خاص - كلمة ميقاتي في القمة العربية - الإسلامية تفجّر سلسلة من التناقضات بين مؤيد ومعارض!- هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 13, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

لا شك أن لبنان كان الحاضر الأبرز في القمة العربية - الإسلامية التي استضافتها المملكة العربية السعودية الإثنين الماضي، وفي حين انصبّت آمال اللبنانيين قبيل القمة على دور عربي يساهم باخراجهم من آتون الحرب الدموية، جاءت الردود الداخلية على كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال القمة متضاربة كما تفاوت التقييم لمستوى الإهتمام الذي تلقاه لبنان.

متى: الاستعطاف لا يجدي نفعًا

عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب نزيه متى اعتبر في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الرئيس نجيب ميقاتي بدأ بإظهار هوية الدولة التي تتحملّ المسؤولية ولكن عليه في المقابل أن يضع خارطة طريق واضحة المعالم، يستطيع تطبيقها والالتزام بها بما يؤشر الى أن الدولة اللبنانية بدأت بتولّي زمام الأمور، وعندها فقط نكون قد بدأنا بالسّير على الطريق الصحيح، أما الكلام المقتصر على الشعارات لن يوصلنا الى نتيجة، والعبرة تبقى في التنفيذ والالتزام بما يصدر عنه".

من جهة أخرى، أشار متى الى أن "كلمة الرئيس ميقاتي تضمّنت حيّزا كبيرا من الاستعطاف للحصول على المساعدات، في حين تعتبر الدول أن الأهم يتمحور حول تحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية القرارات الصادرة عنها"، قائلا: "مش مفروض نكون عم نشحد"، وما نحتاجه فعليا لا يقتصر على المساعدات الانسانية بل يقوم أيضا على اتخاذ القرارات الصحيحة وتحمّل المسؤولية".

وإذ أكد أن "القائمين على القمة العربية - الإسلامية مشكورون، ورغم كل ما صدر عن لبنان تجاه الدول العربية ما زالوا يتعاطفون معنا ويحاولون مساعدتنا"، شدّد متى على أن "الدول العربية لن تقدّم لدولة لبنان المساعدة الفعلية على كافة المستويات طالما يسيطر حزب الله عليها وبالتالي المساعدات ستقتصر على الحاجات العينية الضرورية والملحة لا أكثر".

وفي السياق، لفت متى الى أنه "من المفترض أن كلمة الرئيس ميقاتي وُضعت بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري وبالتالي المسؤولية تقع على الرجلين للعمل بشكل متناسق ومتكامل، حيث يعبّر الأول عن موقف الدولة الحرة والمستقلة قولا وفعلا، أما الثاني فيدعو لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية وبذلك يتجسّد الموقف اللبناني الموحّد والسليم أمام المجتمع الدولي".

عطالله: المواقف دون المستوى المطلوب

بدوره، رأى عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب غسان عطالله في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن "الإشكالية الأساسية تكمن في أن كل ما يصدرعن الرئيس ميقاتي أو غيره من المسؤولين لا يلقى آذانًا صاغية من قبل إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "المواقف التي صدرت خلال القمة ما زالت دون المستوى المطلوب مقارنةً بما يقوم به رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وقال: "في حين نسعى جاهدين لإيجاد الحلول يصرّ نتنياهو في المقابل على عدم الاكتراث ورفض الحلول وهو ما ظهر جليًا في التصعيد المستمر في الميدان".

ورأى أن "أمام الإبادة الجماعية في غزة والاستهداف الممنهج لبنان، لم يخرج عن القمة أي موقف جدي يحذّر إسرائيل من تبعات ارتكاباتها كما مازال التعاطي مع إسرائيل يقوم على أنها دولة تحترم القوانين والأعراف".

وفي حين طالب ميقاتي بتطبيق القرار 1701، تساءل عطالله: "ما الضغط الذي مارسناه في هذه القمة حتى تستشعر إسرائيل بضرورة تطبيقه وبأن عدم قيامها بذلك سيكون له تبعات"، مضيفا: "اجتماع بهذا الحجم من التمثيل كان يجب أن يوصلنا الى تحقيق الهدف الذي كنا نأمله، كما كنا نتمنى أن ينال لبنان حيزًا أكبر في هذه القمة وأن يحقق ضغطًا أكبر على إسرائيل".

