربة واسم قائد الجيش العماد جوزيف عون بات مطروحا بشكل جدّي لرئاسة الجمهورية".
وذكر قصير أن "كل المبعوثين الدوليين والعرب باتوا يطرحون اسم عون بوضوح وصراحة وبدأنا نشهد نوع من دعم لوصوله من قبل العديد من الشخصيات والقوى السياسية، على أمل أن تستكمل الأمور في الساعات المقبلة".
وعن موقف الثنائي الشيعي من ترشيح عون، ذكّر قصير بأن رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا كان قد أعلن بوضوح وصراحة ان لا فيتو من الحزب على وصول عون الى سدّة الرئاسة".
وفي حين كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعتبر أن المشكلة تكمن في مدى إمكانية تأمين الـ 86 صوتا لعون، أشار قصير وبحسب تقديره الشخصي، الى أن ""الثنائي" وبحال وجد أن هناك توافقا وطنيا على وصول عون فهو عندها لن يكون بمثابة حجر عثرة أمام هذا التوافق، ويفضّل أن يكون جزءا من التسوية السياسية القادمة على أن يكون في وجهها".
وبالتالي، توقّع قصير أن "يسلك الثنائي اتجاه تأييد وصول عون، وذلك في حال لم تحصل أي مفاجاءات غير تقليدية خلال الساعات المقبلة". ولكن هل يقبل "الثنائي الشيعي" بترشيح عون من دون الحصول على ضمانات متعددة تتعلّق بسلاح الحزب ومنطقة الجنوب اللبناني، أجاب قصير، موضّحّا أن "علاقة حزب الله والرئيس بري بالعماد عون جيّدة وخضعت لكثير من التجارب على مدار تسع سنوات وكان هناك تنسيق دائم في معظم المراحل السياسية والأمنية والعسكرية وآخرها التنسيق والمتابعة المتواصلة التي حصلت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وصولا الى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".
قصير رأى أن "وصول عون الى سدّة الرئاسة قد يكون عنصرًا مساعدًا لعدة اعتبارات:
- حصول عون على دعم دولي وإقليمي سيشكّل دفعا إضافيا لإعادة الإعمار. - سيساعد على استكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا ما يدعو إليه الثنائي. - استكمال الملف الاصلاحي، خصوصا أن الكثير من الأطراف يثقون بأن عون سيحمل مشروعا إصلاحيا للمرحلة المقبلة".
واعتبر قصير أن "انتخابه يشكّل فرصة جديدة للثنائي الشيعي من أجل معالجة العديد من الملفات، لافتا إلى أنه في السابق كانت المشكلة الاساسية تكمن أولا بالتحالف مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كان يعترض على وصول عون، وثانيًا الشّق الدستوري المتعلّق بانتخابه، أما اليوم فإذا تأمّن العدد الكافي من الأصوات تصبح هذه الإشكالية غير قائمة، لافتا الى أننا في الساعات المقبلة سنشهد وضوحًا في موقف الثنائي الشيعي على صعيد الانتخابات الرئاسية".
أما في حال لم يحصل "الثنائي" على ضمانات تتعلّق بمصير سلاحه تزامنا مع استمرار بقاء جيش العدو الاسرائيلي في لبنان، أوضح قصير أن "استمرار الاحتلال الاسرائيلي سيطرح مشكلة لا تتعلّق فقط بحزب الله والمقاومة وبل تتعلّق بكل اللبنانيين وعندها ستصبح مقاومة هذا الاحتلال مسؤولية كل اللبنانيين وعلى رأسهم الجيش اللبناني والحكومة ورئاسة الجمهورية".
وفيما يتعلّق بمستقبل السلاح، ذكّر قاسم بأن "أمين عام حزب الله أكد في أكثر من إطلالة أن الحزب جاهز لأي حوار وطني لمعالجة ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية"، مضيفا: "بعد العدوان الاسرائيلي الأخير أصبحنا أما مرحلة جديدة والثنائي الشيعي كما على مستوى البيئة الشيعية بدأ العمل على دراسة هذه المرحلة بعقل هادئ وبارد، كما لديهم رؤى جديدة حول كيفية مقاربة الأمور وكيف يمكن لهذا السلاح أن يكون جزء من رؤية وطنية شاملة".
وقال قصير إن "الموضوع ليس موضوع ضمانات، فسلاح المقاومة شأن وطني بامتياز يحتاج الى مقاربة جديدة سواء من قبل "الثنائي" أو الاطراف الآخرين في البلد، لذلك سيكون هذا الملف جزء من حوار وطني بعد انتخاب الرئيس".
وأوضح أن "الحزب ليس لديه أي مطالب شخصية من الرئيس الجديد، بل ما يريده يتمحور حول ملفات إعادة الإعمار، تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، إجراء إصلاحات سياسية اقتصادية من أجل إعادة بناء الدولة".
وعن جولة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان على المسؤولين اللبنانيين، ذكر أن قصير أن "لودريان أكد لمن يلتقي بهم أن اللجنة الخماسية تدعم وصول العماد عون، وهذا يدل على أنه لم يعد هناك التباس في مواقف أعضاء اللجنة خصوصا بعد ما كان يحكى عن انقسام في الآراء بين السفراء".
وفي ما يتعلّق برئاسة الحكومة وكيفية توزيع الحقائب الوزارية في المرحلة المقبلة، رأى قصير أننا "سنكون أمام ورشة كبيرة تتعلّق بكل الرؤية الاصلاحية ولا تقتصر على وزارة من هنا أو هناك أو مواقع أخرى"، مضيفا: "هذا الملف لا يتوقّف فقط على رئيس الجمهورية بل مرتبط أيضا بهوية رئيس الحكومة المقبلة والأطراف السياسيين"، داعيا "جميع الأطراف لعدم وضع شروط قبل انتخاب رئيس الجمهورية أو اختيار رئيس الحكومة المقبلة".
واعتبر قصير أن "انتخاب الرئيس يجب أن يكون محطّة أساسية لاستعادة الحوار والوحدة الوطنية والابتعاد عن السجالات والتخوين والرسائل السلبية، ونحن بحاجة الى مناخ وطني جديد ، خصوصا أن هناك تحدّيات كبرى تنتظر اللبنانيين في المرحلة المقبلة".
من جهة أخرى، يبرز التّساؤل حول موقف الحزب من إمكانية التّخلي في المرحلة المقبلة عن ثلاثية "شعب جيش مقاومة" في البيان الوزاري للحكومة المقبلة. وفي هذا الإطار، رأى قصير أنه إذا استمر الاحتلال يجب أن يكون مطلب كل اللبنانيين أن نكون جميعا مقاومين ولن يقتصر على مطلب حزبي". وقال: "سنكون في المرحلة المقبلة أمام تحدي مواجهة احتلال اسرائيلي لمناطق لبنانية وعندما يكون هناك احتلال، يصبح الجيش والشعب والحكومة وكل الأحزاب يجب أن تقاوم".
ورأى قصير أنه "علينا ألا نستعجل وموضوع السلاح مرتبط بالاحتلال الاسرائيلي، لافتا الى أن "هناك نقاشات حقيقية وعميقة حول دور المقاومة في المرحلة المقبلة وكيف يجب مواجهة العدوان الاسرائيلي".
وعن إمكانية وصول رئيس للجمهورية بـ 65 صوتا، أكد قصير أنه ليس هناك مصلحة لبنانية لأي طرف سياسي بحصول ذلك، لأن ذلك من شأنه أن يكرّس الانقسام السياسي والحزبي القائم، علما أن ذلك يظل احتمالا واردًا في حال تعذّر وصول عون".