خاص- وسط "تقصير" المعارضة... توم حرب يكشف عن رسالة أميركية شديدة اللهجة لهم! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 10, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

تزامنا مع استمرار الحرب الاسرائيلية الدموية على لبنان والضّربات المتتالية التي يتلقاها حزب الله، انقسمت الآراء في صفوف قوى المعارضة حول كيفية مواكبة هذه المرحلة الخطيرة. ففي حين اعتبر البعض منهم أن في مواجهة العدو الإسرائيلي الأولوية يجب أن تكون لإظهار التضامن اللبناني بين الجميع ومن ضمنهم "الثنائي الشيعي" لوقف الحرب والحسابات السياسية في ميزان الربح والخسارة تؤجل الى اليوم التالي المنتظر، رأى البعض الآخر أنه الوقت المناسب لإقتناص الفرصة السياسية لتحصيل التنازلات وتغيير المعادلة السياسية في الداخل.

ويبقى السؤال الأبرز، كيف تقرأ واشنطن خطوات قوى المعارضة في هذه المرحلة بالداخل، وهل نجحت هذه القوى بإيصال موقفها من هذه الحرب الدائرة الى الخارج؟

رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، والعضو في الحزب الجمهوري الأميركي توم حرب رأى في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "على قوى المعارضة تقديم مذكرة واضحة تتضمن النقاط الأساسية وهي: وقف إطلاق النار من جانب حزب الله، تجريد الحزب من السلاح وتسليمه للجيش اللبناني فورا، انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة".

وأفاد حرب بأن "قوى المعارضة لم تلاق بعد جهودنا التي نقوم بها للضغط على مراكز القرار في واشنطن، علما أننا تواصلنا مع الكثير من النواب السياديين إلا أن عامل الخوف كان مسيطرا عليهم"، مشيرا الى أن "بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين تغيّرت الأجواء السائدة في لبنان وبرز ارتياح عام بين الكتل النيابية المعارضة التي بدأت برفع الصوت".

وإذ أكد أن "مواقف المعارضة الحالية ليست كافية حتى الان، لفت حرب الى أن "95 بالمئة من أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركي أبدوا ارتياحهم لما تقوم به إسرائيل في لبنان ويريدون منها إما إنهاء حزب الله أو دفعه للإستسلام"، مضيفا أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بات مرتاحا على المستوى العسكري والسياسي".

من هنا، رأى حرب أن "على الحكومة في لبنان تغيير خطابها السياسي والعمل على إجبار حزب الله على تسليم سلاحه بدل البحث عن هدنة مؤقتة".

وفي هذا الإطار، أوضح حرب أن "المشرّعين الأميركيين يصفون الحكومة اللبنانية بأنها حكومة حزب الله في حين الإدارة الأميركية تترك هامشا للدبلوماسية لأنها تتعامل مع هذه الحكومة فيما الحزب مدرج على لائحة الإرهاب".

وأيضا، "يعتبر المشرعون الأميركيون أن الحكومة اللبنانية كما النواب السياديين لم يقوموا بواجباتهم"، بحسب حرب الذي ذكر أن "كل المسؤولين الذين زاروا أميركا في وقت سابق اقتصرت نقاشاتهم على الأوضاع الاقتصادية، والأعباء الكبيرة للنزوح السوري في حين لم يتطرّقوا الى خطورة هيمنة حزب الله على لبنان وضرورة تجريده من سلاحه وتطبيق القرار 1559، ما دفع المشرعين الى اعتبار عمل هؤلاء غير مكتمل وليسوا على قدر المسؤولية المطلوبة".

ولدى سؤاله عن النظرة الأميركية لمواقف الأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب "القوات اللبنانية" الذي يشكّل أكبر كتلة نيابية معارضة داخل المجلس النيابي، شرح حرب أن "النواب الأميركيين يعتبرون أن السبب الأساسي وراء صمت "القوات" هو رغبة الدكتور سمير جعجع بالوصول الى قصر بعبدا، بانتظار القيام بمساومة مع الحزب تماما كما فعل الرئيس السابق ميشال عون"، علما أن ترشيح جعجع وبحسب ما نقل حرب عن المشرّعين الأميركيين، مرفوض في واشنطن خصوصا أنه كان من أبرز القادة المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية، والأفضلية هي للجيل الجديد".

أما "رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط فيعتبره الأميركيون غير جدير بالثقة، والسنة المعارضون لسياسية الحزب لا يلعبون دورا بارزا وباتوا ضعفاء على الساحة السياسية"، وفقا لحرب.

وقال: "المسؤولون عن الملفات الخارجية داخل الكونغرس الأميركي يدركون ويفهمون كافة التفاصيل اللبنانية، علما أنهم ينظرون الى قوى المعارضة ككل ولا يميّزون بين المسلمين والمسيحيين".

وبناء على ذلك، رأى حرب أن "على قوى المعارضة الى جانب المذكرة التي سبق ذكرها، إرسال وفد من جميع الطوائف اللبنانية الى كل من الإتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، وواشنطن حيث يظهّرون موقفهم بشكل واضح من سلاح الحزب ويؤكدون ضرورة تسليم هذا السلاح"، معتبرا أنه "لا يمكن لقوى المعارضة الإستمرار بالإختباء والتحجّح بعدم قدرتهم على التصعيد بوجه حزب الله بهذا الشكل إذا أرادوا فعلا وقف الحرب الدائرة".

وعن الفرقاء السياسيين الذين يراهنون على استمرار الحرب بانتظار أن تقوم اسرائيل بإنهاء حزب الله وتغيّر موازين القوى بالمنطقة لصالحهم، رأى حرب أن "هذه القراءة خاطئة فالحرب مرجّح لها أن تطول وأمام هذا الواقع عليهم تحمّل مسؤولياتهم والدفع باتجاه وقف الحرب بأسرع وقت لوقف معاناة الشعب وتخفيف الضغط عن الدولة اللبنانية".

وتابع: "إذا تمكّنوا من إيصال أصواتهم بشكل أسرع الى واشنطن، ستعمل الأخيرة على ممارسة الضغط اللازم على إيران لإجبار حزب الله على الإستسلام أما في حال لم يقدموا على ذلك، فواشنطن ستعطي إسرائيل الضوء الأخضر لاستكمال حربها على لبنان الى حين استسلام حزب الله، وهنا سيترقّبون ردّة الفعل التي ستخرج عن البيئة الشيعية وانعكاس الأحداث على مواقفهم من الحزب".