خاص- تحية لجمهوريات الموز المُمانِعة والآلهة الدمى- المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, December 7, 2024
خاص الكلمة اونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
جمهورية الموز مصطلح ساخر يُطلق للازدراء من الدول والأنظمة الديكتاتورية الخاضعة لحكم زعيم أو مجموعة صغيرة فاسدة تقمع شعوبها وتتركها فريسة للفقر والتخلف. ففي الواقع أن السلطة في هذه الدول هي بيد مجانين جشعين، يجنحون إلى تأليه أنفسهم والغوّص بالفساد. وبهدف حماية مغانمهم السلطوية ينفصمون إلى شخصيتين: الأولى مجرد دمية يتلاعب بها الخارج والثانية آلهة وحشية تسحق شعبها. من الواضح أن دول الممانعة، المحيطة بنا، إنما يحكمها "آلهة دمى" تقهر شعوبها بالنار والحديد تحت تسميات "ثورية وإلهية" وهي في العمق ليست إلا جمهوريات موز وأنظمة كرتونية يعشّش فيها العفن وسريعة التصدّع والسقوط عند تبدّل الرياح الدولية. والغريب أن أولئك "الآلهة الدمى" لم يتعلموا بعد من الدروس والعِبَر الماثلة أمامهم والمترامية من العراق إلى تونس ومصر وليبيا واليمن وسواها، ولم يفقهوا بعد أن دورهم آتٍ لا محالة. لم يعد من المقبول اليوم استمرار هذه الظواهر الخارجة عن الحضارة وحركة التاريخ، ولم يعد من المقبول وجود أنظمة تنسف الشرائع والمواثيق الدولية ومقدسات حقوق الإنسان والمواطن. لم يعد من المقبول رؤية مشاهد البؤس والقمع والذلّ والموت التي تجتاح عالمنا تحت شعارات الممانعة والمقاومة والكرامة الوطنية المخادعة. لا كرامة لوطن شعبه جائع يُذلّ ويموت يومياً. لا كرامة لدولة رئيسها المنتخب إله دموي فاسد لمدى العمر. لقد افتتح الربيع العربي السبيل أمام الديمقراطية الحقة فمن قطعه ولماذا؟