خاص - خطر كبير قد يهدد الأطفال في مراكز الايواء…ما هو الحل؟ - ماري جوزيه سعاده

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 3, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

ماري جوزيه سعاده

وسط التّحديات الكبيرة التي يمر بها لبنان من حروب، مشاكل اقتصادية، فراغ رئاسي وغيرها من الأزمات، ينزلق الإبلاغ والتحدّث عن تعرّض الأطفال للعنف الجنسي في المنفى دون حسبانه ضمن الأولويات تحت شعار"يمكن هلأ مش وقتا".

ولكن المجرم لا ينتظر توقيتًا مناسبًا وجميع الأطفال معرضون للتحرش تحت جميع الظروف.

تعقيبًا على ذلك وفي حديث لموقع "كلمة أونلاين" مع جمعية "حماية" تبيّن أن حتى الآن لم تُرصد الكثير من حالات العنف ضد الأطفال في مراكز الإيواء أو في أماكن النّزوح المختلفة وقد تعد قليلة، لكن ذلك لا يلغي وجودها. فاهتمامات النازحين الآن مركّزة على استيعاب فكرة النزوح، وهم في حالة حزن على من فقدوا من أقارب، وفي هذه الأثناء حالات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هي الأبرز.

لكن من المتوقع في المراحل القادمة رصد المزيد من الحالات وذلك نتيجة الاقتظاظ وعدم توفّر المساحات الشخصية، ورغم أن الأرقام حتى الآن لا تشيرالى ارتفاع نسبة العنف، الا أن حالات التعرّض لسوء المعاملة قد ترتفع.

وتقوم الجمعيات المختصّة برصد حالات العنف وتقديم برامج التوعية للعائلات خصوصًا أن النزوح لا يقتصر على اللجوء الى مراكز الإيواء بل أيضا الى منازل منفردة أومشتركة.
ولأن الاحتياط واجب ولتفادي وقوع المزيد من الضحايا، على الأهل إدراك مخاطر الموضوع.

وبحسب الاخصائية الاجتماعية جويل أبي صعب، "العوامل التي تساهم في تزايد حالات التحرّش، تبدأ بانعدام أو نقص الوعي عند الوالدين الذي ينتج عنه نقص بالتربية الجنسية عند الأطفال ما يجعلهم عرضة للاستغلال"، شارحةً أن "انعدام الحوار بين الاهل والأولاد حول التحرَش ومخاطره ووضعه في خانة "العيب الاجتماعي" يدفع الضّحية إلى التّكتّم عما تعرضت له خوفًا من ردة فعل الوالدين وقد يقود ذلك إلى تكرار الحادثة من دون توقيف المجرم".

وأوضحت أبي صعب أن "البيئة المحيطة للطفل تلعب دورًا أساسيًا خصوصًا في ظل التّحديات العصيبة التي يمر بها الكثيرون جرّاء النزوح، حيث تتفاعل العائلة النازحة مع بيئة غيرمألوفة وسط عدد كبير من الأشخاص الغرباء الأمر الذي من شأنه أن يزيد مخاطر الاستغلال الجنسي للطفل ولا سيما عند تركه بمفرده ولو لبضعة دقائق، مشدّدة على أن "رقابة الوالدين أساسية وغيابها يرفع نسبة المخاطر".

أبي صعب أكدت "أهمية متابعة الأطفال وتخصيص لهم الوقت وسط الفوضة والضغوطات التي يعيشونها".

من جهة أخرى، يجب تسليط الضوء على أن الضّحية ليست مذنبة والتبليغ ضروري لحماية المجتمع من المعتدي وذلك يتطلب مراقبة من الأهل".

وفي هذا الاطار، ذكرت المعالجة النفسية والأخصائية في العلاج السلوكي - المعرفي أنجيلا دعبول أن "الطفل الذي تعرّض للتحرش قد تظهر عليه تغيّرات ملحوظة تشمل العزلة، فقدان الاهتمام بأي نشاط كان يمارسه والتغير السلوكي، أي أن الطفل الاجتماعي والنشيط يتحول إلى طفل كسول يميل إلى العزلة والعكس صحيح، يضاف الى ذلك، الخوف غير الاعتيادي من الظلام، النوم بمفرده، الخوف من الأماكن والناس الجديدة أو تراجع أدائه الأكاديمي".

كما "قد تتراجع سلوكيات البعض وتتصرف الضحية بطريقة أصغر من سنها ويتترجم ذلك بالتبول الا إرادي، امتصاص الابهام والتحدث بلغة الاطفال"، بحسب دعبول.

وتابعت: "هذه التغيّرات بالاضافة الى بعض العلامات الجسدية كالكدمات، الجروح، الأوجاع أو النزيف من الأعضاء التناسلية قد تكون مؤشرات على تعرّض الطفل للتحرش".

دعبول لفتت الى "دور الأهل لتأمين بيئة آمنة للطفل من خلال التواصل وفتح المجال أمامه لطرح الأسئلة وبالإجابة عليها بصراحة من دون الاستخفاف بما يقوله"، مضيفة: "هناك ضرورة أكبر لتسمية جميع أعضاء الجسد وخصوصًا الأعضاء الخاصة ليشعر الطفل بالراحة مع جسده وعلى الأهل التوضيح للطفل فكرة الخصوصية ووضع حدود بينه وبين الآخرين وأن من حقه رفض لمس أي شخص له إن كان قريبا أو بعيدا وذلك لتعزيز ثقته بالنفس".

وأشارت الى أن "ضحية التحرش تكون عرضة للقلق والاكتئاب وقد تعاني من صعوبات تعلمية، ضعف في الذاكرة، الاندفاع الزائد في عمر المراهقة ما قد يدفعها في بعض الحالات للإدمان على المخدرات أو الكحول، كما قد تجد صعوبة بالتّقرب من الناس، والانخراط بعلاقات صداقة أوعلاقات عاطفية".

وشدّدت على "ضرورة تذكيرالطفل بقيمته والتوضيح له أن الاعتداء عليه لا ينقّص منها ولا من محبة والديه، مضيفة أن "غالبية المتحرشين يهدّدون الصغار بأذية والديهم".

وفي السياق، "يجب أن يشعر الطفل بأنه يمكنه اللجوء الى والديه وطلب العون والحماية منهما في حال حصل أي مكروه، كما أن متابعته مع أخصائيين نفسيين في حال وقع تعرّض للتحرّش أمر لا غنى عنه"، بحسب دعبول.

وأكدت أن "التّعنيف الجنسي جريمة وتوابعها أليمة على الضحية ومحيطها، وإدراك الاهل لكل هذه المخاطر واجب عليهم"، خاتمة: "التبليغ هو الحل لحماية الطفل والمجتمع."