خاص- النكسات تلاحق الحزب..كيف سيتعامل مع قطع طريق طهران- لبنان؟- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 7, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

لا يبدو أن النكسات التي يعيشها حزب الله منذ ايلول الماضي اقتربت من نهاياتها. فالحزب الذي كان يُصوّر قبل ٣ أشهر فقط "فيلا" كبيرا في دولة لم تعد تستوعب توسعه ونفوذه الذي تخطى الحدود اللبنانية الى الاقليم، يتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى. فالنفق الذي دخله بتفجير اسرائيل اجهزة البيجر في ١٧ ايلول يبدو طويلا. وآخر فصوله تطور كبير سُجل بالامس مع قطع طريق طهران -بيروت بانسحاب الجيش السوري من معبر البوكمال في محافظة دير الزور وسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة اميركيا عليه.

واللافت ان مسؤولي ونواب الحزب يلتزمون الصمت التام بالتعامل مع ما يحصل في سوريا، فلم يسجل في هذا المجال الا موقف امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الذي تحدث عن "الوقوف الى جانب سوريا لاحباط العدوان عليها" من دون ان يحدد شكل الدعم الذي سيقدمه الحزب. اذ تشير المعطيات انه لم يشارك في اي معركة حتى الساعة منذ سقوط حلب وان الاعداد التي ارسلها لا تقارن بالاعداد التي كانت موجودة في سوريا للمشاركة في القتال في السنوات الماضية والتي كان لها الفضل الاكبر بصمود النظام.

وليس مستغربا ان تكون ابرز تحشيدات الحزب راهنا في الداخل السوري في القصير، مع المعلومات عن ارسال الفي عنصر الى هناك من منطلق ان المنطقة تحولت ومنذ سنوات طويلة قاعدة عسكرية اساسية له في الداخل السوري.

ومع سقوط حلب وبعدها حماة ووصول فصائل المعارضة الى اسوار مدينة حمص، كما اقتراب درعا والسويداء من الخروج من عباءة النظام، يبدو ان الجيش السوري وحلفائه يتجهون لوضع كل ثقلهم لمنع سقوط مدينة حمص وبالتالي لمنع عزل طرطوس واللاذقية كما للتصدي للوصول الى دمشق. ويُفترض ان هذه المعركة هي معركة حياة او موت بالنسبة للرئيس السوري الا اذا كان كل ما يحصل في سوريا فيلم هوليوودي انتجته تسوية اقليمية دولية كبرى وُضع الاسد في جوها او هو شريك فيها ستؤدي اما لتأمين ممر آمن له ولعائلته خارج سوريا او لتقسيم البلد فيتولى حكم المنطقة العلوية حصرا.

لكن وبكل الاحوال، فان حزب الله، وبالتحديد عناصره، قد لا يجدون دافعا للاستقتال بالقتال لمنع سقوط النظام خاصة مع قطع طرق امدادهم بالسلاح. لكن طالما هناك قرارا ايرانيا بمواصلة حماية نظام الاسد فالحزب سيكون مجبرا على تلبية النداء رغم ان عناصره وما تبقى من قيادييه منهكين تماما من حرب ضروس شنت عليهم كما ان معنوياتهم منذ تفجير البيجر مرورا باغتيال السيد حسن نصرالله وما تلاه من احداث دراماتيكية تبدو منخفضة جدا، كيف لا وهم حتى الساعة لم يتمكنوا من تشييع نصرالله.

ويفترض ان تنعكس النكسة الجديدة للحزب في سوريا في الداخل اللبناني حيث تؤكد المعلومات انه ابلغ قيادة الجيش تعاونه الى اقصى الحدود بتطبيق اتفاق وقف النار جنوبي الليطاني… ليبقى السؤال هل سيكون مرنا في الملف الرئاسي وماذا في حال اصرار المجتمع الدولي على تطبيق كل بنود الاتفاق المرتبطة بنزع السلاح من شمالي الليطاني ايضا.. فهل سيبقى عندها متعاونا؟!