وعن التعويل على نتائج القمة، رأى عطالله أن "كلمة الرئيس ميقاتي كانت تتمحور بشكل أساسي حول طلب المساعدة فيما يتعلّق بالحاجات الحياتية وليس حول الشق السياسي المتعلّق بوقف إطلاق النار وردع إسرائيل، وبالتالي ما صدر عن ميقاتي لم يكن الموقف الذي عوّلنا عليه في هكذا قمة عربية – إسلامية تزامنًا مع الحرب الاسرائيلية على لبنان.

عبدالله: كلمة ميقاتي لاقت تطلّعات "الإشتراكي"

في المقابل، جاءت كلمة الرئيس ميقاتي على قدر تطلّعات الحزب التقدمي الإشتراكي، بحسب ما أفاد عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، معتبرا أن "ميقاتي تطرّق في كلمته الى كل النقاط الأساسية التي يجب إثارتها في ظل الظر ف الصعب الذي نعيشه".

وأكد عبدالله أننا "نعوّل دائما على الدور العربي للتوصل الى الحل المنشود في لبنان الذي لا يجب أن يبتعد عن عمقه العربي".

علوش: ميقاتي لم يتجرّأ على الدخول بالتفاصيل!

أما النائب السابق مصطفى علوش فذكر في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "الكلمات التي تُلقى عادةً في المؤتمرات تكون شديدة الدبلوماسية توازن بين تطلّعات الدول المشاركة وتقارب البيان النهائي، كما تلحظ تفاديًا لأي اصطدام مع الوقائع".

علوش رأى أن "الرئيس ميقاتي لم يطرّق للتفاصيل التي يتمحور الاشكال الأكبر حولها، فهو وغيره لا يتجرؤون على طرحها، كما أن القمة بشكل عام تجنّبت الدخول في هذه التفاصيل باستثناء الكلام الذي جاء عن سيادة الدولة اللبنانية"، لافتًا الى أن "المشكلة تكمن في أن البعض يعتبر أن حزب الله جزء من سيادة الدولة".

وقال: "القمة العربية لم تلامس التفاصيل المهمة للملف اللبناني، خصوصًا في ظل مشاركة نائب الرئيس الإيراني ورئيس النظام السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني"، مضيفا: "في حين أكّد الجميع تأييد تطبيق القرار 1701، تمنّعوا عن خوض النقاش حول آلية التنفيذ التي ما زالت موضع جدل كبير".

وفي هذا الإطار، شدّد علوش على أن "توقف إيران عن التدخل بشؤون لبنان من خلال حزب الله، هو مسألة أساسية في تطبيق القرار 1701، ولكن ميقاتي أو غيره من الرؤساء الآخرين في القمة "ما بيسترجو يحكو عن الموضوع"، بحضور نائب الرئيس الإيراني، معتبرا أن "الرئيس ميقاتي لن يستطيع التطرّق الى هذه النقطة لأنه بذلك يصب الزيت على النار".

الى ذلك، استبعد علوش أن "تساهم هذه القمة بتحقيق أي تقدّم"، قائلا: "سيظل الكلام المتداول على المستوى العام من دون التطرّق الى الأطر التطبيقية"، مشيرا الى أن "التخوّف من الخوض في التفاصيل يدفع المعنيين للجوء الى العموميات". وقال: في حين أجمع المشاركون على أهمية سيادة الدولة وتطبيق القرار 1701 تمنّعوا عن وصف حزب الله بالميليشيا لأن هذا الأمر من شأنه أن يدفع إيران وغيرها الى المعارضة وهنا سيتظهّر الخلاف بشكل كبير".

ورأى أن "القمة لم تنجح بإطلاق موقف حاسم من أي ملف، ولو أراد المشاركون فعلًا تحقيق الضغط اللازم على إسرائيل كان يتوجّب عليهم دعم عزلها في الامم المتحدة، كما أن لدى غالبية المشاركين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ولو كانوا جديين في النقاش كانوا قد أصدروا قرارًا جماعيًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل للضغط عليها".

وتابع: "يبدو أن الكلمة النهائية ستكون للميدان لفرض الحلول والاستهداف العنيف للضاحية الجنوبية أمس يدل على أن الأمور متّجهة نحو التصعيد".

وعن ربط التصعيد بموعد استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسطة، قال علوش: "ترامب لم يضع حتى الان أي أجندة محدّدة ولم تطرح أميركا بعد أي حلول تتعلّق بغزة ولبنان وإيران. من هنا تتزايد التوقّعات حول استمرار التصعيد والتدمير المنهجي الذي تمارسه إسرائيل بالاضافة الى مواصلة إيران سياسة المكابرة من خلال حزب الله".