خاص - نداءٌ عاجل من أبناء دير الأحمر: بدأنا نستنفذ كافة إمكانياتنا! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 1, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان، وقد أثبتت الأيام الصعبة استحقاق أبناء منطقة دير الأحمر كبارًا وصغارًا التكريم على وطنيتهم واستقبالهم بدون تردّد لآلاف النازحين من أهالي مناطق بعلبك الهرمل الهاربين من آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية، فقد استقبلت المنطقة أكثر من 11 ألف نازح منذ بداية الحرب، توزّعوا بين حوالي 2200 نازح في 6 مراكز إيواء معتمدة من قبل الدولة وحوالي 8000 نازح لجؤوا الى البيوت وصالات الكنائس وغيرها.

ولكن مع التحذير الإسرائيلي الأخير الذي تلقاه سكان مدينة بعلبك وعين بورضاي ودورس، شهدت منطقة دير الأحمر نزوحًا غير مسبوق خلال ساعات قليلة. وفي هذا الإطار أفادت مصادر "الكلمة أونلاين" بأن "أكثر من 3000 سيارة محمّلة بستة أشخاص بالحد الأدنى داخلت المنطقة، ما يُقدّر بحوالي 18 ألف نازح وفدوا خلال ساعتين".

وفي حين سجّلت الدولة بوزاراتها المعنية، غيابًا فاضحًا، "اقتصرت الجهود المبذولة على اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر والمتطوّعين"، بحسب المصادر التي أكّدت "عمل أبناء المنطقة فورًا على استيعاب العدد الكبير للوافدين وتأمين المياه والحرامات والطعام حتى يتمكّنوا من قضاء الليل، في حين مازال عدد منهم بانتظار تأمين المستلزمات لهم ومكان إيواء دافئ".

وذكرت المصادر أن "رئيس الإتحاد جان فخري ناشد الدولة وجميع المعنيين للتدخل كما تواصل مع لجنة الطوارئ المركزية ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي كان قد أعلن في تغريدة على حسابه أن منطقة دير الأحمر لم تعد تستطيع استيعاب النزوح، ودعا النازحين للتّوجه الى الشمال".

وشدّدت على أن "الوزارات المعنية في الدولة شبه غائبة ولا تمارس مسؤولياتها كما يجب"، كاشفةً أن "وزارة الطاقة والمياه لم تقدّم للمنطقة أي ليتر من مادة المازوت منذ حوالي 40 يومًا".

كذلك، لفتت الى "غياب شبه كامل لمعظم الجمعيات منذ أكثر من 22 يومًا"، مضيفة أن "المنطقة لم تتسلّم أيّ حصص مساعدات منذ حينه، باستثناء المساعدات التي تسلّمناها من محافظة بعلبك الهرمل مؤخّرًا".

وإذ أكدت المصادر أن "أهل المنطقة يقاتلون باللحم الحي ويعتمدون بشكل أساسي على شباب المنطقة الذين تطوّعوا للمساعدة"، حذّرت من أن "الوضع أصبح صعبًا جدا وبدأنا نستنفذ كافة إمكانياتنا لتلبية حاجات النازحين"، كاشفة أن "التيار الكهربائي قد قُطع عن مراكز الإيواء بسبب نفاذ مادة المازوت التي كانت مخصّصة لاحتياط المدارس في المنطقة وجيّرت لمراكز الإيواء".

وشدّدت على "وجود على حاجة ماسة لجميع أنواع المساعدات وعلى رأسها مادة المازوت لأننا مقبلون على فصل الشتاء، والبرد بدأ يتغلغل الى المراكز والبيوت".

وأكدت أن "النائب أنطوان حبشي ورئيس اتحاد البلديات تواصلا مع لجنة الطوارئ والوزارات المعنية إلا أننا حتى الان لم نلق أي استجابة من الدولة".

من جهة أخرى، طمأنت المصادر أن "الوضع الأمني مضبوط وأي احتكاك لم يُسجّل بين النازحين وأهل المنطقة، وذلك بفضل التواجد المستمرّ لعناصر الجيش على مداخل المراكز وعمل عناصر شرطة الإتحاد بالاضافة الى سهر المتطوّعين في المنطقة وجهودهم المستمرة والمنظّمة لمواكبة حركة النزوح".