وول ستريت جورنال- عملية تركية وشيكة في سوريا.. والأكراد يستنجدون بترامب

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 18, 2024

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته لارا سيلغمان وألكسندر وورد، قالا فيه إن الولايات المتحدة تخشى من أن تكون الحشود العسكرية التركية هي تحضير لتوغل في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين بارزين، قولهم إن تركيا وحلفاءها من جماعات المعارضة السورية يحشدون قوات على طول الحدود التركية مع سوريا، مما دق ناقوس الخطر من أن أنقرة تستعد لتوغل واسع النطاق في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد السوريون الذين تدعمهم الولايات المتحدة. وقال المسؤولون إن القوات تشمل مقاتلين من فصائل المعارضة، وقوات كوماندوز تركية ومدفعية بأعداد كبيرة تتركز بالقرب من كوباني، وهي مدينة ذات أغلبية كردية في سوريا على الحدود الشمالية مع تركيا.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن عملية تركية عبر الحدود قد تكون وشيكة. ويبدو أن الحشد الذي بدأ بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشابه للتحركات العسكرية التركية قبل غزوها لشمال شرق سوريا عام 2019. وقال مسؤول أمريكي آخر: “نحن نركز على ذلك ونضغط من أجل ضبط النفس”.

وقالت إلهام أحمد، وهي مسؤولة بالمنطقة الكردية السورية، في رسالة أرسلتها للرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الإثنين، إن العملية العسكرية التركية تبدو محتملة، وحثّته على الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدم إرسال قوات عبر الحدود.

وفي الرسالة التي اطلعت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت أحمد: “هدف تركيا هو فرض سيطرة فعلية على أرضنا قبل توليك منصبك، وإجبارك على التعامل معهم كحكام لأراضينا”. وأضاف: “إذا مضت تركيا في غزوها، فإن العواقب ستكون كارثية”.

ولم يستجب المتحدث باسم السفارة التركية في واشنطن على الفور لطلبات التعليق.

وتعلق الصحيفة أن التهديد من تركيا ترك قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد، والتي انضمت إلى القوات الأمريكية في شمال- شرق سوريا لمطاردة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، تركها في موقف ضعيف قبل أسابيع من مغادرة إدارة بايدن للبيت الأبيض.

وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تركيا الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل سوريا مع أردوغان والسعي للحصول على تأكيدات بأن أنقرة ستحد من العمليات ضد المقاتلين الأكراد.

وكانت محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الأكراد السوريين والجماعات السورية المعارضة التي تدعمها تركيا في كوباني قد انهارت يوم الإثنين دون التوصل إلى اتفاق، وذلك حسب المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المتحدث إن قوات سوريا الديمقراطية تراقب الآن “حشودا عسكرية كبيرة” شرق وغرب كوباني.

وفي رسالتها إلى ترامب، قالت أحمد: “من عبر الحدود، يمكننا رؤية الحشود التركية، ويعيش المدنيون في خوف دائم من الموت والدمار القريب”.

ووضعت الإطاحة ببشار الأسد من قبل الجماعات المعارضة التي قادتها هيئة تحرير الشام، مستقبل البلاد في حالة من عدم اليقين. وأدت إلى تجدد القتال بين الأكراد السوريين والجماعات المعارضة المدعومة من تركيا. كما أدى سقوط الأسد إلى تكثيف العمليات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وألمح ترامب يوم الإثنين إلى أن تركيا دبرت استيلاء هيئة تحرير الشام على سوريا، وقال للصحافيين من مقر إقامته في فلوريدا إن “تركيا قامت بعملية استيلاء غير ودية دون خسارة الكثير من الأرواح”.

وفي رسالتها، حذرت أحمد ترامب من أن الغزو التركي من شأنه أن يشرد أكثر من 200,000 كردي في كوباني وحدها، إلى جانب العديد من المجتمعات المسيحية.

وخلال فترة ولايته الأولى، سحب ترامب جزئيا القوات الأمريكية من شمال- شرق سوريا، مما مهد الطريق لغزو تركي واسع النطاق أدى إلى مقتل ونزوح مئات الآلاف من السوريين. وفي نهاية المطاف، ساعدت إدارة ترامب في التوسط بوقف إطلاق النار مقابل تنازل الأكراد عن أميال من الأراضي الحدودية للأتراك.

ومع أن ترامب لن يتولى المنصب إلا بعد مغادرة جو بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير، إلا أن أحمد حثت الرئيس المنتخب على استخدام “نهجه الفريد في الدبلوماسية” وإقناع أردوغان بوقف أي عملية مخطط لها. وأشارت إلى اجتماع سابق مع ترامب، مذكرة إياه بأن الرئيس آنذاك وعد “بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الأكراد”.

وأضافت: “نعتقد أنك تمتلك القوة لمنع هذه الكارثة. لقد استمع الرئيس أردوغان إليك من قبل، ونحن نثق في أنه سيستجيب لدعوتك مرة أخرى” و”إن قيادتك الحاسمة قادرة على وقف هذا الغزو والحفاظ على كرامة وسلامة أولئك الذين وقفوا كحلفاء ثابتين في النضال من أجل السلام والأمن”.


القدس العربي