يواجه أي فريق كبير فترة صعبة يعاني منها من مشاكل في الأداء، أو تراجع النتائج، وهو أمر طبيعي جداً في عالم كرة القدم، لكن ما يحدث داخل بايرن ميونيخ يبدو بمثابة الخطأ الممنهج، أي أن تبني طريقاً للخطأ وتصل بعدها إلى هدفك، ومع مرور الوقت هذا الموسم نبدأ أكثر في اكتشاف الأخطاء التي يدفع بايرن ثمنها حالياً.
لا بديل لهاري كين:
لو سألنا أي مشجع صغير قبل بداية الموسم سيقول إن النادي يحتاج إلى ضم مهاجم آخر بعد عدم التجديد لتشوبو موتينغ، خاصة وأن سجل كين يؤكد مواجهته خطر التعرض للإصابات دائماً، كونه تجاوز سن 31 عاماً ويعاني من مشاكل مستمرة في ظهره، لكن النادي تجاهل هذا الأمر بشكل مفاجئ، وحتى بعد السقوط من ماينتس قال إيبيرل إن النادي لن يفكر في ضم بديل لكين، وبعد أن أصيب اللاعب خسر الفريق مباراتين من أصل 4 إضافة إلى تعادله في مباراة دورتموند التي أصيب اللاعب فيها.
كيم وسياسة ارتكاب ذات الخطأ:
يملك كيم مين جاي كل الأسباب التي تجعله مدافعاً ممتازاً، فهو قوي بدنياً وسريع وطويل القامة، لكن من غير المنطقي أن يكرر قائد دفاعك الخط ذاته لمرات كثيرة.
ضد ريال مدريد في نصف نهائي الأبطال، خرج كيم من مكانه ليلحق بفينيسيوس، والنتيجة كانت تركه مساحة خلف ظهره ليعود فيني ويتفوق عليه بالسرعة ويسجل، وضد برشلونة هذا الموسم تفنن ليفاندوفسكي في سحب المدافع الكوري من مكانه، تاركاً فراغاً كبيراً سهل على رافينيا التسجيل، وضد ماينتس ذهب كيم إلى أقصى طرف الملعب ووصل لخط التماس دون أي سبب منطقي لذلك فقط لأن خصمه سحبه إلى طرف الملعب، والنتيجة هي فراغ شاسع داخل المنطقة وهدف للخصم، هذا ليس إلا نموذجاً لسلوك كيم المتكرر.
صفقات من دون فائدة:
في واحدة من الأسئلة الأكثر غرابة يمكننا التفكير بجملة واحدة: لماذا ضم بايرن ساشا بوي؟ يقدم لايمر أداءً أفضل بكثير بمركز الظهير الأيمن، في الوقت الذي لا يبدو فيه اللاعب منسجماً ولا قادراً على تجاوز إصاباته الكثيرة، أما النمسوي فهو أحد أكثر لاعبي بايرن ثباتاً في المستوى وسيكون من الغريب أن يترك مكانه لصالح بوي.
بايرن ضم غيريرو وداير الموسم الماضي لأنهما يناسبان أفكار توخيل، لكن كيف كان مصيرهما هذا الموسم؟ تراجع كبير في المستوى وفرص مشاركة قليلة وغير مقنعة!
مدرب يتعلم:
يمكن أن يكون مستقبل كومباني مميزاً كمدرب، لكن تجربته في بايرن كانت مبكرة بالنسبة لمسيرته، يكفي أن نتذكر عناده بداية الموسم على اللعب مع خط دفاعي متقدم جداً، ثم حديثه في المؤتمر الصحافي مستعيناً بإحصائيات تحدد نجاح أسلوبه قبل أن يقرر التراجع تدريجياً في الملعب، مشكلة كومباني لم تكُن هنا فقط، بل لإنه لم يدِر مجموعته بشكل متناسب، وحتى الآن مازال هناك لاعبون لا يؤدون بالصورة التي كانوا عليها في الموسم الماضي رغم كارثيته.
ماتيس تيل مثلاً ليس بصورة البديل الهداف الذي سجل 7 أهداف في الدوري، و10 بمجمل الموسم، رغم مشاركته بديلاً معظم الأوقات، في المقابل لم يسجل أي هدف خلال 11 مشاركة هذا الموسم، وإلى جانب داير وغيريرو، يظهر غوريتسكا أيضاً ضمن الأسماء التي لم يعرف كومباني التعامل معها، فأراد بداية الموسم إقصاء اللاعب، لكنه احتاج إليه حين ظهرت بعض الإصابات، كما لم ينجح أيضاً بتحسين مستوى كومان وساني، وحتى غنابري تراجع مستواه بعد البداية القوية للموسم.
قائد مع مساعدة:
حتى الآن مازال بايرن لا يثق في قدرة كومباني على أخذ دوره مدرباً، ويحتاج إلى دعم إيبيرل في شغل المساحة أمام الإعلام والمبادرة في التصريحات، والسعي المستمر لضبط الفريق، حتى إن كومباني وجد 3 صحافيين فقط في انتظاره بعد سقوط الفريق أمام برشلونة لأن إيبيرل كان قد قام في المهمة الكافية سلفاً.
لذا يمكن القول إن بايرن يدرك حاجة كومباني لمزيد من الدعم لإتمام دوره لكن هل هو رهان ناجح أن تدعم مدرباً ما زال في بداياته؟