خاص - لا تطبيع بدون "دولة فلسطين"... والسفير صدقة: هذه حرب إسرائيل الأخيرة - تقلا صليبا
شارك هذا الخبر
Wednesday, October 30, 2024
خاص - "الكلمة أونلاين"
تقلا صليبا
على وقع الغارات وصور الدمار في غزة، خرج وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ليُعلن بصريح العبارة: "إقامة الدولة الفلسطينية شرط المملكة للمضي قدما في جانب التطبيع مع إسرائيل"، وعلى هذه القاعدة، انطلق اجتماع تحالف تنفيذ حل الدولتين في الرياض، والذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية في وقت سابق، وتشارك فيه مجموعة من الدبلوماسيين والمبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى ممثلي دول عربية وأجنبية، ومن بينها دول الإتحاد الأوروبي والسويد.
يضع هذا الاجتماع القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة، ويقف سدًا يمنع تمرير أي اتفاق بين اسرائيل والعرب، إلا إذا كانت فلسطين دولة قائمة باعتراف العالم كله، ويمكن اعتباره – أي الاجتماع - مبادرة سلام قائمة، فإذا نجحت، انتفى بعدها أي مبرّر لوجود أسلحة خارج إطار الشرعية، ووجود جماعات مسلّحة بحجّة الدفاع عن فلسطين وتحريرها، ما يعني انطلاق المنطقة والإقليم نحو فترة من السلم والهدوء والاستقرار، مع ما تجرّه من ازدهار وتطوّر.
بناءًا على ما سبق، تواصلت "الكلمة اونلاين" مع سفير لبنان السابق في أوكرانيا، يوسف صدقة، الذي اعتبر أن الحراك السعودي طبيعي في هذه المرحلة، ولو أن إسرائيل مازالت مستمرة في حربها في غزة، إلا ان الجميع يحاول تحصيل المكتسبات في الوقت الحالي، فالمملكة، التي تُعتبر قبلة مسلمي العالم، لن تقبل بالتطبيع إذا لم تحصل على اعتراف – ولو صوَري – بدولة فلسطين، وفي الوقت عينه، ستكون هذه ورقتها على طاولة المفاوضات مع الأميركي، الذي يحاول تحقيق انجاز ما للإدارة الحالية، على أمل أن تدعم الديمقراطيين في انتخابات الخامس من تشرين المقبل، بينما الحكومة الإسرائيلية لن تمنح الأميركي مبتغاه، كون مصلحتها تكمن في اتفاق مع الأدارة الجديدة، لا القديمة التي يترأسها بايدن، "الضعيف" كما يقول صدقة.
في السياق نفسه، يقول الأخير، ان الرئيس السابق للولايات المتحدة، والمرشح الحالي للحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الذي رفع حملته الإنتخابية على أكفّ الإقتصاد الأميركي المتدهور في زمن حكم الديمقراطيين، سيكون بحاجة ماسّة لصفقة ضخمة بحال وصل إلى البيت الأبيض، والسعودية، التي يعتبرها من الأصدقاء، ستكون وجهة أساسية له، وداعمة أولى للاقتصاد الأميركي، وهذه بالطبع، ستكون نقطة قوة يدركها محمد بن سلمان بشكل جيّد، ولن يتوانى عن استخدامها لرفع راية القضية الفلسطينية مقابل الصفقة الإقتصادية التي يحتاجها الجمهوريون في بداية حكمهم، بحال حكموا.
في الوقت عينه، سيستفيد ولي العهد من ورقة رابحة في الداخل السعودي ، بحسب صدقة، مما يرسّخ حكمه ويزيد قوّته، بعكس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعيش أيام حكمه الأخيرة، فالاتفاق الذي تتحضّر له المنطقة، سيضع نهاية للحروب القائمة، يقول صدقة، ويوصل نتنياهو إلى "المحكمة الداخلية" في إسرائيل، إما من خلال انتخابات تطيح به، أو من خلال محاكمته وإدانته على أخطائه خلال فترة حكمه.
ربما يُدرك نتنياهو هذه الحقيقة، لكنه بالرغم من ذلك يخوض الحرب بشراسة كبيرة، وهنا يوضح صدقة، ان اسرائيل تريد لهذه الحرب أن تكون الأخيرة، فعقلية تموز 2006 ضد حزب الله، وميزان الربح والخسارة الذي كانت تحدّده أرقام القتلى والجرحى الإسرائيليين، لم يعد هو نفسه اليوم، لأن من يخوضون هذه المعركة، يعتبرون أن من يموت اليوم، يموت عن كل حرب قادمة، لن تأتي إذا خاضوا الحالية بشكل صحيح، وأن الثمن الذي يُدفع اليوم، يُدفع عن سنوات هدوء وازدهار قادمة.
أما عن نظرته لشكل ومستقبل الدولة الفلسطينية الموعودة، فيراها صدقة بقيادة سلطة فلسطينية لا دور لحماس فيها، ربما تشارك بإدارتها قوات عربية تساهم في حفظ أمنها وترتيبها داخليًا، ويتمّ التعامل مع غزة كملفّ محض انساني.
أخيرًا، نسأل السفير السابق عن لبنان، فيجيبنا بأن الموضوع اللبناني لم يتّضح بعد، وهو عالق بين من يتسلّم زمام حكم أميركا، وبين ما تريده إسرائيل، فإذا حكم ترامب، يرى صدقة حلحلة قريبة، لجرأة الرجل وسرعته باتخاذ القرارات وتنفيذها، بينما ستطول التسوية بحال فوز هاريس، وقد يأخذ نتنياهو وقته في قتال الحزب، بل ربما تتوسّع رقعة الاستهدافات أكثر فأكثر.