خاص- شربل يقرأ في تداعيات الأحداث السورية على لبنان.. ويكشف عن "خريطة" مع المسلّحين تتعلّق بعكار!- هند سعادة
شارك هذا الخبر
Saturday, December 7, 2024
خاص- الكلمة أونلاين
هند سعادة
خطف الهجوم المباغت الذي شنّته "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها ضد الحكومة السورية أنظار العالم، فالتقدّم السريع للفصائل المسلّحة والتراجع غير المسبوق لقوات نظام الرئيس بشار الأسد شمال البلاد من حلب ثم حماة وصولا الى مشارف حمص، ينبئ بتغيّرات جذرية قد لا تسلم منها الدول المجاورة لسوريا وتحديدا لبنان.
لبنان المنهك من الحرب الدموية التي شنّتها إسرائيل عليه، لن يكون بمنأى عن تداعيات الأحداث المتلاحقة في سوريا.
في هذا الإطار، شرح الوزير السابق مروان شربل في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الحدود الشمالية للبنان هي الأقرب الى حمص، وفي حال تمكّنت الجماعات المتمرّدة من السيطرة على حمص بعد حماة والوصول الى بلدة القصير التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، فذلك من شأنه أن يشكّل خطرًا كبيرًا على لبنان وتحديدا منطقة شمال عكار ومنطقة الهرمل ورأس بعلبك".
ورأى أن "الوضع في سوريا خطير، فرغم أن الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، عمدوا الى اتّخاذ الاحتياطات اللازمة، كما انتقلت وحدات من الجيش للتمركز على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، لتعزيز القوات الموجودة هناك ومراقبة الحدود وضبطها بشكل أكبر تحسباً لأي طارئ، فلا يمكن التنبؤ بما قد يحصل".
وكشف شربل، أنه سمع معلومات عن إيجاد خريطة بحوزة أحد العناصر المقتولين التابعين للمجموعة المتمرّدة تظهر مخطّطا للوصول الى منطقة عكار وطرابلس".
وقال: "على اللبنانيين الذين يسكنون على طول المناطق الحدودية في عكار وفي مختلف القرى والبلدات المتاخمة لسوريا، الوقوف الى جانب الجيش اللبناني ومنع الإرهابيين من الدخول الى لبنان، خصوصا أنّنا سبق وعشنا هذه التجربة المرة في السابق".
وأشار الى أن "الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية متنبّهون لإمكانية حصول أي تعاطف ضمن المناطق الحدودية، علمًا أن "منسوب هذا التعاطف تراجع بشكل كبير وما حصل في طرابلس مؤخرا دليل على أن الوضع لم يعد كما كان عليه في السابق".
وحذّر شربل من أنه "لا يجب على لبنان التّعاطي مع ما يحصل في لبنان بـ"استلشاء" فالوضع هناك خطير، وبالتالي علينا تحصين أنفسنا والتوقف عن رمي الاتهامات والسجالات السياسية فالجميع سيتحمّل تداعيات التصعيد في سوريا التي وبحال تمدّدت الى لبنان، لن تميّز بين من كان يؤيد أو يرفض ما يحصل هناك".
من هنا، شدّد شربل على أنه "يجب على جميع الأفرقاء السياسيين الاستعجال وعدم المماطلة لانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وذلك بهدف تحسين وضع الدولة اللبنانية".
وفي السياق، توقّف شربل عند إعلان أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "الحزب سيقف الى جانب حليفته سوريا "لإحباط أهداف هجمات الفصائل"، متمنّيا ألا يعطي إسرائيل ذريعة أو حجة لضرب أهداف جديدة لحزب الله في لبنان".
وإذ حذّر من "الخطر الأكبر هو إمكانية تأثّر بعض الخلايا النائمة في لبنان بما يحصل في سوريا"، رأى شربل أن "غالبية الشعب اللبناني ضدّ حصول هكذا سيناريو وهذه الخلايا لن تلق من يدعمها بالداخل".
وتابع: "على كل السوريين المتواجدين في لبنان أن يفهموا أنهم في حال قرّروا التعاطف مع النظام السوري أو القوات المعارضة فعليهم عندها الذهاب الى سوريا، كما أنه من الغير المسموح أن نشهد أي إشكالات بين السوريين داخل لبنان جراء ما يحصل في بلدهم".
وعن إمكانية حصول موجات نزوح كبيرة الى لبنان، أوضح شربل أن "حركة النزوح حاليا تحصل داخل سوريا من منطقة الى أخرى، فالسوريون الذين كانوا في حمص يتوجّهون الى طرطوس"، لافتا الى أنه "في حال تمكّن المقاتلون من الوصول الى حمص وطرطوس فذلك سيدفع السوريين إما للنزوح الى الشام أو الى داخل الأراضي اللبنانية كما كان يحصل في السابق".
الى ذلك، شرح شربل أن "المشهد في سوريا معقّد وخريطة الاصطفافات هناك بين مؤيد ومعارض للنظام السوري لم تتوضّح بعد. فروسيا لم تعد متحمّسة للقتال هناك كما كان يحصل في بدايات الحرب السورية، أما في العراق، فقد خرجت أصوات تطالب الحكومة بعدم التدخل في سوريا وعلى رأسها زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، كما كان الجولاني قد توجّه في كلمة الى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، بالقول: "نشد على يده أن ينأى بالعراق عن الدخول في أتون حرب جديدة مع سوريا وندعوه أن يمنع تدخل الحشد الشعبي في سوريا". كذلك، تطرّق شربل الى قول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن "وضعًا جديدًا يطرأ في سوريا، معتبرا أن "هذا الكلام ينبئ إما بتغيير النظام السوري أو تنفيذ انقلاب على الرئيس الأسد أو تقسيم سوريا".
من جهة أخرى، ذكّر الوزير السابق بأن "التصعيد في سوريا جاء بعد التهديد المباشر الذي وجّهه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الرئيس السوري عقب الإعلان عن وقف اطلاق النار في لبنان، قائلا له: "لا تلعب بالنار"، مشيرا الى أن "الاسرائيليين عمدوا لاحقا الى قصف بعض المواقع في سوريا حيث يتمركز عناصر للجيش السوري بالإضافة الى عناصر أخرى موالية له ما ساهم بتسهيل عملية سيطرة المعارضين على حلب".
وأردف: "الهدف الاساسي لإسرائيل هو منع استمرار العمل على خط الإمداد بين إيران وسوريا ولبنان لقطع الطريق على أي محاولة لإعادة تسليح الحزب".
وقال: "إذا استمرت الامور على ما هي عليه ولم يتدخل أحدٌ وفرض الامر الواقع نفسه، فعندها سيحصل ما أتخوّف منه وهو تقسيم سوريا كما هو حاصل في العراق. وعندها يبرز السؤال الأهم: هل سينعكس هذا الواقع على لبنان لجهة فتح الباب أمام تغييرالنظام السائد في لبنان".
وختم: "في حين باتت أسباب عودة التصعيد الى سوريا معروفة، ما زال مصير هذا البلد في المرحلة المقبلة مجهولا".