خاص- تحذيرٌ من مخطّط عسكري إسرائيلي خطير وراء استهداف صور! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Tuesday, October 29, 2024
خاص - "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
في تطور عسكري ميداني جديد، أمطر الجيش الإسرائيلي غاراته على مدينة صور في جنوب لبنان في الأيام الماضية. استهداف هذه المدينة من قبل الاسرائيلين وتركيز القصف عليها، دفع المراقبين العسكريين والسياسيين للتساؤل عن الأهداف العسكرية والسياسية لهذا العملية خصوصا أن هذه المدينة تشكّل حاضنة للبيئة المؤيدة لحركة أمل.
الجنرال المتقاعد أندريه بو معشر، رأى في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "ضرب مدينة صور لا يخلو من الرسائل السياسية خصوصا أن لا حضور كبيرًا لحزب الله فيها".
أما على المستوى العسكري، رأى أبو معشر أن "هذا الإستهداف يؤشّر الى بدء مرحلة جديدة تقوم على ضرب المدن الكبرى، مثل بعلبك، الخيام، النبطية وصور وغيرها"، مشيرًا الى أن "العدو وبعد أن استكمل استهداف البلدات الواقعة على طول الشريط الحدودي، انتقل الى مرحلة ضرب المدن الكبرى، خصوصا أن ضرب صور تزامن مع استهداف عنيف لمدينة بعلبك وغيرها".
وأوضح بو معشر أن "ضرب المدن الكبرى يهدف بالدرجة الأولى الى تهجير أبناء المنطقة وإقامة منطقة عازلة بين الشريط الحدودي ومسافة الخمسة كيلومترا لجهة الشمال، بالإضافة الى حرمان مقاتلي الحزب من الملاذ الآمن ومنع كل مقوّمات الحياة في هذه المناطق".
ولفت الجنرال أن "خطة الجنرالات التي نفّذها العدو في غزة بدأ بتطبيقها في لبنان"، مضيفًا أن "ضرب مدينة صور لا يعني بالضرورة أنه يستعدّ لاحتلالها فقد يكتفي بالسيطرة عليها عبر المسيّرات وعند الاشتباه بأي هدف يتم التعامل معه وفقا لذلك".
من جهته، أعطى الخبير الإستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد في حديث تلفزيوني أبعادًا أخرى للضربة التي تلقتها مدينة صور"، مشيرا الى الخط الجغرافي الذي يصلها بموقع المطلة، والخط الذي يتّجه من بلدة الناقورة الى منطقة ميس الجبل وصولا الى مرجعيون".
وعن الهدف الإسرائيلي وراء تركيز القصف على صور، أوضح أبو زيد أن العدو يهدف لإقامة منطقتين منفصلتين، الأولى تمتد من الحدود اللبنانية وتحديدا ما يعرف بالخط الازرق، من رأس الناقورة باتجاه المطلّة ومرورا بمرجعيون وميس الجبل. أما الطريق الآخر فيمتد من الصور باتجاه المطلة".
ورأى أن "العدو يركّز على ميناء صور لأنه يخطّط لعمليات الإنزال البحري وصولا الى البر"، واتّخذ المدينة كمركز ثقل استراتيجي ويريد تهيئة البيئة هناك للقيام بعمليات إنزال بحري وصولا الى البر حتى يتمكّن من إحكام السيطرة على الطريق الممتد من الشرق الى الغرب ويكون بذلك قسّم الجنوب الى منطقتين الأولى تمتد على طول الطريق الذي يصل رأس الناقورة مرورا بميس الجبل ومرجعيون أما المنطقة الثانية فتمتد من صور الى مرجعيون وصولا الى المطلة".
وتابع: "بهذه الطريقة يكون قد طبّق نموذج غزة في الجنوب اللبناني عبر تقطيع أواصل الجنوب الى مناطق ضمن طرق عراضية قد تساعده لتطبيق ما يعرف عسكريا بـ "Mobility" وهي توفّر له قابلية الحركة، خصوصا أن المنطقة الجنوبية ذات طبيعة جغرافية جبلية صعبة جدا لا تساعد الآليات على التحرّك".
واستكمل: " عمد الجيش الاسرائيلي الى هذه التقسيمات حتى يتمكّن من العبور والتحرّك من الشرق باتجاه الغرب، كما أنها توفّر له قابلية الحركة ويستعيض فيها عن الطرق والممرات الجبلية في الجنوب التي قد تعرّضه للوقوع بكمائن المقاومة".