خاص - الحزب يطيح بـ"الفرصة الرئاسية": لا رئاسة قبل وقف النار - بولا اسطيح
شارك هذا الخبر
Thursday, October 10, 2024
خاص - الكلمة أونليان
بولا اسطيح
لم يلاق حزب الله كل "الخطوات الى الامام" التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالملف الرئاسي. فمن راهن على خرق رئاسي بعيد اعلان حامل مفاتيح ابواب المجلس النيابي التراجع عن شرط الحوار الذي يسبق جلسة الانتخاب واستعداده السير بمرشح توافقي، جوبه بالامر الواقع الذي لا يزال حزب الله يفرضه في هذا الملف وغيره.
اذ تشير المعطيات الى ان الرئيس بري لم يكن قد تباحث عن كثب مع الحزب في المواقف "الرئاسية" المستجدة التي كان قد اعلنها خاصة انه ومع اغتيال امينه العام السيد حسن نصرالله دخل في حالة تضعضع غير مسبوقة. لكن وبعدما استوعب الصدمة ودخلت طهران على الخط لترتيب الاوضاع، أُبلغ الرئيس بري بأن الوقت مبكر جدا لتقديم التنازلات خاصة وان "الرئاسة" ورقة اساسية يمكن للحزب ان يلعبها في الوقت المناسب، ولا شك ان هذا الوقت لم يحن بعد. ولم تكن زيارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الى عين التينة الا جزءا من خطة الاستنهاض المعتمدة حيث خرج شخصيا ليعلن تمسك "الثنائي الشيعي" بترشيحه مشددا على وجوب انتخاب رئيس "يحمي ظهر المقاومة".
ولم يعد خافيا ان بري ومنذ زمن كان مرنا في التعامل مع هذا الملف وانه لا يمانع حتى انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا، الا ان لدى حزب الله اعتبارات كثيرة كانت ولا تزال تجعله يرفض الافراج عن ملف الرئاسة ابرزها: اولا، اعتباره انه طالما هو غير قادر على ايصال فرنجية فلا لزوم للاستعجال لايصال سواه خاصة في ظل امساكه بالقرار السياسي بالبلد عبر الحكومة كما عبر التريو الذي يشكله مع بري وميقاتي.
ثانيا، هو قبل توسعة الحرب على لبنان لم يكن مستعدا للمجازفة بايصال جوزيف عون، وان كانت علاقته به جيدة جدا، خشية ان يتكرر معه سيناريو الرئيس السابق ميشال سليمان فينقلب عليه. وقد تفاقمت هذه الخشية اليوم باعتبار ان المنطقة تشهد تحولات كبرى وهو يفضل ان يصل رئيس يكون مطمئنا مئة بالمئة لتوجهاته وخياراته خاصة وانه سيكون هو المفاوض باسم لبنان.. فطالما الرئيس بري هو في الواجهة راهنا في ملف التفاوض فالافضل بالنسبة للحزب وايران ان تبقى الامور على ما هي عليه.
اما الاعتبار الثالث والذي طرأ مؤخرا، فما يتم ضخه عن ان الولايات المتحدة الاميركية تحاول فرض جوزيف عون بالقوة وانه يُعتبر بالنسبة له رئيس يكسر حزب الله. فبالرغم من ان الحزب لا يعتبر عون رئيسا يكسره، الا ان ترويج واشنطن للترشيح بهذه الطريقة جعله يعيد كل حساباته. من دون ان ننسى ان من مصلحة الحزب اليوم ان يكون هناك سلة متكاملة للحل تشمل وقف النار في غزة ولبنان كما حل يحفظ ماء وجهه بالجنوب كما رئاسة الجمهورية. وهو يعتبر ان التنازل رئاسيا لصالح مرشح يطمئن له قادم لا محال لكنه يفضل ان يقبض الثمن هذا التنازل بملف آخر ضمن سلة الحلول المرتقبة.
باختصار، يبدو محسوما ان لا رئاسة قبل وقف النار، رغم كل ما يُعلن ويُشاع خلاف ذلك. فطالما الرئيس بري وحزب الله يحرصان على وحدة الموقف الشيعي وبالتحديد في هذه المرحلة، يبقى كل تباين بينهما راهنا باطار توزيع الادوار وتبقى الرئاسة معلقة طالما ابواب البرلمان مقفلة تحت حجج شتى وطالما التوازنات البرلمانية على حالها.